اعتذار «وسيم يوسف» عن محاضرة الرياض.. إلغاء بأمر نشطاء «تويتر»

السبت 2 أبريل 2016 09:04 ص

«تعرف قوة انتصارك بقوة صراخ عدوك».. هكذا كان رد رجل الدين الإماراتي الجنسية «وسيم يوسف»، على الحملة الالكترونية التي شنها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رفضا لإلقائه محاضرة بالسعودية.

إلا أن رواد مواقع التواصل يبدو أنهم هم الذين حققوا نصرا حقيقيا في هذه الجولة، حيث نجحوا في إجبار «يوسف» على الانسحاب من المحاضرة، التي كان مقررا لها يوم أمس الجمعة، في ديوانية «سعود المريبض الثقافية»، حيث تعلل «وسيم»، بـ«ظرف خاص»، رفض الإفصاح عنه، منعه من الحضور.

و«وسيم يوسف»، هو داعية إماراتي الجنسية، أردني الأصل، من مواليد يوليو/ حزيران 1982، بمدينة أربد في الأردن، وهو خطيب جامع الشيخ زايد الكبير في إمارة أبوظبي، ومقدم برامج دينية على عدة قنوات إماراتية، وهو أحدث إصدارات أبوظبي لنمط رجال الدين المرغوب من نظام شديد العداء للتيارات الإسلامية في المنطقة.

النشطاء على موقع «تويتر» في السعودية، قضوا ليلتي الخميس والجمعة، يعبرون عن رفضهم لإلقاء المحاضرة، التي كان مقررا لها أن تكون حول «الانتماء للوطن من المنظور الإسلامي».

ففي الوقت الذي تصدر وسم «الشيخ وسيم يوسف يحاضر بالرياض»، مساء الأربعاء بين قائمة الأكثر تداولاً في «تويتر» السعودية، فقدتصدر وسم «الشعب السعودي يطرد وسيم يوسف» القائمة يوم الخميس، وصباح الجمعة، بعد الإعلان عن إلغاء المحاضرة.

ترحيب ضعيف

28% من النشطاء الذين شاركوا في تصويت عشوائي عبر «تويتر»، رأوا أنه لا مانع من حضور «وسيم»، الأردني الأصل، للمملكة وإلقاء المحاضرة، حيث كتب الإعلامي «عبدالله الشهراني»، قائلا: «يا مرحباً بالشيخ المعتدل الوفي لوطنه الخليجي، محارب دعاة الفتن والضلال والإرهابيين».

وقالت «هند محمد»: «نورت الرياض فيك يا شيخ، ربي يحفظك، وعساك على ألقوه الحين إخوان إبليس جنو، جعلهم جنون البقر يجيهم»، فيما كتب «محمد المنصوري» إن «الشيخ وسيم حارب دعاة الفتنة فقط، وهم من الإخوان المفلسين، أما الدعاة الصالحين المعتدلين لم يطرهم إلا بالخير».

وساخرا علق «سهيل اليماني» بقوله: «مع أن وسيم ما ينبلع، الله يجزاه خير، لكن من يقرأ الهاشتاج سيشعر أن الموضوع يتعلق بحفلة لشاكيرا.. ميصحش كده». في حين أعرب «ماجد الزهراني» عن تمنيه أن يكون في الرياض معللا ذلك برغبته في «مصافحة هذا الشيخ العقلاني، الذي فضح الدواعش والإخوان بالأدلة والبراهين».

وعلى الرغم من هذا الترحاب، إلا أن 72% من المشاركين في التصويت، وغيرهم كثر، أعلنوا رفضهم للزيارة، ونجحوا في إلغائها، معتبرين أن هذا الضيف «عليه ملاحظات كثيرة».

زاد هذا الرفض بعد نقل الموقع الالكتروني لصحيفة «عكاظ»، مكالمة أجرتها الصحيفة مع «وسيم»، سجل فيها الداعية الإماراتي، اعتذاره لـ«ظرف خاص»، قبل أن يطلب تعديل الخبر، وينفي أن يكون قد تواصل معه أحد، لتنشر الصحيفة تسجيلا صوتيا للمحادثة لينشر الداعية رقم جوال محرر الصحيفة عبر «تويتر»، ما اعتبره المحرر «أمرا مجرما بالإمارات».

بدا «وسيم»، خلال المداخلة التي استمع إليها «الخليج الجديد»، حريصا على التأكيد أن المحاضرة «لم تلغ»، وإنما هي «مصرحة من وزارة الداخلية»، وأنه من اعتذر لـ«ظرف خاص»، رافضا الإفصاح عنه.

وعلى الرغم من أن «وسيم» كتب عبر حسابه بـ«تويتر» أنه يعد أهل المملكة بمحاضرة «قريبا»، إلا أنه خلال المكالمة بالقول إنه سيفعل ذلك «إذا سمحت الفرصة».

رفض تام

جاء قرار «وسيم»، بعد سلسلة من التغريدات الرافضة لحضوره، حيث كتب أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور «حبيب بن معلا»: «آخر من يتحدث عن الانتماء للأوطان هم الخونة الذين يقتاتون من تفريق أوطان المسلمين.. ومن الكذب والزور». بينما قال الأستاذ الجامعي «صنهات العتيبي»: «من الصدف العجيبة أن موعد المحاضرة يوم (١) أبريل!! يوم الكذب العالمي».

وقال نائب رئيس مجلس إدارة قنوات «الأماكن» الفضائية: «خير من يتحدث عن الوطنية هم أعضاء هيئة كبار العلماء، أما شخص غير جنسيته ثلاث مرات، ويتحدث عن الوطنية شيء غريب».

وأشار الإعلامي «مساعد بن حمد الكثيري» بقوله: «نعلم أن الجبال لا يضرها نبح الجَعَر، لكن يؤلمنا أن من يسمى بالشيخ وسيم، وهو من أسرف بالتطاول على دعاتنا وهيئتنا وقرآننا».

الشاعر «أحمد الكندري» تساءل قائلاً: «كيف يُستقبل من شكك بالشيخ عائض القرني، عندما حاول المجرمون اغتياله؟، كيف يستقبل من افترى الدعشنة على أهل القرآن؟»، وأضاف: «لقد أطال لحيةً، وهْيَ لهُ كما العلفْ، يأكل فيها دينهُ، ويدّعي نهج السلفْ».

وقال «عبد الله الفيفي» المشرف على شبكة «طريق السنة»: «استضافة هذا الجهول ليُحاضر في بلد مليء بالعلماء والمثقفين والنابغين، تدل على أنّ وراء الأكمة ما وراءها».

ورأت «ريم آل عاطف» أن «وسيم» بات «يدافع عن الفساد ويشرعن للخمور، ثم يهاجم خيرة مصلحينا، ويقدح في مساجدنا، وحلقاتنا ومناهجنا.. فلا أهلا ولا مرحبا».

استعداد للمناظرة

أما الشيخ «سليمان بن أحمد الدويش» فكتب: «تواصل معي عدد من الفضلاء بشأن حضور ندوة المريبض، والتي سيشارك فيها وسيم يوسف، وقد استخرت الله وقررت الحضور لأجل مناقشته».

وأضاف: «سأطالبه بإثبات ما اتهمني به كون تُهمهُ التي رماني بها تُشكل إن صحّت وأثبتها خيانة مني للوطن، وإن لم يثبتها فعليه مواجهة تبعاتها».

وأشار «الدويش» إلى أنه فضّل الإعلان عن مشاركته مسبقاً حتى لا يكون للإماراتي «وسيم يوسف»، أي عذر في عدم جلب ما يدعم تهمته لي، إن وجد من مستندات للمواجهة». وتابع: «لم أستبعد حضوره المحاضرة، وأن له حق الحضور كغيره باعتبار أن الدعوة عامة».

أما الشيخ «حمود العمري»، فقد قال: «وسيم يوسف طلب مناظرتي، قبل أن يعتذر منها».

ووجه رسالة للدكتور «سعود المصيبيح»، بأن يُتيح له فرصة مناظرة «وسيم»، قبل أن يجد قبولاً وترحيبا من عريف الأمسية.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات وسيم يوسف عائض القرني

«خاشقجي»: يجب أن نصبر على العلاقة مع مصر مهما كلفنا الأمر

وثيقة سرية: تحقيقات واسعة في الإمارات بعد افتضاح صلة «وسيم يوسف» بأمن الدولة

فيديو .. «وسيم يوسف»: حذرت من «العريفي» حرصا على الأمة