استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

طبائع الاستهلاك

الثلاثاء 26 أبريل 2016 07:04 ص

مضى الزمن الذي كنا نستهلك فيه السلع تلبيةً لاحتياجات معينة كالأكل والشرب والملبس والزينة. نحن اليوم لا نستهلك السلع كسلع وإنما نستهلكها كماركات مسجلة، فحين نعطش، مثلاً، نُقبل على شراب معين بعينه لا بوصفه مشروباً لذيذاً فحسب، وإنما لقناعة تسربت إلى نفوسنا واستوطنتها بأن هذا المشروب، كونه ماركة معروفة يروي الظمأ أكثر ما يفعل الماء العذب الزلال.

وحين نستخدم نوعاً معيناً من الصابون ونحن نستحم، فإننا لا نستخدمه بوصفه صابوناً فقط، وإنما لانطباعٍ تشكل لدينا بأنه يجعل ملمس الجسد بعد الحمام ناعماً وعطراً أكثر مما يفعله صابون آخر لا يحظى بنفس الشهرة، أو أنه لا يحمل اسماً، فقد يكون محض صناعة منزلية بسيطة نتيجة خلطة للمواد التي منها يتكون الصابون.

وما يقال عن الصابون ينطبق على ماركة بعينها من «الشامبو» تجعل الشعر كالحرير، أو على تلك الماركة من المعجون التي تجعل الأسنان ناصعة البياض تفوح منها رائحة النعناع، أو على هاته الفرشاة بالذات دون سواها لأنها تتوغل في ثنايا الأسنان واللثة، وتنتزع منها بقية الطعام كما لا تفعل أنواع الفرشات الأخرى.

يصح الأمر كذلك على طراز من السيارات نتوهم أنها دون سواها، من يقتحم البراري الشاسعة ذات الكثبان الرملية ومراعي الغزلان، وقس على هذا في جميع أدوات التجهيز المنزلي وأجهزة التلفزة والفيديو والثلاجات، وأنواع الهواتف النقالة.

ظاهراً، توفر المجتمعات الحديثة حرية الاختيار، فهناك وفرة غير مسبوقة في السلع وتنوع كبير فيها، غير مسبوق أيضاً، يوسع من خيارات المستهلك، لكن يمكن نفي هذه الحرية حين تفلح إحدى السلع في إقناع المستهلكين بأنها الأصلح والأجدى والأكثر فاعلية، ما يؤدي إلى نفي السلع المشابهة أو تهميشها، لأنها تخلق انطباعاً لدى المستهلك بأنها الأجدر باهتمامه حتى لو كان سعرها أعلى، وفق قناعة سائدة بأن الجودة تفرض ثمناً أعلى، فالمواصفات التي يفلح منتجو ومروجو هذه السلعة في إقناع المستهلك بوجودها فيها لا تتوفر في السلع الأخرى، سواء كان ذلك صحيحاً أم أنه مجرد إيحاء.

ووجد أحد الباحثين في سلاسل المفاتيح التي لا تباع وإنما تُهدى للمشتري والتي تحمل شعار ماركة مسجلة ما مظهراً من مظاهر هذا النجاح في تماهي المستهلك مع السلعة التي استحوذت على رضاه.

في النتيجة هناك واقع جديد يتشكل في العالم كله، ولا ينحصر في منطقة بعينها أو قارة لوحدها، إنما يعم العالم كله، يشكل طبائع جديدة للاستهلاك لم تعهدها الأجيال السابقة التي ألفت الندرة في السلع، وكان عليها أن تجترح شتى الطرق للتغلب على تلك الندرة وتدبر أمور العيش.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

الاستهلاك السلع تلبيةً الاحتياجات الدول المستهلكة الصناعة الواردات الاستيراد

مسؤول سعودي: استهلاكنا من المياه خلال 40 عاما يكفينا لـ«قرنين»

السعودية الثالثة عالميا في استهلاك الفرد للماء

تقرير: دول الخليج تستورد نحو 90% من استهلاكها الغذائي

المواطن السعودي الأعلى عالميا في هدر الطعام واستهلاك الماء والحبوب

استهلاك الفرد السعودي من التمور والقمح والسكر والدواجن واللحوم الأعلى عالميا