قال صحيفة «عكاظ» السعودية إن رجال «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» تسببوا في «تشويه» عرض سينمائي في آخر أيام معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس السبت.
وأوضحت الصحيفة أن رجال الهيئة (بمثابة شرطة دينية تعرف اختصارا باسم «الحسبة») استولوا على الهندسة الصوتية للعرض السينمائي بغرض التحكم في الموسيقى التصويرية؛ ما تسبب في تشويه العرض، وانسحاب عدد من المثقفين والمثقفات من قاعة العرض احتجاجا على هذا التصرف.
ولفت إلى أن المنظمين لم يتمكنوا من إقناع المحتسبين (تعبير يطلق على رجال الهيئة) بمخالفتهم للأنظمة بهذا السلوك.
وفي هذا الصدد، قالت عضو اللجنة الإعلامية في معرض الرياض للكتاب، «أسماء العبودي»، لـ«عكاظ» إن احتجاج المثقفين والمثقفات لم يثن هؤلاء المحتسبين عن سلوكهم وفرض شروطهم في ما يخص طريقة العرض السينمائي، وما يصحبها من موسيقى تصويرية، واصفة هذا المشهد بـ«التحدي» للنشاط الثقافي.
ويفتي كثير من علماء الدين في المملكة بتحريم الموسيقى والغناء.
ورغم هذه الشكاوي من سلوكيات المحتسبين خلال معرض الرياض الكتاب، قال «خالد الرفاعي»، رئيس اللجنة الثقافية للمعرض، إن «مداخلات المحتسبين اتسمت بالهدوء، ولم تكن هناك أي تجاوزات» منهم.
وأضاف في تصريحات لصحيفة «الاقتصادية» السعودية أن فعاليات البرنامج لم تتعرض للتعطيل، وأن مداخلات المحتسبين كانت مقبولة ومحكومة برأي مدير الندوة أو المحاضر في الغالب.
وتابع: «اللجنة اختارت فتح أبواب القاعة للجميع وإتاحة المجال للتداخل وإبداء الآراء لكافة الحضور دون استثناء، إلا أن من يتجاوز أو يحاول التعطيل تتولى الجهات الأمنية التعامل معه».
وخلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت بعض مدن المملكة، وبينها العاصمة الرياض، سلوكيات لرجال الهيئة أثارت سخطا واسعا في الشارع السعودية، آخرها أمس الأول الجمعة عندما اقتحم أحد أفراد الهيئة أحد استديوهات قناة «الثقافية» في الرياض، وطالب ضيفة البرنامج بتغطية وجهها.
وعلى خلفية هذه الحوادث، شددت إدارة التوعية والتوجيه في «هيئة الأمر بالمعروف» على العاملين في هيئات محافظات الرياض، بضرورة التقيد بالتعليمات الشرعية والأنظمة المرعية في العمل الميداني، والحرص على الرفق واللين في التعامل مع الجمهور، حسب ما أفادت به وسائل إعلام سعودية.
واختتمت، أمس، فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته العاشرة.
وقالت صحيفة «الرياض» إن نحو 350 ألف زائر حضروا فعاليات المعرض التي تواصلت لعشرة أيام، وهو العدد الذي اعتبرته بعض التقارير الصحفية المحلية ضعيفا مقارنة بالأعوام السابقة والحضور الذي كان مأمولا فيه.
وذكرت أن حجم المبيعات في المعرض بلغت نحو 60 مليون ريال (16 مليون دولار).
وشارك في معرض، هذا العام، أكثر من 500 دار نشر محلية وعربية وعالمية، من أصل نحو 1300 طلب مشاركة، عرضت على مساحة 7 آلاف متر مربع أكثر من 1.2 مليون كتاب.