أطلق مسلحون حوثيون سراح عددا من العسكريين الإيرانيين بعد محاصرتهم لمقر جهاز الأمن القومي، كما نجحت وساطة عمانية فى الافراج عن إيرانيين من عناصر حرس الثورة وتم نقلهم إلي سلطنة عمان.
حاصر مسلحون تابعون لمليشيات الحوثي مقري جهاز الأمن القومي في منطقتي «صرف» بضواحي صنعاء، و«شعوب» بوسط العاصمة، وقاموا بإطلاق سراح عدد من العسكريين الإيرانيين، الذين كانوا ضمن طاقم سفينة الأسلحة الإيرانية «جيهان 1»، التي احتجزتها السلطات اليمنية في يناير (كانون الثاني) 2013، والتي كانت تحمل أسلحة للمليشيات الحوثية. بحسب مصدر في جهاز الأمن القومي اليمني.
وأشار المصدر إلى أنه بين من أطلق سراحهم خبراء عسكريون تابعون للحرس الثوري الإيراني. مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي بذلت جهودا كبيرة من أجل إطلاق سراح هؤلاء الإيرانيين، وقامت بمداهمة جهاز المخابرات رغم توقيعها اتفاق «السلم والشراكة»، موضحا أن «الحوثيين مستمرون في مساعيهم من أجل تنفيذ أجندات إقليمية»، وهو ما يؤكده أيضا خبراء وسياسيون في الساحة اليمنية.
وأشارت مصادر أخرى إلى أن السلطات اليمنية، أفرجت بفضل وساطة لسلطنة عمان، عن إيرانيين اعتبرا من عناصر حرس الثورة وأوقفا هذا العام في مطار صنعاء فيما كانا يحاولان مغادرة البلاد بسبب صلتهما بمليشيات الحوثي في اليمن وتدريب مقاتليهم، بحسب مصادر أمنية يمنية ومصدر دبلوماسي عربي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وغادر الإيرانيان، حسب الوكالة، بعد الإفراج عنهما مطار عدن جنوب اليمن في طائرة عمانية خاصة حطت لنقلهما ثم أقلعت باتجاه سلطنة عمان.
وأضافت المصادر ذاتها أن 3 إيرانيين في وضع مماثل جرى توقيفهم في عمران شمال صنعاء، لا يزالون معتقلين. وكانت السلطات اليمنية قد قررت قبيل سيطرة مليشيات الحوثيين على صنعاء نقلهم إلى جنوب البلاد.
ويؤكد اعتقال هؤلاء الإيرانيين اتهام طهران بدعم المليشيات الحوثية الشيعية في اليمن، ونددت السلطات اليمنية وفي مقدمتها الرئيس «عبدربه منصور هادي»، مرارا بالدعم الإيراني للمتمردين، ودعت طهران إلى الكف عن التدخل في شؤون اليمن.
وكان مصدر سياسي يمني رفيع قد كشف أن السلطات الإيرانية حذرت جماعة الحوثيين من المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها في اليمن وفقا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعته جماعة الحوثي والحكومة اليمنية الأحد الماضي.
فيما أصدر الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» أمس قرارا جمهوريا بتعيين مستشارين له أحدهما عن فصيل الحراك الجنوبي وهو «ياسين مكاوي»، والآخر عن مليشيات الحوثيين «أنصار الله» وهو «صالح الصماد».
وأعلنت السلطات اليمنية أمس أيضا خفضا جديدا لأسعار الوقود التي كانت زيادتها سببا للاحتجاجات التي أدت إلى سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء. وتجيء هذه الخطوات تنفيذا لاتفاق الشراكة مع مليشيات الحوثيين.
كما حذر الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» اليمنيين أمس من أن بلدهم يتجه نحو حرب أهلية بعد استيلاء مليشيات الحوثيين على العاصمة، وهو إجراء سمح للمليشيات بإملاء شروطهم على الحكومة اليمنية.
من جهة ثانية، طالب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان الأمم المتحدة أمس بالتحقيق حول انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان خلال المعارك التي أتاحت لمليشيات الحوثي السيطرة الأحد على العاصمة اليمنية.