استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإسرائيليون لا يعترضون على تدمير الغرب للشرق الأوسط بما يصاحبه من فظائع وخراب

الأربعاء 24 سبتمبر 2014 08:09 ص

لم تكد تبدأ الحرب لداعش حتى أخذ العالم أو الغرب يهيننا. فالرؤساء يرسلون طائرات وقوات صاعقة، فكيف يتجاهلوننا نحن الذين سمينا كل عصابة مسلحة في جنوب لبنان ”إرهابا، وكل رمي ناقلة جنود مدرعة بحجر وكل رفع لعلم فلسطين سميناه ارهابا، ونحن الذين سجنا الاولاد واستنبتنا الارهاب الاسلامي في سجوننا وفي أقبية التحقيق وعند الحواجز؛ ودمرنا المساجد في 1948؟ فالى متى سنبقى معشوقة الغرب السرية الذين نأتي الى تلك الاحتفالات في الظلام فقط من الباب الخلفي لأن ذلك يضايقهم؟.

كان درك الاذلال في الهجوم الامريكي على العراق في كانون الثاني 1991 الذي ابتدأ خرابها باسم الحرية، بالطبع. وكشفت صحفنا عن مشايعة للهجوم الذي كان ينظم منذ صيف 1990 دون أن تسأل اسئلة اخلاقية أو نفعية. وانقسم اصحاب المقالات الصحفية كما يناسب الديمقراطية في جميع الصحف بين متفائلين وعدونا بأن بوش (الأب) سيهاجم، ومتشائمين حذروا آنذاك من تداعي امريكا، ويا لمبلغ فرحنا – كان – حينما بدأ الهجوم. فقد هاجم أهم أدبائناوفنانينا بسبب العداوة لصدام ولهتلر، هاجموا اليسار الاوروبي الذي اعتاد أن يتظاهر معترضا على العدوان الامريكي فيما يشبه رد الفعل الشرطي منذ ايام فيتنام.

لكن الغرب أمرنا بأن نجلس في صمت حتى لو أطلقوا النار علينا بخلاف روح البطولة وبخلاف استراتيجية جهد اندماج فاعل في المنظومة العسكرية الغربية، بكل ثمن. ووزعوا علينا أقنعة وقعدنا في غرف مغلقة وشعرنا مثل ضحايا عراقيين. وحينما انتهى الهجوم بدأت العقوبات على العراق. ولم تتحدث صحفنا إلا عن الاخلال بها، فكانت عناوين صحفية عن اخلال بالعقوبات مدة 12 سنة. ومات محررو الاخبار من فرط الملل، لكننا كتبنا التقارير وحثثنا على تعزيز العقوبات، وبخلاف صحف الغرب المنافقة لم نكتب التقارير عن موت الاطفال الرضع الذي طغى في العراق بين 1991 وخرابها النهائي في 2003، ولم نسأل اسئلة عن الاعمال الفظيعة بل لم نحُذر من أن انتقاض عرى الدول القومية لا يخدم أمننا.

أيدنا حرية أمريكا في القصف وتخريب الشرق الاوسط، وصناعة السلاح ورعاية منظمات بشعة – من القاعدة الى النصرة ثم الى داعش؛ ووثقنا بالدولار الالهي وباستعداد الشباب لاخراب غزة باسم الغرب لأننا الغرب. ونحن الذين صلينا لانتصار فرنسا في الجزائر وانتصار الولايات المتحدة في فيتنام، وأملنا أيضا انتصار بوش (الابن) على صدام في 2003. فهل كنا نستطيع أن نعلم أن داعش ستخرج من ركام العراق؟ وهل علمنا أنه لم يوجد ولم يكن سلاح الابادة الجماعية، الذي كان الذريعة لقتل عشرات الآلاف في احتلال العراق؟ وهل علمنا أن صناعة السلاح الامريكية لا تخسر ألبتة حتى ولا في حروب موجهة على الولايات المتحدة؟ علمنا ذلك، فلسنا مغفلين في الحقيقة وسكتنا وأحببنا سيدنا الذي يقصف.

والآن قبيل قصف داعش نجلس في خضوع أمام التلفاز منبوذين حائرين مستعدين للاكتفاء مرة اخرى بصور فظاعة شخصية لهذه المنظمة بدل صور الفظاعة الجماعية من الفلوجة أو غزة. ويبين لنا تسفي يحزقيلي مقدار كوننا اكثر اوروبية من اوروبا، ففي مدنهم العمياء من المسلمين أكثر مما في تل ابيب مع يافا. ونبوءات اهود يعاري النارية ايضا تصيبنا بقشعريرة المشاركة كما كانت الحال في 1991 وفي 2003، فليخربوا العراق وسوريا مرة اخرى وربما ايران ايضا إن شاء الله. فقد تعلمنا كيف ننكس رؤوسنا ونقول: «لن نشوش فالأهم أن تُدمروا»، وليكن ما كان.

تذكروا فقط لاجل السجل أننا كنا أول من احتل ودمر عاصمة عربية في سنة 1982، وكنا الوحيدين الذين سموا شارعا باسم البنتاغون مدة شهر بعد 11 ايلول، وعندنا شوارع مسماة باسمي الملك جورج الخامس واللورد بلفور الذي وعد آباءنا ووعدنا بدولة من الامبراطورية. قد يكون مواطنو لاوس وآيسلندة عالمين بهامشيتهم، وبحق، لكن أنحن؟ ونحن مركز العالم ورأس الحربة لمكافحة الاسلام. لن يمروا! فالكتاب المقدس هو لنا وللمسيحيين.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية إسرائيل العراق

مستقبل داعش