الهند وإيران.. «شراكة» مترنحة!

الأربعاء 11 مايو 2016 09:05 ص

يعتزم رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» القيام بإحدى رحلاته الكثيرة للخارج، لكن هذه المرة إلى إيران في زيارة رسمية تمتد يومين وتبدأ في الـ22 من مايو الجاري. وتشهد إيران بعد رفع العقوبات حمى دبلوماسية بين من يتطلعون إلى أهداف اقتصادية فيها.

وتم الإعداد لزيارة مودي من خلال رحلات مهمة إلى طهران قام بها فريقه خلال الأشهر القليلة الماضية. ومهد كل من «نيتين جادكاري»، وزير النقل البري والطرق والشحن، و«دارمندار برادهان»، وزير البترول والغاز الطبيعي، و«شوما سواراج»، وزير الشؤون الخارجية، الطريق لرحلة مودي.

وكانت رحلة رئيس الوزراء الهندي إلى إيران، متوقعة منذ وقت طويل، وربما كانت مثار جدل، إذ تراجعت أهمية العلاقات الهندية الإيرانية بعد رفع العقوبات عن المستوى الذي كانت عليه أثناء فترة العقوبات ذاتها. وتحكم هذه العلاقات بشكل كبير مجموعة من «مذكرات التفاهم»، والتي قلّما أفضت إلى شيء ملموس.

وبصفتها جزءاً من النظام الدولي، توخت الهند الحذر وبدت واقعية، وافتقرت علاقاتها مع طهران للحماسة أثناء فترة العقوبات. بيد أنه، سواء أكانت هناك عقوبات أم لا، فإن إيران ليست عميلاً يسهل التعامل معه، لاسيما أن إبرام معاهدات تجارية عادلة تقوم على أساس احترام الوقت مع طهران ثبتت صعوبته في الماضي.

وعلى سبيل المثال، دخلت الهند وإيران مؤخراً في نزاع على عملة دفع مبالغ تناهز ستة مليارات دولار مستحقة من قبل نيودلهي لدى طهران.

ورغم ذلك، ربما تسعى الهند لوضع أساس لتحسين التواصل، لذا هناك نقاط مباشرة على مودي أن يأخذها بعين الاعتبار؛ منها «ميناء تشاباهار»، الذي تم التخطيط له لكن تم تأجيله لفترة طويلة. وتتطلع الهند حالياً لإقامة منطقتي رسو سفن في الميناء، لامتلاك ميزة الوصول إلى آسيا الوسطى. غير أن هذا المشروع يواجه منافسة استراتيجية مباشرة مع ميناء «جوادار» في باكستان، وهو مرفأ تشغله الصين حالياً. كما أن التقدم بين الهند وإيران بشأن الميناء تباطأ لسنوات، وبدرجة أكبر أثناء فترة العقوبات.

ومن القضايا الأخرى الاستثمار في حقل «فرزاد ب»، حيث حصلت الهند على عقد تطوير حقل الغاز، وتعهدت باستثمار فيه يصل مليار دولار. لكن كباقي المكونات الأخرى في العلاقات الاقتصادية مع إيران، توقف المشروع بسبب العقوبات. وأثناء ذلك، مارست طهران ضغوطاً هائلة على نيودلهي لتنفيذ المشروع. وفي أوج العقوبات، في ظل معاناة الاقتصاد الإيراني، حاولت طهران لي ذراع الهند بشأن المشروع، فأرسلت فريقاً غير معلن إلى نيودلهي لتسليم إنذار نهائي، ثم هددت بمنح المشروع لـ«أصدقاء آخرين» في إشارة إلى الصين.

وإلى ذلك، ربما يتناول مودي مشروع الممر البري الدولي من الشمال إلى الجنوب، وهو فكرة تهدف لربط التجارة الهندية بآسيا الوسطى وأوراسيا وروسيا، لكن المناقشات المبدئية بشأن الجدوى الاقتصادية للمشروع بدأت عام 2012 مع شركاء آخرين محتملين بمشاركة أذربيجان وتركيا وروسيا. لكن المشروع الذي يبدو في الوقت الراهن جذاباً على الورق، يظل مرهوناً بالقيود الاقتصادية في الهند.

وللأمن الإقليمي في غرب آسيا، خصوصاً الأزمة السورية وحرب اليمن، والفوضى المتزايدة في العراق.. والتي تعتبر إيران طرفاً مزعزعاً فيها كلها.. تداعيات على الهند. إذ هناك ما يربو على سبعة ملايين مواطن هندي يعملون في المنطقة. وعلى نيودلهي أن تتذكر أن الشرق الأوسط أكبر شريك تجاري لها وأكبر مساهم في تحويلات عمالتها بالخارج.

* كبير تانيغا باحث متخصص في الشؤون الخارجية وأمن الطاقة والدفاع.

  كلمات مفتاحية

الهند إيران العلاقات الإيرانية الهندية رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رفع العقوبات الإيرانية

الحلف الهندي مع (إسرائيل) والشراكة مع إيران

الهند.. مصرفان بارزان يطالبان المصدرين بإنهاء المعاملات مع إيران