في يومها العالمي.. «حرية الصحافة» لم تمر بالوطن العربي

الثلاثاء 3 مايو 2016 03:05 ص

إذا كان العالم يحتفل في الثالث من مايو/آيار كل عام، باليوم العالمي لحرية الصحافة، ففي الوطني العربي، لا يكون احتفالا، بل مأتما على حال بلاد تنتهك حرية الصحفي والصحافة، ولا تسمح له بحرية الرأي أو التعبير.

هذا ما اعتبره نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، مشيرين إلى أنه لا يمكن الاحتفال وسط تسجيل الدول العربية «تراجعا حادا» خلال العام الماضي، في حرية الصحافة، بسبب إما ممارسات مجموعات متشددة بحق صحفيين، أو تنكيل الأنظمة الحاكمة بالصحفيين المعارضين.

كثير من بلدان العرب، تشهد يوميا انتهاكات متزايدة، تبدأ بالمنع من التغطية، ومنع من الكتابة، والظهور في وسائل الإعلام، وتتحول إلى اختفاء قسري، وسجن وتعذيب، قد يفضى إلى قتل.

سوريا واليمن

وبحسب تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود»، تُعتبر سوريا حالياً أكثر البلدان خطورة على حياة الصحفيين في العالم أجمع، حيث شهدت منذ بداية الثورة السورية في العام 2011 تدهورا حادا في الوضع الأمني حيث اتخذ الصراع أشكالاً تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، مع مقتل أكثر من 130 فاعلا إعلاميا كانوا يرصدون الانتهاكات والفظائع التي يرتكبها النظام .

وفي اليمن، بعد سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح على بعض المناطق في البلاد اختطف 14 صحفيا وتم التنكيل بهم ليكون العام المنصرم الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية.

الوسم الأول على «تويتر»، الذي احتل مرتبة متقدمة في عدد من الدول العربية، بين الوسوم الأكثر تداولا، حمل اسم «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، وكتب تحته الحقوقي المصري «جمال عيد»: «في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. لا حرية للصحافة في الوطن العربي».

بينما قال «ياسر أبو هلالة»، مدير عام قناة «الجزيرة»: «العالم العربي أسوأ مكان للصحفيين»، وأضافت «سلمي الجمل»: «لازلت بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتذيل ترتيب الصحافة الحرة».

وقال الكاتب «محمد الأحمري»: «في اليوم العالمي لحرية الصحافة، لا داعي للحديث عن تطور ومستقبل فالإنسان في بلاد العرب، محرم عليه قول كلمة الحق، لأن المعادلة إما حرية أو فساد»، وأضاف: «ما دام الحاكم لا يحتمل حرية الكلمة والسجون عنده أكثر من المصانع، فلن يتحمل مسؤولية تنمية، فإما السجون أو التنمية».

ليبيا وتونس

وغرد حساب «الخارجية البريطانية» باللغة العربية، قائلا: «حيثما تُكبّل حرية الصحافة نرى التضييق على النقاش الصحي والابتكار، ما يضر بالفرص الاجتماعية والاقتصادية».

ووجه المبعوث الأممي لليبيا «مارتن كوبلر»، التحية إلى الصحفيين في ليبيا، وكتب باللغة العربية: «أتوجه إلى الصحفيين الليبيين والعاملين في الإعلام والمدونين.. وأثمن شجاعتكم والتزامكم العمل في ظروف صعبة جداً».

وتابع «نواف العريج»: «خسرت الصحافة العربية مصداقيتها، وأصبحت مسخرة القراء لتزييف الحقائق في وقت يصعب فيه إسدال الستار».

الصحفي السعودي «جمال خاشفجي»، كتب على حسابه، حوارا بين صحفي ورئيس تحريره، قال فيه الصحفي الشاب: «في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. هلا نحتفل به؟»، ليرد عليه رئيس التحرير: «لا يجوز تخصيص يوما لحرية الصحافة.. مثل الأم فكل الأيام لها».

كما أشاد «خاشفجي» بالتجربة التونسية، حين كتب: «قفزت تونس في مقياس حرية الصحافة 30 موقعا بعام واحد، ولا يزال صحفيوها يريدون أكثر، وكذا ينبغي أن يكون الصحفي».

لبنان ومصر

أما الإعلامي اللبناني «يزبك وهبة»، فغرد: «قبل الصحافة الحرّة نحن بحاجة إلى صحفيين أحرار.. لا يرتهنون لأشخاص أو لمال، بل لضمير مهني حيّ فقط»، وأضافت الإعلامية اللبنانية «بولا يعقوبيان: «اليوم العالمي للصحافة لم يمر من هنا».

وكتب حساب «عروس النيل»: «في اليوم العالمي بحب نقول لصحفيين وإعلاميين مصر.. حسبي الله ونعم الوكيل.. أنتم خنجر في ظهر الوطن.. أنتم عار على مصر»، وأضاف الصحفي المصري «سلامة عبد الحميد»، بأسلوبه الساخر: «اليوم العالمي لحرية الصحافة.. امنعوا الضحك.. امنعوا الكذب».

مدير تحرير صحيفة العرب القطرية «جابر بن ناصر المري» علق على واقعة اعتداء بلطجية على نقابة الصحفيين المصرية، قائلا: «بعد اعتداء البلطجية على نقابة الصحفيين، بعض أنصار السيسي باتوا يخجلون من أن يتم وصفهم أو مقارنتهم بهؤلاء»، وأضاف: «أما آن للسيسي أن يعترف للعالم ولشعب مصر بأنه زعيم عصابة وليس رئيس دولة بعد صور هجوم البلطجية على نقابة الصحفيين».

أما «عثمان أي فرح» الإعلامي بفضائية «الجزيرة»، فكتب على حسابه: «من (احتفظ) بالمركز الأخير؟.. من تمكنت حتى كوريا الشمالية أن تكون أفضل منه؟.. إنه الجاثوم الذي يحكم بلدي.. إرتريا»، وتابعت الإعلامية «وجد وقفي»«في اليم العالمي لحرية الصحافة.. جبروت الطغاة يطغى عليه الغباء».

من جانبه، قال المحلل السياسي السعودي «عقل الباهلي»، إن «المشكلة أن هناك في العالم رموزًا سياسية، وخاصة ذوي الصفة الأمنية، يعتقدون أن التطبيل نافع ويدفعون أيضا مع الأسف»، مؤكداً أن «أطهر سلاح هو سلاح الحرية».

وتابع الكاتب «بدر الدحاني»: «لا صحافة حرة في الصوت الواحد واللون الواحد والرأي الواحد، بل أبواق تردد الكلمات ذاتها وتجيد التطبيل وحرق البخور».

الصحافة ليست جريمة

أما الوسم الثاني، الذي حمل اسم «اليوم العالمي للصحافة»، فتصدرته صورة ضمت 36 صحفيا وصحفية، نشرتها الإعلامية «مريم بلعالية»، وكتبت تحتها: «صورة يعرفها الجزائريون جيّدا، صحفيون وصحفيات قتلوا غدراً.. خلال عشرية الإرهاب العشرية السوداء»، وأضافت: «الطريق نحو الحقيقة مغلق».

واستنكر «خالد أبو دقة»، قتل الصحفيين خلال ممارستهم لعملهم، وكتب: «خلال العقد الماضي فقط قتل أكثر من 700 صحفي حول العالم!»، وأضافت «وفاء علاء» الإعلامية بقناة «الميادين»: «شهد هذا العام استهداف للصحافيين في مواقع الصراع، استهدفوا في سوريا واستهدفوا في اليمن، وتم تصفية العديدين في ليبيا».

بينما غرد «عبد الله النجار» المدير التنفيذي للهوية المؤسسية والاتصال الدولي بشبكة «الجزيرة»: «الصحافة لم تكن يوما جريمة»، وكتب «سعيد ثابت»، مدير مكتب «الجزيرة» في اليمن: «الحرية لزملائنا الصحفيين المختطفين لدى مليشيا الإجرام الحوثية الفاشية في صنعاء».

وأضاف «سالم السيفي»: «مليشيا الحوثي وصالح تحتل المرتبة الثانية عالمياً في التنكيل بالصحفيين بعد تنظيم داعش!»، ليرد عليه «أحمد الصباحي»، بنشر صورة مجمعة لصحفيين محبوسين في اليمن، وكتب تحتها: «عشرات من الزملاء الصحفيين في سجون الحوثي وصالح».

واستنكر الصحفي الفلسطيني «أيمن دلول»، اختطاف زميل له في اليوم العالمي لحرية الصحافة وكتب: «لقد اختارت السلطة الفلسطينية الثالث من مايو/أيار، لاختطاف الزميل الأطرش.. وتكريم الصحفيين على طريقتها الخاصة!».

بينما نشر الناشط «ميني»، صورة للصحفي الموريتاني المختطف في سوريا «إسحاق ولد مختار»، وكتب تحتها »الحرية لإسحاق.. الحرية لطاقم سكاي نيوز المختطف في سوريا».

كما غرد الناشط «إبراهيم محمد» قائلا: «لا ننسى دور الصحافة الحرة في سوريا، والموقف المخزي للأمم المتحدة، لا لإخراس الصحافة».

أنا صحفي

أما الكاتب اليمني «عباس الضالعي»، فنشر صورة لشخص مكمم الفم، وكتب تحتها: «لا يوجد حرية صحافة بالبلدان العربية»، ليرد عليه الإعلامي «محمد عبد الحميد» بقناة «بي بي سي»  بالقول: «أرى أسمع أتكلم دائما.. أنا صحفي».

وتابع «عمر قاسي» مستنكرا: «من أراد من الصحفيين أن يذق طعم حرية الصحافة، فليذهب إلى مصر.. فهناك يأخذ شهادة تقديرية من السيسي في الإجرام الصحفي»، فيما كتب حساب «منتدى البحرين»: «حرية الرأي والتعبير غير مكفولة في مملكة البحرين، بسبب حالات الفصل من العمل، والاعتقال للصحفيين والكتاب».

وأضاف «طارق الغامدي»: «حتى الإعلام المستقل في السعودية، سيطروا عليه بتقديم الدعم الحكومي، أو استقطاب mbc وروتانا للإعلاميين المستقلين».

وكتب «خالد أبو راس»، رئيس الإعلام الجديد بجمعية الثقافة والفنون بجدة: «الصحافة سلطة تحكمها المصداقية قبل الحرية والسقف العالي من الثقة والمهنية»، وتابعت الإعلامية بقناة «تي أر تي» التركية «خديجة عماري»: «في اليوم العالمي للصحافة ما أندر الصحفيين».

بينما وجه الصحفي «تركي الحجازي»، نصيحة لزملائه قائلا: «المبادئ والكلمة الحرة هي ما ترسم مستقبلك.. فكن ثابت المبدأ وحر الكلمة».

كما نشر النشطاء، عبر الوسمين، عشرات الصور التي تكشف معاناة الصحفيين، خلال أدائهم أعمالهم، فضلا عن عشرات الكاريكاتيرات التي تكشف الواقع العربي للصحافة المصرية، والانتهاكات التي تتعرض لها المهنة والعاملين فيها.

ويحتفل العالم في مثل هذا اليوم، من كل عام، باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو اليوم الذي لُبيت فيه نداءات الصحفيين الأفارقة من المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ26، في عام 1991.

ويعتبر هذا اليوم خاصًا بتعريف الناس بانتهاكات حق الحرية في التعبير، أو تذكيرهم بالعديد من الصحفيين الشجعان، الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية.

  كلمات مفتاحية

الصحافة مصر تونس ليبيا اليمن مراسلون بلا حدود حرية الصحافة حرية الرأي الصحفيين

نقابة الصحفيين المصريين ترفع رايات سوداء احتجاجا على ممارسات الداخلية

مؤتمر يطالب بمحاكمة قتلة الصحفيين أمام «الجنائية الدولية»

«حماية الصحفيين» يناشد الإمارات الإفراج عن الصحفي الأردني «النجار»

صحافيو مصر يستذكرون تردي أوضاع الصحافة والحريات

«مراسلون بلا حدود»: حرية التعبير في سلطنة عمان وصلت إلى «حالة مزرية»