قاعدة تجسس بريطانية في عُمان للتنصت على كابلات الإنترنت

الأحد 8 يونيو 2014 09:06 ص

من تسريبات سنودن التي وأدتها الحكومة البريطانية

دنكان كامبل، ذا ريجستر - الخليج الجديد

ظلت تفاصيل برنامج المراقبة البريطاني السري، بما فيها مكان القاعدة البريطانية السرية للتنصت على الكابلات تحت سطح البحر في الشرق الأوسط، حصرية بالغة السرية حتى الآن، رغم تسريبها بواسطة «إدوارد سنودن»، موظف نظم المعلومات بوكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) الهارب. أدت ضغوط الحكومة البريطانية إلى إحجام بعض المؤسسات الإعلامية عن نشرها، رغم حيازتها لهذه الحقائق. لكن مؤخرا نشرتها «ذا ريجستر» بالكامل. 

قاعدة التجسس البريطانية السرية جزء من برنامج يحمل الاسم الكودي “CIRCUIT” أو «الدائرة»، وتعرف أيضا بـ«مركز معالجة ما وراء البحار 1» (OPC-1). وهي تقع في «السيب»، على ساحل عُمان الشمالي، حيث تتجسس على مختلف الكابلات تحت البحر والمارة عبر مضيق هرمز في الخليج العربي. السيب هي واحدة من شبكة GCHQ ذات ثلاثة مواقع في عمان، تحمل الأسماء الكودية «دفوف» TIMPANI، و«جيتار» GUITAR، و«كلارينيت» CLARINET. تقف «دفوف» قرب مضيق هرمز، ويمكنها رصد الاتصالات العراقية. وتقع «كلارينيت»، في جنوب عمان، قريبة استراتيجيا من اليمن.

شركة الاتصالات البريطانية (BT) الوطنية، يُشار إليها في شبكة GCHQ البريطانية ووكالة الأمن القومي الأمريكية تحت اسم كودي فائقة السرية REMEDY «بلسم»، وشركة فودافون كيبل (التي تملك شركة  «كيبل أند وايرلس» السابقة، وتعرف أيضا باسم “GERONTIC”) هما الأعلى دخلا وتلقيا لدفعات GCHQ السرية المقدرة بعشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية سنويا. 

المواقع الفعلية لـ«نقاط الوصول» (المسماة كوديًا) إلى العمود الفقري لشبكة كابلات العالم مصنفة فوق قمة السرية بثلاثة مستويات وتُسمى «الشريط 3». وأخفيت هويات الشركات تحت أسماء كودية: REMEDY، وGERONTIC، وPINNAGE مصنفة سريا دون هذا بمستوى واحد في «الشريط2».

بعد حجب هذه التفاصيل، اختارت الحكومة البريطانية عدم التحرك قضائيًا ضد صحيفة «الغارديان» العام الماضي لنشره معلومات سرية على مستوى أدنى من السرية «الشريط 1». وشملت هذه المعلومات تفاصيل حول نظام تخزين بمليار جنيه استرليني لمعلومات تم اعتراضها تجسسيا، هو مشروع «تمبورا» TEMPORA، والتي كشفت في 2013 والتي أدت لإطلاق تحقيقات برلمانية في بريطانيا وأوروبا، وقضايا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

اضطرت صحيفة «الغارديان» لتدمير محركات الأقراص الصلبة للمعلومات المسربة لمنع الحرج السياسي حول ترتيبات تجارية واسعة مع هذه الشركات وشركات الاتصالات الأخرى التي قبلت سرا التجسس على كابلاتها وكابلات عملائها أو شركائها في الخارج بواسطة وكالة استخبارات GCHQ البريطانية. تمنى رؤساء الاستخبارات أيضا إخفاء هويات البلدان التي تساعد GCHQ وشريكتها وكالة الأمن القومي الأمريكية في تبادل المعلومات أو توفير المرافق. 

وفقا لوثائق كشفت عنها «إدوارد سنودن» للصحفيين، منهم «غلين غرينوالد» بين آخرين، تدفع وكالة الاستخبارات سنويا للشركات المختارة عشرات الملايين من الجنيهات لتشغيل فرق سرية تقوم بتثبيت توصيلات خفية تنسخ بيانات ورسائل العملاء لنقلها إلى مراكز معالجة شبحية. الشركات المتعاقدة مع وكالة GCHQ تقوم أيضا بتثبيت مجسات تجسس من ألياف بصرية في أجهزة تابعة لشركات أخرى دون علمها أو موافقتها. ضمن وكالة GCHQ، لكل شركة قسم خاص بها يسمى «فريق العلاقة الحساسة» أو (SRT). 

شركات الاتصالات البريطانية وفودافون/كيبل أند وايرلس تقوم بتشغيل شبكات ألياف بصرية واسعة النطاق للاتصالات البعيدة بجميع أنحاء بريطانيا، تنشئها وتدفع ثمنها وكالة GCHQ البريطانية أو وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، أو منظمة دعم استخباراتي بريطانية ثالثة غير معروفة تدعى مركز المساعدة الفنية الوطنية (NTAC).

كشف تسربات «سنودن» أنه في كل مرة أرادت وكالة GCHQ التجسس على كابل دولي جديد من الألياف البصرية، يستدعى عادة مهندسون من شركة الاتصالات البريطانية (BT) أو بحسب الاسم الكودي (REMEDY) لتخطيط أماكن تثبيت مجسات التجسس بحيث تكون متصلة فعليا بكابلات الألياف البصرية الواردة، وللاتفاق حول أتعاب شركة الاتصالات البريطانية. شبكة الوصول السرية الغامضة ببريطانيا تغذي بيانات الإنترنت من أكثر من 18 كابلا بحريا قادمة لمختلف أجزاء بريطانيا، مباشرة إلى وكالة GCHQ بشلتنهام أو إلى محطتها البعيدة للمعالجة في بيود بكورنوال.

بين الكابلات التي تم تعريفها تحديدا في إحدى الوثائق ويجري اختراقه حاليا هو الوصلة الإيرلندية، هايبرنيا أتلانتيك، مقصدها ساوثبورت، وثلاثة وصلات أوروبية مقصدها يارموث ودوفر وبرايتون.■

  كلمات مفتاحية

مستندات مسربة تكشف مراقبة الأمن السعودي لمكالمات ناشطين وحقوقيين