افتتاح أول ثانوية تدرس المذهب الجعفري «الشيعي» في سوريا

الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 12:09 م

افتتحت في سوريا أول ثانوية تدرس »المذهب الجعفري« وهو أحد »المذاهب الشيعية« في قرية »رأس العين« في ريف مدينة »جبلة« في الساحل السوري مع بدء الموسم الدراسي، وهي وتتبع بشكل علني لوزارة الأوقاف التي يرأسها »عبد الستار السيد«.

وبحسب ناشطين، تقوم المدرسة بتعليم »المذهب الجعفري«، وهو مذهب »الطائفة العلوية« في سوريا، وهي أول ثانوية من هذا النوع في الساحل السوري.

وقالت مصادر لصحيفة «القدس العربي»، إن الثانوية المستحدثة تتبع وبشكل مباشر لجامع الرسول الأعظم وهي من طلب أن يتم تسميتها بهذا الاسم، والجامع يشرف على المناهج الدراسية، وتفصل المدرسة بين الذكور والإناث كبقية المدارس في سوريا، وتبدأ من الصف الأول ثانوي.

ويعتبر جامع «الرسول الأعظم» أكبر مراكز التشيع في سوريا وهو عبارة عن جامع يصلي فيه أبناء الطائفة العلوية والشيعية من أبناء الريف العلوي ويقع في حي «شريتح» قريب من مركز مدينة اللاذقية، وهو في الوقت نفسه كلية دعوة تدرس »المذهب الشيعي« ومعظم كوادرها التدريسية ممن تخرج من الجامعات الإيرانية، ويشرف على الكلية التي أقيمت ضمن الجامع المذكور مفتي اللاذقية »فضل غزال«.

ونشر المعارض السياسي »بسام يوسف« وهو من أبناء الطائفة العلوية على صفحته الشخصية «فيسبوك» بيانا يدين ويستنكر هذا التصرف الذي «يعمّق من تفكك بنية المجتمع السوري«.

وجاء في نـــص البــــيان: »استمراراً لنهــــج »آل الأسد« في تدمير الوطن، وفي اعتباره مزرعة لهـــم، واستمرارا منهم في تحطيم كل ما من شأنه أن يرمم ما مزقـــته فترة حكــــمهم من الهوية الوطنية، أدعو كل السوريين وبالأخص منهـــم العلويين إلى التنبه والحذر من اللعبة الخطـــيرة التي تلعبها هذه العائلة «العصابة«، والتي يتكشف فصلها الأخير عن محاولتهم تعميق النفوذ الإيراني داخل بنية النســـيج الاجتماعي السوري عبر مدارس ومعاهد وجامعات وغيرها من الطرق لتشييع الشباب السوريين«.

وبين أن «لبينا صرخة للتنبيه إلى فداحة هذه الجريمة، فالوطن يبنى عبر حماية وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة، وليس عبر الهويات الطائفية وعبر استغلال الدين ومشاعره لخدمة الأهداف السياسية الدنيئة«.

وجاء فيه «نحن سوريون، وما يربطنا بالسوريين على اختلاف مكوناتهم هو الوطن، هو سورية التي أثبتت سنوات ثورتها أن نظام »الملالي الايراني« هو عدو لا يقل بشاعة عن العدو »الإسرائيلي« وهو شريك النظام في سفك دم السوريين، والسوريون هم إخوتنا الحقيقيون والسّنة في مقدمتهم، ولن نكون يوماً إلا معاً لحماية وطننا ومستقبل أجيالنا وبناء سوريا.. النصر لثورة الشعب السوري، وعاشت سوريا وطنا عزيزا لكل السوريين«.

والمعارض السياسي »بسام يوســـف« قضى أعواما عديدة في »سجن صيدنايا« قبل انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار عام 2011.

والمدرسة المستحدثة تعـــد لكوادر مذهبـــية شيعية، حـــيث انه جمــــيع الطلاب الذين سينتهون من التعليم الثانوي في المدرسة سينتقلون إلى الكلية الدعوية »الشيعية» في جامع الرسول الأعظم.

بدوره، قال أحد القاطنين بالقرب من الجامع المذكور فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص، إن «هناك أشخاصا بدأوا يتوافدون بكثرة إلى الجامع، وهناك تخوف حقيقي من هذه الخطوات أن تكون بداية لتحويل المجتمع العلوي إلى شيعي«.

ويبين أنه اعتقد بداية أن هذا الجامع كغيره من المساجد في اللاذقية ودخل إليه ليصلي وقام بالصلاة على الطريقة المتبعة في بقية المساجد، لكنه وأثناء صلاته كان الجميع ينظر إليه ويستغرب، فأدرك أن المسجد شيعيا وليس سنيا، ومن ثم رأى رايات »حزب الله« اللبناني ترفرف فوق الجامع.

ولـ»حزب الله« اللبناني دور فعال في تشييع المجتمعات القابلة للتحول والبيئة خصبة في سوريا عموما والساحل السوري خصوصا بسبب المذهب الطائفي القريب من الشيعة، بالإضافة إلى استغلال الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها عموم سكان سوريا.

ومعظم من انضم إلى »المذهب الشيعي« وحصرا من أبناء الطائفة السنية يتقاضى راتبا شهريا يبلغ في حده الأدنى مئة دولار أمريكي، ما يدل على النظام السوري يكافئ إيران على ما قدمته من دعم لنظامه بشكل واضح وعلني، وهذه الخطوات لم تكن الأولى في هذه المرحلة، لأن مرحلة بناء الحسينيات بدأ منذ تولي »بشار الأسد« الحكم في سوريا.

المصدر | صحيفة القدس العربي

  كلمات مفتاحية

سوريا الشيعة المذهب الجعفري إيران

الطلاب اليمنيون في حوزات إيران الدينية