«ميشال تامر».. الشاعر وابن المزارع اللبناني الذي صار رئيسا للبرازيل

الخميس 12 مايو 2016 06:05 ص

قبل 90 عاما حزم رجل لبناني اسمه «نخلة تامر» أمتعته، وترك قريته الوادعة في شمال لبنان قاصدا البرازيل.

لم يكن هذا الرجل، الذي أصبح الآن والد رئيس البرازيل الجديد، يعرف الكثير عن هذا العملاق الجغرافي الذي تزيد مساحته على ثمانية ملايين كيلومتر مربع، حسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لفضائية «الحرة» الأمريكية.  

حتى اللغة التي يتحدثها السكان، لم يكن «تامر» يعرف عنها سوى اسمها، مع ذلك أقنعه أخوه الذي سبقه في الهجرة بالمجيء إلى بلد السامبا؛ حيث عانى في البداية الفقر، قبل أن تتحسن ظروفه، ويشتري مزرعة لإعالة أولاده الذين صاروا ثمانية.

رزق الأب المهاجر في الـ 23 من سبتمبر/أيلول 1940 بولد سماه «ميشيل».

ربما لم يكن الأب يبني طموحات كبيرة على الولد «آخر العنقود»، لكن بعد مرور 75 عاما سيصبح ذلك الولد رئيسا لدولة البرازيل نتيجة تصويت البرلمان، اليوم الخميس، على إقالة الرئيسة «ديلما روسيف» بتهمة «التلاعب بأموال الدولة».

تغريدة نشرها «ميشال تامر» عبر صفحته الرسمية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي حول تسلمه إشعارا بأنه أصبح الرئيس المؤقت للبلاد.

من كرسي الأستاذية إلى كرسي الرئاسة

عرف المحامي «ميشال» قاعات الدرس جيدا، ليس فقط عندما كان طالبا، بل بوصفه أستاذا جامعيا لمدة عقدين من الزمن، لكن الشغف بممارسة السياسة بدأ يتجسد واقعيا في يوميات ابن المهاجر، منذ بداية الثمانينيات.

وفي سنة 2001 أصبح «ميشال» رئيسا لـ«حزب الحركة الديموقراطية»، وقاده طموحه السياسي للتحالف مع «حزب العمال»، الذي تنتمي إليه الرئيسة المقالة «روسيف» عام 2007.

وحين انتخبت «روسيف» أول سيدة تتولى رئاسة البلاد، اختير «ميشال» نائبا لها، وهو المنصب الذي سيكون بوابة يلج منها ذو الأصول اللبنانية إلى القصر الرئاسي.

وقبل أن يكون نائبا للرئيسة، انتخب «ميشال» رئيسا لمجلس النواب (البرلمان) ثلاث مرات.

وتصف «روسيف» إقالتها من طرف البرلمان بأنها «انقلاب دستوري» دبره «ميشال».

وكان الرجل على وفاق مع الرئيس المقالة في السنوات الأولى من حكمها، لكن يبدو أن خلافات كانت تدور في الخفاء بين الاثنين قبل أن تصبح واضحة للرأي العام منذ السنة الماضية.

واتهم «ميشال» الرئيسة حينها بتهميشه والنظر إليه كـ«ديكور»، وتجاهله في اللقاءات والقرارات المهمة.

يقول الرجل إن أولوياته الآن بوصفه رئيسا للبلاد هي التصدي للانكماش الذي يعاني منه اقتصاد البلد، وإنهاء حالة الشلل التي تسود البرلمان؛ بسبب المعارك السياسية التي شهدها قبل أن يصوت على قرار إطاحة الرئيسة.

«ميشال» أب لخمسة أبناء رزق بهم من ثلاث زوجات. وإلى جانب اشتغاله في السياسة، هو أيضا شاعر، وسبق له أن نشر ديوانا شعريا.

  كلمات مفتاحية

لبنان البرازيل ميشال تامر ديلما روسيف

في البرازيل.. الفاسدون يطيحون بالنزاهة

المحكمة البرازيلية العليا تعطي الضوء الأخضر لسجن الرئيس الأسبق