مؤتمر يطالب بمحاكمة قتلة الصحفيين أمام «الجنائية الدولية»

الثلاثاء 5 أبريل 2016 10:04 ص

طالب المشاركون في مؤتمر دولي بنواكشوط حول «الحريات الإعلامية في العالم العربي وإفريقيا»، بإنشاء مرصد لحماية الصحفيين، وتصنيف قتلهم جريمة ضد الإنسانية، ومحاكمة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية، ودعوة الهيئات الدولية إلى الضغط على الحكومات لإجبارها على حماية الإعلاميين.

نظم المؤتمر نقابة الصحفيين الموريتانيين وحضره رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين وممثلون لنقابات إفريقية وعربية، وفقا لـ «الجزيرة.نت».

وعرض المؤتمر المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في العالم والتحديات الأمنية التي يواجهونها، والتي تهدد حياة بعضهم.

ومن أكد رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين «جيم بوملحه» أنه في كل سنة يموت أكثر من مئة صحفي، وقد سقط نحو 2300 صحفي خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة،قائلا «يوجد اليوم ما يزيد عن مئتي صحفي في السجون».

وأعرب «بوملحه» عن إنزعاجه من سكوت العالم والهيئات الدولية على هذا الواقع، قائلا إن «استمرار القتل وإفلات القتلة من العقوبة يشكل أكبر التحديات وأخطرها، ولا بد من العمل الجاد للوقوف في وجه ما يتعرض له الصحفيون»، داعيا الهيئات الدولية إلى التحرك من أجل إجبار الحكومات على تأمين الصحفيين.

من جانبها قالت  رئيسة اتحاد الصحفيين الأفارقة  «ماريا لويزا روجيريو» إن «التحدي الأمني يبدو أكثر حدة في إفريقيا، فالصحفيون في هذه المنطقة ضحايا للاضطرابات السياسية والصراعات الإثنية، ويتعرضون للقتل والتصفية والإخفاء والسجن بشكل مستمر».

وتابعت أن «الصحفيين في إفريقيا لا يجدون الحماية ويتعرضون للقتل بشكل مستمر، ففي الصومال على سبيل المثال يقتل الصحفيون بمعدل ثلاثة كل أسبوع، ويشكل إفلات القتلة من العقاب عاملا آخر يعمق المشكل ويضاعف المرارة».

ووفقا لرئيس اتحاد الصحفيين التشاديين «بيلنغر لارمي» فإن «نشاط التنظيمات المسلحة في القارة عامل خطر آخر، فتلك التنظيمات تشكل تهديدا للعاملين في مجال الإعلام بحكم طبيعة عملياتها وتوجهاتها ».

وأشار إلى أن «عمليات هذه التنظيمات لا ترتبط بزمان ولا مكان، وقد تستهدف الصحفيين لمجرد مخالفتهم رأيها »، معبرا  ن قناعته بضرورة التنسيق والتبادل للحد من هذا الخطر.

يذكر أن المؤتمر ناقش تحديات أخرى كان أبرزها التحدي الذي تفرضه محاولة الحكومات السيطرة على الصحفيين والتحكم فيما ينشر ويبث، سواء من خلال مصادرة حرية التعبير أو استخدام وسائل أخرى تقوم على الترغيب والترهيب.

وقال المشاركون إن الحكومات في هذه البلدان -رغم التفاوت- لا تزال تعمل على إخضاع الإعلاميين لتوجهاتها، حيث تحاصر الصحفيين الذين لا يستجيبون لذلك وتعاقبهم أحيانا.

وشددت  رئيسة اتحاد الصحفيين الأفارقة على أن «غياب قوانين تحمي الصحفي في وجه السلطة، وعدم تطبيق الموجود منها، يعتبر أحد التحديات التي يواجهها الصحفيون في القارة، فلا يزال الصحفيون يتعرضون للاعتقال والمحاكمة أمام المحاكم الجنائية لمجرد أنهم نشروا خبرا لا يروق السلطة، أو كشفوا جوانب من فسادها».

ويرى نقيب الصحفيين الموريتانيين «أحمد سالم ولد المختار السالم» أنه «بات من الضروري التعاطي مع هذه التحديات بشكل جماعي ومنسق، نظرا لشموليتها وخطورتها».

وطالب بسن قوانين رادعة لحماية الصحفيين وضمان عدم إفلات القتلة من العقاب، ودعا الهيئات الدولية إلى التحرك لإجبار الحكومات على ضمان أمن وحرية العاملين في مجال الإعلام.

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في دورتها  الـ68 عام 2013 قرارا بإعلان يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بمثابة اليوم العالمي لإنهاء إفلات قتلة الصحفيين ومرتكبي الجرائم ضدهم من العقاب، في حين تشير الأمم المتحدة على موقعها الرسمي إلى مقتل نحو سبعمئة صحفي على مدى السنوات العشر الماضية، بمعدل مقتل صحفي واحد كل أسبوع.

 

  كلمات مفتاحية

الحريات الإعلامية المحكمة الجنائية الدولية حماية الصحفيين قتل الصحفيين

لا لإفلات قتلة الصحفيين من العقاب

مصر: العفو عن 100 شاب يجدد الجدل بشأن عشرات الصحفيين المعتقلين

لجنة حماية الصحفيين: عدد قياسي من الصحفيين في سجون مصر

الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين في 2014: 100 من الشهداء والمصابين والمعتقلين

وكالة شينخوا: واقع محفوف بالمخاطر يتهدد حياة الصحفيين في اليمن المضطرب

في يومها العالمي.. «حرية الصحافة» لم تمر بالوطن العربي