الصهيونية الدينية قوة صاعدة وقد تصبج القوة الاولى في إسرائيل

الجمعة 5 ديسمبر 2014 03:12 ص

بقلم: اسرائيل هرئيل | تسبب قانون القومية بعاصفة كبيرة، لكنه كان عنصرا هامشيا في الازمة التي أدت الى الانتخابات. بنيامين نتنياهو، وبسبب مسؤوليته العليا عن الاسباب الحقيقية (غياب القدرة على الحكم، اقتصاد ضعيف وتدهور أمني شخصي ووطني)، سيحاول التبرؤ من اخطائه القيادية والوظيفية وأخذ الانتخابات في مسار ايديولوجي، من لليكود – قائد المعسكر القومي، الصهيوني والفعال. ومن هو السبب في ازمتنا – معسكر اليسار الذي أثبت بمعارضته قانون القومية الى أي حد هو ما بعد صهيوني، يتحالف مع الفلسطينيين، يعارض البناء في القدس ويحرض أعداء اسرائيل عليها.

لكن حتى إن نجح نتنياهو في إبراز الفوارق بين اليمين واليسار فمن المشكوك فيه أن ينجح في اعادة الثقة فيه وبحزبه. تثبت الاستطلاعات ما نشعر به منذ فترة طويلة: الصهيونية الدينية تتطور، بسبب غياب الثقة بالليكود وزعميه، من الهامش الى الوسط. تأثيرها ملموس في جميع مناحي حياة الدولة. لذلك ستصب فيها اصوات كثيرة ولا سيما الشباب الذين ليسوا بالضرورة من حافظي التوراة والفرائض.

بتصرف مسؤول وأمين، من شأن البيت اليهودي أن يكون الثاني في حجمه، أكثر من العمل الذي كان يلقي له فتات الميزانية الدينية. من كان يظن أن حركة مسيحانية صهيونية كبيرة، ولها دور في انشاء الدولة، ستصبح حزبا خاطئا وغير مركزي. وبسبب اهمال الرؤية الصهيونية والسعي وراء موضة عابرة، قد يندثر مثلما اندثر اخوانه الخاطئين – مبام واهدوت هعفودة – من على منصة التاريخ.

البيت اليهودي الذي هو الحزب التاريخي الوحيد الذي يُظهر الفعالية واتجاهه الايديولوجي حول المسائل الوجودية، ليس متقلبا. الافضلية الديمغرافية بالتوازي مع القيادة المتحررة من الحاخامات من شأنها أن تتسبب في دفع هذا الحزب بعد عقد أو اثنان الى قيادة دفة الدولة. هذا ما يسعى اليه نفتالي بينيت، وسوف يتغلب على المعارضة الخردلية التي هي غير قادرة على التسليم بتحول الحزب من جسم صغير يمثل قطاع معين الى حزب على مستوى اسرائيل.

رغم أن الطريق الى السلطة طويلة، ورغم أن هذا التوسع غير مضمون ايضا في المستقبل، فمن الواجب اليوم على هذا المعسكر التفكير والعمل بناءً على معايير المسؤولية الرسمية الشاملة. طريق الصهيونية الدينية ستكون صعبة، ومعارضي هذا المعسكر لن يرتاحوا ولن يصمتوا على ضوء هذه القوة الصاعدة لا سيما بسبب الهوية اليهودية الصهيونية التي يسعى الى تعزيزها.

سيستمرون في اتهامه واتهام قيادته – مثلما يفعلون الآن – اتهامات باطلة (الضرر بحقوق المواطن، المساواة والديمقراطية)، حتى وإن كان الثمن هو تشويش الاجراءات الداخلية للدولة والتسبب باعطاء صفة اللاانسانية للشعب والدولة من قبل شعوب العالم.

رغم أن الصراع هو على روح الدولة ومستقبلها – في الصراعات حول الهوية والايمان تكون الاصوات عالية، غاضبة ومتطرفة أكثر من الصراع حول قضايا خلافية اخرى – فان على القوة الصاعدة اظهار التروي وضبط النفس. اذا كان سلوك هذه القوة مسؤول وسليم وحقيقي وله نتائج ايجابية، فان الاتهامات ستتلاشى وتذهب مع الرياح.

تتضح الكلمات الصادقة في نهاية المطاف، وحتى لو طال الزمن، فستتضح الكلمات الكاذبة ايضا.

 

المصدر | هآرتس العبرية

  كلمات مفتاحية

إسرائيل البيت اليعودي الصهيونية الدينية حركة مسيحانية صهيونية الرؤية الصهيونية

الصهوينية وأوهام السـلام

فوبيا الصهيونية

الصهيونية تجرم انتقاد عنصرية «إسرائيل»

الصهيونية لم تعد قادرة على تلبية طموح اليهود داخل اسرائيل وخارجها