بعد أن أُبلغ موظفو صحيفة «السفير» اللبنانية خبر إيقاف صحيفتهم، بنسختيها المطبوعة والالكترونية، في 31 من شهر مارس/آذار الجاري، عاد اليوم الأحد ناشر الصحيفة «طلال سلمان» عن قراره، في ظل أنباء عن دعم من رئيس حكومة لبناني سابق، ووزير حالي للصحيفة.

وقال «سلمان» لصحيفة النهار الصادرة من بيروت إن الجريدة قررت الاستمرار بسبب «كمية العواطف الهائلة التي أحاطنا بها الرأي العام اللبناني، فرأينا أن نستمر ونتحمّل بعضنا بعضا، ولو كانت مدة الاستمرار شهرا أو شهرين».

ونفى «سلمان»، بحسب الصحيفة البيروتية، أن تكون «السفير» قد تلقت الأموال المطلوبة لحل الأزمة.

وقد أثار قرار إغلاق «السفير»، وما تردد عن حرمان موظفيها، البالغ عددهم 159، من تعويضاتهم استياء لدى العاملين، وكان من المقرر أن تشهد مقر الصحيفة وقفة تضامنية مع الموظفين للمطالبة بحقوقهم.

كذلك فإن القرار أثار عاصفة من الجدل، ذهب أبعد من البحث في أزمة الصحافة الورقية، ليصل إلى الاستنتاج بأن أزمة «السفير ما هي إلا أولى نتائج تصنيف «حزب الله منظمة إرهابية من قبل الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي، باعتبار الصحيفة من أبرز الأصوات التي يمكن اعتبارها لسان حال الحزب.

يذكر أن «طلال سلمان كتب يعلل قرار الإغلاق إن «سوق الصحافة في الداخل باتت مضروبة بانعدام الحياة السياسية، مع سيادة الطائفية والمذهبية على الحياة العامة، وعلى سوق العمل ـ أي الوظيفة، رسمية أو في القطاع الخاص ـ وانقرض الرأي العام، أو كاد. أما سوق الخارج فهي مكلفة جداً، خصوصاً إذا ما انتبهنا أن أسواق المملكة وإمارات الخليج قد باتت خارج البحث… ثم إنها لم تعد مصدراً للإعلان، بل لقد انتقلت إلى وسائل إعلامها الميزانيات الكبرى للإعلان».

وقبل أيام، أكد «طلال سلمان» أن صحيفة «السفير»ستتوقف عن الصدور الورقي اعتبارا من يوم الخميس المقبل، الموافق 31 من شهر مارس/آذار الجاري.

ويأتي توقف الصحيفة لظروف مالية واقتصادية، ورفض ناشرها التخلي عن خطها التحريري الذي عرفت به.

وقد نشر موقع «السفير» استنكار السفير السعودي «علي عواض عسيري» في بيان، إزاء الموضوع الذي نشرته صحيفة «السفير» الاثنين 21 مارس/آذار الجاري، عن الوضع الصحي للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، معتبرا أنه يعكس حالة الضياع والارتباك التي وصلت إليها الصحيفة المذكورة نتيجة الصعوبات المادية التي تعاني منها.