محلل إسرائيلي: «أوباما» و«سلمان» .. الكل يعمل من أجل مصلحته

الجمعة 1 أبريل 2016 03:04 ص

هاجم المحلل الإسرائيلي للشئون العربية «يوني بن- مناحيم» السعودية وقال إنها غير محقة بغضبها من الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بعد انحيازه لإيران والتخلي عنها ضاربا بعرض الحائط تحالف عمره عشرات السنين بين واشنطن والرياض.

وأضاف الكاتب في مقال بموقع «نيوز1» العبري أن السعودية أيضا ومنذ وصول الملك «سلمان بن عبد العزيز» للحكم انتهجت سياسيات جديدة تتماشى مع مصالحها فقط، بما في ذلك إعادة الانخراط مع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، لإنشاء تحالف سني ضخم بغرض وقف التمدد الإيراني بالمنطقة.

إلى نص المقال:ـ

وجه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قبل نحو أسبوعين انتقادات للسعودية لدورها في نشر العنف وعدائها لإيران، وفي تحقيق نشره الصحفي «جيف جولدبيرج» بصحيفة «أتلانتك» تحت عنوان «عقيدة أوباما»، اتهم الرئيس الأمريكي السعودية بنشر الأفكار الوهابية في دول إسلامية معتدلة مثل إندونيسيا، والتسبب في نشر الإرهاب والحروب الطائفية في اليمن والعراق وسوريا.

كذلك تطرق «أوباما» للصراع بين السعودية وإيران وقال: «على السعودية تعلم كيفية مشاركة المنطقة مع عدوتها إيران، على السعوديين أن يجدوا طريقة فعالة لتقاسم المنطقة وإرساء نوع من السلام البارد». في أعقاب تلك التصريحات شنت وسائل الإعلام السعودية هجوما على الرئيس «أوباما»، وأعرب عدد من الكتاب عن غضبهم من كلام أوباما واعتبروه طعنة في ظهر السعودية بعد عشرات السنين من التحالف الاستراتيجي والتعاون بين الدولتين. ترى السعودية في كلام «أوباما» بداية لاتجاه خطير يهدف إلى تمهيد الطريق أمام الإدارات الأمريكية القادمة للتخلي عن السعودية ودعم إيران لاسيما بعد التوقيع على الاتفاق النووي معها.

نشر رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير «تركي الفيصل» مقالا وجه فيه انتقادات لاذعة للرئيس أوباما قائلا: «نحن لسنا من يمتطون ظهور الآخرين لتحقيق أهدافنا»، ملمحا إلى سلوك الرئيس «أوباما» تجاه الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك».

ومن المقرر أن يزور الرئيس «أوباما» السعودية الشهر القادم، وأن يشارك في مؤتمر قمة مجلس التعاون لدول الخليج ومما لا شك فيه أن تصريحاته حول السعودية تخيم على الزيارة المرتقبة.

هناك احتمال أن تتأجل الزيارة، وربما تصعد السعودية هجماتها الإعلامية ضد «أوباما» للتعبير عن استيائها، وخلق مناخ سلبي من شأنه أن يجبره على إلغاء زيارته.

من الواضح أن الرئيس «أوباما» يعمل وفقا لمصالح الولايات المتحدة التي قررت في الشهور الماضية نقل ثقل دعمها إلى إيران في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات وتبني سياسة أكثر توازنا من منظورها في الشرق الأوسط.

لكن لماذا تشكو السعودية الرئيس «أوباما»؟ ألا تلعب هي الأخرى لعبة مزدوجة بما يتماشى ومصالحها، فمنذ وصول الملك «سلمان بن عبد العزيز» للحكم قبل أكثر من عام غيرت الرياض موقفها فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب.

حركة حماس، وهي (تنظيم إرهابي) حسبما يرى المحلل الصهيوني بكل ما تحمل الكلمة من معان، ابنة جماعة «الإخوان المسلمين» التي كانت مصنفة في السعودية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز كتنظيم إرهابي، أُخرجت فعليا من قائمة التنظيمات الداعمة للإرهاب وأصبحت مقربة من الملك الجديد.

استضاف الملك «سلمان» في السعودية الصيف الماضي وفدا رفيع المستوى من حماس برئاسة خالد مشعل، ومارس نفوذه على الرئيس المصري «السيسي» لكي تستقبل المخابرات المصرية وفد حماس منذ أسبوعين في القاهرة، ومن المقرر في الأيام القادمة أن يزور السعودية مجددا وفد رفيع المستوى من الحركة الفلسطينية للاجتماع مع القيادة السعودية.

يأتي ذلك في وقت يضرب الإرهاب الجهادي بشدة أوروبا بواسطة العمليات الانتحارية أو «العمليات الاستشهادية»، ما يعيد إلى الأذهان ما قاله زعماء حماس و«الإخوان المسلمين» عن العمليات الانتحارية وكيف برروها.

قال الدكتور «يوسف القرضاوي» من كبار زعماء «الإخوان المسلمين» عام 2001 إن: «تفجير النفس ضد المحتلين هو مقاومة مشروعة، ومن أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله وهي أبعد ما تكون عن الانتحار».

بينما تطرق «محمود الزهار» أحد قادة حماس بالقطاع للمخربين الانتحاريين قائلا: «إننا لا نصفهم بالانتحاريين، وإنما رهبة للعدو وجزء مهم لتحقيق النصر»

ويرى المحلل أن السعودية تحاول تضليل الغرب وتقدم نفسها كمن تحارب الإرهاب، وأعلنت قبل عدة شهور بضجة شديدة عن «إنشاء تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإسلام»، كي تثبت للولايات المتحدة تحديدا أنها تكافح الإرهاب.

منذ ذلك الوقت لم ينفذ هذا التحالف الذي يضم دولا عربية وإسلامية أية عملية فعلية ضد الإرهاب، وتراجع الموضوع على جدول الأعمال الإعلامي وما لبث بعد عدة أيام أن اختفى في غياهب النسيان.

تحارب السعودية الإرهاب الإسلامي فقد عندما يشكل خطرا على مصالحها ويهدد الأسرة الحاكمة.

عملت السعودية في جامعة الدول العربية لإعلان «حزب الله تنظيما إرهابيا» فقط بسبب صلاته بعدوها إيران، وبسبب تآمره عليها وعلى دول الخليج، لكنها تدعم عدد من تنظيمات المعارضة السورية التي تعتبر تنظيمات إرهابية على حد وصف المحلل كذلك ، مثل تنظيم «جبهة النصرة»، ذلك لأنها تقاتل «بشار الأسد» حليف إيران، وهي على استعداد للعمل عسكريا ضد داعش لأنه يهدد بإسقاط النظام السعودي.

غير الملك «سلمان» سياسة السعودية تجاه حركة حماس و«الإخوان المسلمين» لأنه بحاجة إليهما ، فقد سعى لإنشاء كتلة سنية كبيرة لوقف التمدد الإيراني بالشرق الأوسط وكل الوسائل مباحة بالنسبة له لتحقيق هذا الهدف بما في ذلك استئناف العلاقات مع حركات جرى تصنيفها في السعودية ليس منذ وقت بعيد كتنظيمات إرهابية ، الأمر كله يتعلق بالمصالح.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أمريكا السعودية العلاقات السعودية الأمريكية الخليج أوباما عقيدة أوباما الملك سلمان عقيدة سلمان

«ناشيونال إنتريست»: «عقيدة سلمان» تسعي لإصلاح ما أفسدته «عقيدة أوباما»

عقيدة «أوباما» وقواعد واشنطن

«عقيدة أوباما».. تعميمات استشراقية وفوقية ووصاية ثقافية

عقيدة أوباما: ركاب بالمجان.. وقسمة مع إيران!

«دعمناك وخذلتنا»: رد فعل سعودي عنيف على عقيدة «أوباما»

أوباما والخليج

«أوباما» يشيد بالسعودية ودول الخليج الأخرى لدورها في التحالف ضد «الدولة الإسلامية»

اتفاق أمريكي - خليجي للتصدي للإرهاب يسمح بنقل «قدرات دفاعية» إلى دول المجلس