وزير خارجية مصري سابق: قمة «سلمان» و«السيسي» إعلان لنظام عربي جديد

الخميس 7 أبريل 2016 12:04 م

أكد وزير الخارجية المصري الأسبق «محمد العرابي» أهمية الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى مصر، واصفا إياها بأنها تبرهن علي عمق العلاقات المصرية - السعودية التي بوسعها الصمود أمام التحديات الداخلية والخارجية كافة، وإعلان رسمي للنظام العربي الجديد.

واعتبر «العرابي» في حديثه مع صحيفة «الحياة» أن الأهمية تنبع من أن النظام العربي الجديد الذي يجب أن يبدأ في الظهور على السطح، باتت أقطابه: مصر والسعودية، لافتا إلى أن «العلاقة بين البلدين لم تعد تتكئ فقط على تاريخ طويل وتراكم معرفي وفي الخبرات، وإنما ارتفعت خصوصا في الفترة الأخيرة ومنذ تولي الملك سلمان شؤون الحكم في السعودية والرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم في مصر إلى حال الضرورة والعلاقة الاستراتيجية، بغض النظر عن بعض المواقف الخاصة بكل بلد على حدة».

وقال «العرابي» الوزير الأسبق والنائب الحالي في مجلس النواب: «إن الزيارة تؤسس من جهة أخرى مبدأين، هما: أن النظام العربي الجديد ينبغي أن يظهر الآن وفوراً، والثاني: أن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين ارتفعت بالأفعال وليست بالأقوال فوق أي قدر من الاختلافات في بعض المواقف ووجهات النظر».

وأعرب عن «اعتقاده بأن الرؤية أصبحت واضحة تماماً للقوى في الإقليم كافة وحوله، بأن استقرار مصر والسعودية أمر في غاية الأهمية، كأساس وبداية لجهود استعادة المنطقة عافيتها ودورها وتأثيرها»، ولفت إلى أن «هذا الاستقرار لن يتأتى للبلدين إلا بالتعاون الوثيق والشامل في كل المجالات والوقوف كل منهما ظهيراً وداعماً ومناصراً للبلد الآخر».

وأشار إلى المثلث القديم خصوصاً في التسعينات الذي ضم: مصر، السعودية، وسوريا، وقال إن ضلع منهما فقد أخيراً، وهو سوريا، لكن هناك ارتياحا عربيا لجهة أن محور مصر-السعودية أصبح الركيزة لبناء استراتيجية عربية موحدة، منوهاً بمشاركته الأيام الماضية في العاصمة البحرينية المنامة في ندوة «عاصفة الفكر العربي»، إذ لاحظ اهتماماً كبيراً بإحياء العلاقة المصرية - السعودية، وترقباً للزيارة المهمة لخادم الحرمين الشريفين إلى مصر، مستخلصاً ما مؤداه بأن هناك أكثر من جهة في العالم العربي وليست فقط الدولتان، مهتمة بالزيارة وتتابعها قبل أن تبدأ ومعنية بإحياء العلاقة الاستراتيجية أو نقل تقويتها ودعمها بين السعودية ومصر.

وقال إن العالم يفهم وبات أكثر قناعة عن ذي قبل وبسبب الأحداث المتسارعة والمقلقة في العالم العربي من أن الدولتين مصر والسعودية، هما قطبا الاستقرار في العالم العربي، وهما القوة الفاعلة في المنطقة، موضحاً أن الصورة الماثلة الآن والأكثر قناعة التي يراها الكثيرون هي أن مصر والسعودية تحاربان الإرهاب بضراوة، ولديهما القوة والقدرة لتحارباه ليس فقط من أجل استقرارهما وأمنهما، وإنما بهدف استعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وحول النتائج المرتقبة من القمة المصرية - السعودية، أعرب «العرابي» عن ثقته بأنها ستضع أسساً أكثر متانة للعلاقات بين البلدين، وتضع محددات لها، تبعدها عن أية صغائر قد تعكر صفوها، وهذه المحددات تنبع من رؤية الزعيمين في حقيقة الأمر لأهمية هذه العلاقات وتنميتها وصونها.

وقال: «لا أتحدث عن الدعم السعودي لمصر، نحن طبعاً نشكر السعودية على وقوفها مع تطلعات الشعب المصري منذ 30 حزيران (يونيو) حتى الآن ونرجو أن يستمر، ولكن المحددات أكثر عمقاً من ذلك للوقوف بهذه العلاقات المهمة على أسس سليمة».

وعن «الصغائر» التي أشار إليها ودورها في زرع الأزمات بين الدولتين، أكد «العرابي» أنها سمة من سمات العمل السياسي والدبلوماسي، مشيراً إلى أزمة مصرع الباحث الإيطالي التي عصفت بالعلاقات المصرية - الإيطالية، وقال: «هذه أشياء موجودة في السياسة دائماً، لكن الأهم أن تحاصر وتعالج بإدراك واسع وراقٍ وتغليب المصلحة المشتركة».

وشدد على أن الانضباط الشخصي لدى وسائل الإعلام يجب أن يدور حول مفهوم أن مصلحة البلد هو الأساس، لأنه داخل المجتمع السعودي والمصري هناك تيارات مختلفة، ومن حقها قطعاً الاختلاف، ولكن يجب على الجميع أن يدرك أن المصلحة العليا لا بد أن يتم تغليبها في النهاية.

وأعرب عن أسفه لأن الإحساس بدبلوماسية القمة تراجع في الشارع العربي، وفي القرار العربي، مشيراً إلى أن «عاصفة الحزم» في اليمن بدأت وتمت قبل عقد القمة العربية التي كان من المفترض عقدها في المغرب في آذار (مارس) ثم تأجلت لتعقد في موريتانيا في شهر يوليو/تموز المقبل.

وخلص إلى «أننا نحتاج إلى إرادة سياسية لإحياء مؤسسة القمة العربية»، معرباً عن قناعته بأن القمة المصرية - السعودية ستسهم بقوة في إحيائها.

وعما يثار من خلاف مصري - سعودي حول سوريا ودرجة تأثيره في مسيرة العلاقات بين البلدين قال «العرابي»: «إن مصر دخلت في تحالف معلن مع السعودية في أزمة اليمن، بنظرتها الخاصة التي تنبني على قناعات وعقيدة خاصة بمصر، كذلك شاركت مصر في مناورات (رعد الشمال) بناء على نظرة خاصة بالدولة المصرية»، مشددا على أن «زيارة الملك سلمان إلى مصر تبرهن على أن التباعد في وجهات النظر في الملف السوري ليس له تأثير، وعلى احترام الاختلاف في وجهات النظر، لأن البلدين يستهدفان في النهاية سلام الشعب السوري ووحدة أراضيه».

المصدر | الخليج الجديد+ الحياة

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية سلمان

الملك «سلمان» يصل إلى القاهرة.. و«السيسي» يرحب به على «تويتر»

القاهرة: زيارة الملك «سلمان» 5 أيام تشمل مباحثات رئاسية وتوقيع اتفاقيات

تراجع معظم بورصات الخليج وسوق مصر ترتفع قبيل زيارة الملك «سلمان»

السعودية ومصر .. ماذا ستحقق الزيارة الملكية؟

«الخارجية المصرية»: العلاقات مع السعودية ممتازة.. وزيارة الملك «سلمان» في موعدها

خطاب متوقع للملك «سلمان» أمام برلمان «السيسي»