استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الصهيونية لم تعد قادرة على تلبية طموح اليهود داخل اسرائيل وخارجها

الجمعة 6 مايو 2016 03:05 ص

إن صدر كين ليفنغستون، عمدة لندن السابق، مليئة على اليهود وعلى اسرائيل. وجيرمي كوربين، زعيم حزب العمال لا يشعر بالحب الكبير تجاه اليهود وإسرائيل. وقد كانت للاثنين في الآونة الاخيرة وفي السابق ايضا، تصريحات خاطئة وسيئة وتحريضية.

إن تعهد كوربيان باقتلاع أي تعبير للاسامية والعنصرية من حزبه والعمل ضد النشطاء الذين يتحدثون، ولو بالتلميح، بطريقة لاسامية، من خلال طردهم من الحزب أو محاكمتهم داخل الحزب، هو رد ملائم وصحيح. ويمكن للحزب الحاكم في اسرائيل أن يأخذه كنموذج ومثال.

إن الرد الاسرائيلي بالتحديد هو الذي يجب أن يُقلق. لأن هناك جهات في اسرائيل تقول إنه لا فرق بين معارضة سياسة اسرائيل في المناطق ومعاملة مواطنيها العرب وبين اللاسامية. وهم بذلك يطلقون النار على أقدام المناهضين للسامية.

إن تأييد سياسة اسرائيل حتى لو كانت خاطئة، حسب رأيهم، هو تأييد حقيقي للصهيونية. وتأييد الصهيونية لا يمكنه أن يكون لاسامية، والعكس صحيح. فمعارضة السياسة تساوي معارضة الصهيونية. وبالتالي فهو لاسامية.

ليس بنيامين نتنياهو، بل رئيس حكومة بريطانيا ووزير الخارجية في حينه، اللورد آرثور جيمس بلفور، هو الذي كتب في مذكرة من العام 1919 أن "الصهيونية، سواء كانت صادقة أم لا، وسواء كانت جيدة أو سيئة، فهي متجذرة في الميراث القديم وفي احتياجات الحاضر وأحلام المستقبل. احتياجات وأحلام هامة بعيدة عن الرغبة والمواقف المسبقة لـ 700 ألف عربي يعيشون الآن في هذه البلاد القديمة".

إن موقف الصهيونية من نفسها واعتبار أنها صادقة حتى عندما لا تكون صادقة، لم يتغير منذ ذلك الحين.

الخلل هو أن حكومات اسرائيل عملت على تشويش الحدود بين اللاسامية وبين اللاصهيونية، بين كراهية اليهود وبين رفض سياستهم. إن تحقيق الوعد الالهي و"عودة" اليهود الى ارض الميعاد، يتم طرحها كسبب لوجود الدولة.

فاليهود لا يقومون باحتلال ارض شعب آخر، بل هم مُنقَذون ومحررون أو عائدون الى حدودهم.  إن معارضة استقلال الفلسطينيين واقامة دولة خاصة بهم تُغلف بالاعتبارات الامنية، لكن قلب هذه المعارضة هو أيديولوجي مشيحاني.

فمجرد وجود دولتين يناقض جوهر الصهيونية الحديثة، التي لم تعد تميز بين الصهيونية الدينية والصهيونية العلمانية. وهذه الصهيونية العلمانية ليس فقط لا تقدر على تبرير وجودها بدون تبني فكرة "الدولة اليهودية"، بل أيضا باتت تحقق نبوءة الحاخام كوك الذي اعتبر أن الصهاينة العلمانيين ليسوا أكثر من أداة مساعِدة لتحقيق رغبة الله.

في مذكرة أرسلها كوك الى صديقه الباحث في المصادر التوراتية، الدكتور موشيه زايدل في 1918، كتب كوك: “من الناحية الذاتية، الصهاينة العلمانيون يعتقدون أنهم يكفرون بعالم الدين. ولكن الامر ليس كذلك من الناحية الموضوعية. فالهدف الشخصي الذي يخدم هدفا واحدا، يخدم عمليا هدفا مختلفا تماما. فالانسان لا يقرر بالأحداث التاريخية"، بل بالله.

من هنا، لا مجال للنقاش اذا كانت الصهيونية على حق أم لا. فهي دائما على حق لكونها يهودية. وبالتالي لا مناص من الاستنتاج أن كل من يضر بالصهيونية فانه يضر بالجذور اليهودية. أي أنه لاسامي.

كوربين وليفنغستون ليسا مشكلة الصهيونية، بل العكس. اللاسامية ساعدت وهي تساعد في تعزيز وتقوية الموقف القائل "دولة اللجوء اليهودية" الذي تبنته اسرائيل لنفسها.

إن مشكلة الصهيونية هي أنها لم تعد تقدر على تحقيق طموحات مواطني الدولة التي اقامتها. فهي تهدد أمنهم لأن جوهرها قد تم تزويره.

وهي تُقاد من قبل غريبي الاطوار الذين قاموا بادخال سموم الهلوسة إلى أوردتها. إنها صهيونية لا تهدد فقط مواطني اسرائيل، بل تهدد ايضا يهود العالم.

المصدر | هآرتس العبرية - ترجمة المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

الصهيونية اليهود إسرائيل تسفي برئيل كين ليفنغستون عمدة لندن جيرمي كوربين حزب العمال البريطاني

أمريكا والرواية الصهيونية

الصهيونية تجرم انتقاد عنصرية «إسرائيل»

الصهيونية الدينية قوة صاعدة وقد تصبج القوة الاولى في إسرائيل