قطر تجدد مبادرتها بعد رغبة إيران في التهدئة مع دول الخليج

السبت 19 مارس 2016 09:03 ص

كشفت صحيفة العربي الجديد، أن الدوحة أعادت طرح المبادرة، التي أعلن عنها أمير قطر، «تميم بن حمد آل ثاني»، في سبتمبر/ أيلول الماضي، وعرض فيها استضافة بلاده حوارا بين دول الخليج وإيران لإنهاء الخلافات السياسية.

ووصف أمير قطر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، الخلافات بين الجانبين بأنها «سياسية وليست مذهبية».

وقال إن إيران دولة جارة مهمة، مشترطا أن يكون الحوار مع إيران قائما على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج.

وذكرت مصادر خليجية، أن الحراك الدبلوماسي الذي شهدته العواصم الخليجية، الأسبوع الماضي، كان عنوانه الرئيسي الحوار مع إيران، بعد أن أبدت الأخيرة، في رسالة وجهها الرئيس الإيراني، «حسن روحاني»، إلى أمير الكويت، «صباح الأحمد الجابر الصباح»، يبدي فيها رغبة بلاده في حل المسائل العالقة بين إيران ودول الخليج العربية بالحوار الهادئ».

وقام أمير قطر بزيارة قصيرة الخميس الماضي إلى أبوظبي، التقى فيها ولي عهدها، «محمد بن زايد آل نهيان».

وتناولت المباحثات الموقف من العرض الإيراني للحوار، بعد أن شهدت العواصم الخليجية حراكا سياسيا، تَمثل برسائل من أمير الكويت، «صباح الأحمد»، نقلها المبعوث الأميري وزير الداخلية، «محمد الخالد الحمد الصباح»، إلى قادة دول مجلس التعاون، تحمل الرغبة الإيرانية في إجراء حوار مع دول مجلس التعاون الخليجي، ووجهة النظر الكويتية المؤيدة للحوار بشروط.

وفيما لم تظهر معلومات عن المواقف الخليجية النهائية، من العرض الإيراني، ورغبة الدوحة في استضافة الحوار المرتقب، تشكل زيارة أمير قطر إلى أبو ظبي، ولقاؤه مع ولي عهدها، محطة لبناء موقف خليجي موحد، من الدعوة الإيرانية، يقوم على المبادرة القطرية التي دعت إلى الحوار على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وهو المطلب الذي تطالب به جميع دول الخليج.

والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير» في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، في الرياض إن بلاده لا تمانع في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إيران، إذا غيرت الأخيرة سياساتها الطائفية، وتوقفت عن التدخل في شؤون دول المنطقة.

وأضاف «الجبير» «إذا تبنت إيران سياسات مختلفة عن التي تتبناها الآن، فلا يوجد ما يمنع من بناء أفضل العلاقات»، وقال «لنكن واضحين وصريحين، عندما تتغير السياسة، من الممكن أن تتحسن العلاقة بشكل إيجابي».

وسعت الدوحة، منذ سبتمبر/ أيلول، إلى تكثيف اتصالاتها، مع دول الخليج العربية، بعد الترحيب الإيراني بالدعوة لإجراء حوار خليجي-إيراني، إلا أن الجهود القطرية اصطدمت بالتطورات السلبية التي شهدتها العلاقات الخليجية -الإيرانية.

وتصاعد التوتر بين دول الخليج وإيران، خصوصاً بعد طرد البحرين القائم بالأعمال الإيراني في المنامة، واستدعاء سفيرها في طهران على خلفية اتهامات بالتدخّل في الشؤون الداخلية، والتهديدات المتصاعدة للرياض من طهران، بعد حادثة التدافع في منى في أثناء موسم الحج، والتي أسفرت عن وفاة مئات الحجاج، ومنهم حجاج إيرانيون، ثم تخفيض الدول الخليجية التمثيل الدبلوماسي، واستدعاء السفراء وقطع العلاقات مع إيران، على خلفية الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد.

في السياق ذاته، كشفت صحيفة الرأي الكويتية، أن مسؤولا إيرانيا كبيرا زار العاصمة الكويتية بشكل غير معلن في الفترة الأخيرة، طلبا لوساطة الكويت للتهدئة بين دول الخليج وطهران، بهدف حل المسائل العالقة بالحوار الهادىء، وهو المقترح الإيراني، الذي كان محور الرسائل التي حملها وزير الداخلية محمد الخالد إلى قادة خمس دول خليجية، تستكمل الأحد، بتسليم مسؤول كويتي رسالةً مماثلة الى قادة الإمارات، حول طلب طهران فتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول الخليج.

وأوضحت الصحيفة، استنادا إلى مصادرها، أن وزير الاستخبارات الإيراني، «سيد محمود علوي»، التقى القيادة السياسية وسلمها رسالة خطية من «حسن روحاني» تتعلق بالعلاقات الثنائية مع الكويت بشكل خاص وبالعلاقات مع دول الخليج بشكل عام، وتتضمن رغبة قوية في حلّ الخلافات في المنطقة بيد أهلها وبعيداً عن التدخلات الخارجية.

ونقلت الصحيفة أن القيادة الكويتية، التي تحدثت باسم دول الخليج، طالبت إيران باجراءات لبناء الثقة تتضمن مجموعة مطالب أبرزها وقف التدخلات الإيرانية في البحرين واليمن، والتعديات على السعودية، وتشكيل الشبكات المسلحة والخلايا في دول الخليج بما فيها الكويت، والتدخل في سوريا والعراق ولبنان، وتحريض حزب الله، على السعودية، ودول الخليج، وسيطرته على قرار الحكومة اللبنانية ودفعها خارج الإجماع العربي، وتعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية.

وأضافت المصادر أن الجانب الإيراني اشتكى تعرضه إلى تدخلات كثيرة رصدت في منطقة الأحواز، مع دعوات إلى دعم انفصال الإقليم بالمال والسلاح إضافة إلى دعم دول خليجية لفصائل معينة في العراق وسوريا.

وقالت الصحيفة إن السلطات الكويتية أفهمت المبعوث الإيراني، أن بلاده مطالبة بالتوقف فورا عن اعتبار نفسها وصية على هذا المكون الاجتماعي أو ذاك في دول الخليج أو الدول العربية، فالشيعي اللبناني لبناني عربي والشيعي السعودي سعودي عربي والشيعي الكويتي كويتي عربي.

وكان لافتا أن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إيرنا، نقلت التقرير الكويتي والشروط الخليجية في سابقة نادرة.
 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الكويت السعودية إيران

السعودية تتهم إيران بزعزعة الأمن الإقليمي

إيران تتهم السعودية بتأزيم الصراع في اليمن

«رفسنجاني» «يغازل» الرياض: الخلافات قابلة للحل ويمكن التعاون ضد «الإرهاب»

الكويت: الحوار مع إيران أفضل من الصدام معها ويحل القضايا

رئيس برلمان الكويت يؤكد جدية اتهام إيران و«حزب الله» في «خلية العبدلي»

وزير كويتي: لا نقود وساطة بين ⁧‫السعودية‬⁩ وإيران‬⁩