خطاب «السيسي» عن (إسرائيل) كان بطلب من «توني بلير»

الخميس 19 مايو 2016 12:05 م

جاء خطاب الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، وتطرق فيه إلى ملف التسوية في الصراع العربي-الإسرائيلي، بناء على طلب مباشر من مبعوث اللجنة الرباعية السابق «توني بلير».

هكذا كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة، عن تفاصيل خطاب «السيسي»، الذي ألقاه الثلاثاء الماضي، حيث قالت إن «بلير» شخصيا طلب من «السيسي»، إلقاء الخطاب من أجل تحسين ظروف تشكيل حكومة «وحدة وطنية» في تل أبيب، بمشاركة حزب العمل برئاسة «إسحاق هيرتزوغ».

ونقل «باراك رفيد»، المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس»، في تقرير له، عن مصادر قالت إن «بلير وكيري وجهات عالمية أخرى، طلبت من السيسي إلقاء الخطاب من أجل تمكين هيرتزوغ، من التغلب على معارضة أقطاب في حزب العمل، لفكرة الانضمام لحكومة نتنياهو، حيث إنهم يرون أن الانضمام للحكومة سيكون انتحارا سياسيا للحزب».

ونوهت المصادر إلى أنه رغم استجابة «السيسي» لتلك المطالب الدولية، فإن المخطط فشل بسبب تخلي «نتنياهو»، في آخر لحظة عن فكرة ضم حزب العمل للحكومة.

واعتبر «رفيد» أن الخطوة التي أقدم عليها «بلير»، تمثل «تدخلا مكثفا وغير مسبوق»، معتبرا أن دفع «السيسي» للإسهام على هذا النحو «يُعد سابقة».

وبخلاف ما نشر حتى الآن، فقد كان «هيرتزوغ» هو من اقترح على «بلير» أن يطلب من «السيسي» إلقاء خطاب الثلاثاء الماضي، وليس «نتنياهو»، مشيرا إلى أن «بلير» و«هيرتزوع» اتفقا على أن يطلب «السيسي» في خطابه من «الأحزاب الإسرائيلية التوصل لتفاهم وطني حول الحاجة لدفع عملية التسوية السياسية مع الفلسطينيين قدما إلى الأمام»، وهو ما ورد في الخطاب بالفعل.

وذكرت المصادر أن «بلير» توجه الأسبوع الماضي، إلى القاهرة والتقى بـ«السيسي»، وطلب منه إلقاء خطاب «يتوجه فيه بشكل مباشر للإسرائيليين، من أجل تحسين فرص التوصل لاتفاق حول حكومة الوحدة الوطنية».

ونوه «رفيد» إلى أنه رغم إنهاء «بلير» لمهامه كمبعوث للجنة الرباعية، فإنه يصل كل أسبوعين أو ثلاثة إلى المنطقة ويزور (إسرائيل)، حيث يحرص على إطلاع «نتنياهو» و«هيرتزوغ» على كل ما يسمعه من الزعماء العرب.

وبحسب المصادر الرسمية، التي تحدثت إلى «رفيد»، فإن «الرسالة الوحيدة التي ينقلها بلير لنتنياهو وهيرتزوغ من الزعماء العرب دائما تتمثل في استعدادهم لتطوير العلاقات مع تل أبيب»، مستدركا بأن الزعماء العرب يشترطون إجراء (إسرائيل) اتصالات بشأن التسوية مع الفلسطينيين.

وشددت المصادر على أن «بلير» هو من شرع في التوسط بين «نتنياهو» و«هيرتزوع»، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر ضم حزب العمل.

وأشارت المصادر إلى أن «بلير» بادر بالاتصال بوزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، الذي بارك الخطوة، وحث الجانب المصري على التجاوب معها.

وقد وجه «نتنياهو» صفعة لـ«السيسي» و«بلير»، عندما أوقف المفاوضات مع «هيرتزوغ»، وتوصل لاتفاق مبدئي مع حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية السابق «أفيغدور ليبرمان»، يتم بموجه انضمام الحزب للحكومة مقابل منح «ليبرمان» وزارة دفاع الاحتلال.

يُذكر أنه سبق لـ«ليبرمان» أن دعا أثناء حكم الرئيس المخلوع »حسني مبارك»، إلى مهاجمة مصر وقصف السد العالي.

وكان «السيسي» تطرق في خطابه الثلاثاء الماضي، لضرورة تحقيق تسوية نهائية بين (إسرائيل والفلسطينيين)، تنتهي بموجبها العداوة العربية لـ(إسرائيل).

وقال «السيسي» إنه «لو استطعنا معا بإرادة وإخلاص حقيقي حل هذه المسألة وايجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم إنجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي مر عليها 40 عاما الآن».

وتابع «ممكن حد يقول إن السلام (مع إسرائيل) مش دافئ لكنني أقول ... إنه سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا نحل المسالة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين.. لو قدرنا نحل المسألة ونعطي أملا للفلسطينيين في إقامة دولة وتكون هناك ضمانات لكلا الدولتين».

ومصر هي أول دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع (إسرائيل) عام 1979.

وتابع :«أقول للإسرائيليين وهم يسمعوني وأرجو أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة خطابي هذا في إسرائيل مرة ومرتين: هناك فرصة حقيقية رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثيرين لتحقيق سلام في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة».

وأكد «السيسي» أن هناك مبادرة عربية وحاليا أخرى فرنسية وجهود أمريكية ولجنة رباعية لإيجاد حل للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالبا القيادة والأحزاب في إسرائيل بالاتفاق على إيجاد حل للأزمة.

وأضاف أن المقابل سيكون كل ما هو جيد وعظيم للأجيال الحالية والأحفاد القادمة، بحد قوله.

 وخاطب «السيسي» الإسرائيليين بالقول إنه «حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي لن يصدقها أحد، والتي سنرى فيها العجب».

ودعا «السيسي» الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم في ظل الخلافات القائمة بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي توني بلير نتنياهو

«نتنياهو» يرحب بخطاب «السيسي»: أستمد التشجيع من زعامتك

(إسرائيل): «السيسي» الأكثر تواصلا مع «نتنياهو» واستمتع بتدميرنا منازل قادة حماس

«حماس» تعلن فشل جهود «بلير» في التوصل لتهدئة وتكشف عن وسيط جديد

مبادرة سلام مرتجلة!

هل تنجح القاهرة حيث أخفقت باريس؟!

لأن الكارثة تحتاجهم..!