قالت تقارير إعلامية جزائرية، إن الإقبال يتزايد على تقنية المحاكمات عن طريق الاتصال المرئي من خلال خدمات مثل «سكايب وواتساب»، مشيرة إلى أن هذه التقنية التي تم تجريبها مؤخرًا تشهد نجاحا جعل الإقبال عليها يتزايد، بغرض تطوير وتسريع عمل القضاء من جهة، وكذا توفير المال والجهد.
وقالت صحيفة «الشروق» الخاصة إن اللجوء إلى الاتصال المرئي والصوتي بدأ منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، وأن الإقبال تزايد على هذه التقنية خلال الأشهر التي تلت، مشيرة إلى أنه يتم تسجيل أربع إلى خمس طلبات يوميًا.
وأوضحت الصحيفة أن لجوء القضاء إلى تكنولوجيا الاتصالات هدفه التسريع من وتيرة عمله، خاصة لما يتعلق بقضايا يكون أحد المتهمين فيها أو الشهود متهماً في قضية أخرى، ويكون مسجونًا على بعد مئات الكيلومترات، لذا يتم الاستماع إليهم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، وذلك من أجل توفير المال والجهد الذي يتطلبه نقلهم إلى المحاكم.
وذكرت أنه في حالة إجراء محاكمة عن طريق الاتصال عن طريق «سكايب»، فإنه يتم تجهيز قاعات على مستوى السجون بوسائل الاتصال الضرورية، ونفس الشيء بالنسبة للمحاكم، التي يتم تجهيزها بوسائل اتصال وشاشات كبيرة ومكبرات صوت، بما يسمح لكل الحاضرين متابعة المحاكمة والاستماع لأقوال المتهمين وشهادة الشهود.
روح العدالة
«عبد الرحمن موساوي» محامي لدى مجلس قضاء الجزائر، رحب كباقي زملائه بتقنية المحاكمة عن بُعد، لما توفره من وقت عكس المحاكمة العادية، وفق ما أوردته الشروق الجزائرية، لكنه يحبذ اللجوء إليها كاستثناء فقط لحماية الشهود أو المتهمين المتورطين في قضايا حساسة وأمنية.
وقال إن المحاكمات عن بُعد بدايتها مثل بداية الهاتف الخلوي، ستظهر مع الوقت الايجابيات والسلبيات، لكن في حالة الاعتماد عليها كثيرا يجعل من جلسات المحاكم في القسم الجزائي تفقد الروح والطعم في المحاكمة.
وهو ما يراه المحامي «ياسين بن خيار»، والذي يؤكد أنه رغم حماية الشهود إلا أن الاستماع إليهم عن طريق «سكايب» يفتح لهم مجال التمادي في الظلم والتصريحات الكاذبة،
ويفتح المجال أمام المتهم للتمثيل والتحدث بكل برودة أعصاب بعيدا عن سلطة القاضي.
«إن المحاكمات مستقبلا تأخذ طابع الآلية، ويصبح الاستماع للمتهمين والشهود بطريقة آلية قد تؤثر على سير العدالة»، يقول المحامي «بن خيار».
