استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يريدون بلاداً فارغة..!

الجمعة 20 مايو 2016 01:05 ص

ـ 1 ـ

قنبلة...

هكذا يرون الشباب في «الدولة القديمة» (لنسمها كذلك على اختلاف أنواعها، ودرجات استبدادها، وميولها للفاشية والطائفية وغيرها..)

وفي اجتماع رسمي (وزراء الشباب العرب) كان التعامل مع «الشباب» باعتبارهم «مشكلة» وليس أملاً... وكما يليق بكيانات ديناصورية تلعب ضد حركة التاريخ، اقتصرت التوصيات على أفعال الأمر ومزاج الحرب والترويض فكانت العناوين «محاربة التطرف لدى الشباب» و «لا للعنف لا للإرهاب لا للتطرف»،

وسيادة اللغة الأبوية في الاجتماعات «ديناصورية»، تتزامن على بُعد ساعات وخطوات من صدور أحكام غليظة ضد أكثر من 120 شاباً تظاهروا دفاعاً عن بقاء جزيرتي «تيران» و«صنافير» تحت السيادة المصرية.

الأحكام الغليظة أضافت إلى أعداد غير مسبوقة للشباب في السجون المصرية في عام أعلن فيه الرئيس السيسي أنه «عام الشباب»..

وبالنسبة لبلد يمثل الشباب فيها أكثر من 65 في المئة فإن القمع هو الأداة الوحيدة أمام «نظام يريد استعادة الفراغ الذي زرعته ونمّته سلطويات سابقة..» في مواجهة أجيال تطالب بالتغيير وترفض استمرار العقليات التي قادت إلى تمكن الاستبداد والفساد من «الدولة» لا تصلح للاستمرار.

ثورة الشباب ضد «عقليات الوصاية والتسلط» أصبحت في مواجهة «أبوية فاشلة»، وكلما توغلت في الفشل توحشت لإيقاف تلك الطاقة التي حاولت إنقاذ البلاد من نفسها.

وبرغم محاولات نشر العجز أمام توحش ماكينة القمع، إلا أن هناك مؤشرات تقول بأن الحرب لم تنتهِ، حيث طالت موجة السجن الأخيرة شباباً من مواليد العام 1999، أي أن عدوى التغيير تنتقل من جيل إلى جيل، بل من بلد إلى بلد حيث يبدو الشباب في صراع مع «هشاشة التكوين السياسي» إضافة إلى عزلهم خلف جدار القمع...

ولهذا ليس سهلاً ما حدث في لبنان حين كشفت قوائم الشباب من «بيروت مدينتي» وغيرها من مرشحين، ضعف «الطبقة السياسية القديمة» والذي يصل إلى تخوم «الموت الإكلينيكي».

«القوى القديمة» للدولة تلعب في الفراغ الذي صنعته من حولها، وهذا ما تستميت من أجله.

«الطبقة الميتة» تريد بلاداً فارغة.

ـ 2 ـ

فاتورة باهظة لكسر الجدار...

هذا ملخص محاولات الشباب، للخروج من العزلة الإجبارية التي تفرضها «الدولة القديمة».

تختلف الأساليب في القاهرة عن بيروت وتونس وطبعاً عن سوريا وليبيا وفلسطين، وجدران كل «دولة قديمة» تتنوع من المذابح الجماعية وحتى موجات القمع العنيفة، كلها من أجل العزل ونشر الرعب واليأس لاستعادة سيطرة (لا يمكن استعادتها..).

المعركة هنا حول المستقبل، وأجيال الشباب يرفضون أن تقرر المستقبل الطبقات والبيوت والنخب السياسية ذاتها التي أدت إلى كل هذا «الخراب» الذي لم يعد خافياً، أو قيد تحليل سياسي أو موقف عقائدي.

والجدار الذي تتحالف في إقامته «النخبة الباقية» في كل دولة مع راعٍ إقليمي (من الخليج الذي يقود سياسياً أو من أنظمة تنافس أو تصارع تلك القيادة) وراعٍ دولي (يتوارث من أميركا الآن دور وضع المنطقة في كبسولة تبقيها ملعباً للمصالح)..

هذا التحالف ناجح حتى الآن (بتفاوت نسبي) في إقامة الجدار، لكنه غير قادر على إنقاذ «الدولة القديمة» من خرابها، ولا تلافي الانهيار... وهذه إحدى المفارقات المدمرة.

فالدولة وهي تحاصر «جيل الرفض» بجدارها العازل تسارع في عملية التدمير الذاتي.. لأنه على الأقل ليس لديها قدرات استيعاب «الدولة» في أوروبا وأميركا لأجيال الغضب في أواخر الستينيات والسبعينيات حيث احتفظت السلطة بمساحتها في الحكم مع إدماج عناصر نشطة، بينما في مساحات التأثير الاجتماعي، حصل الشباب على مساحات أوسع من توسيع مساحات الحرية في المجتمع.

ـ 3 ـ

أوسع كثيراً من «خناقة مع السلطة»..

هذا ما تحتاجه حركة الشباب، أو هنا ستكون قوتها، حيث إن الرفض لم يولد في 2011 لكنه تصاعد ليصل إلى درجة الصدام لتحدث معجزة «قيادة الشباب للمجتمع العجوز»، وذلك حين لم يعد المجتمع قادراً على إنتاج الحكمة... وتعطلت قدراته على الحركة والنمو فينتظر المعجزة من «العيال اللي في الميادين..»..

هذه هي اللعبة/ المعجزة التي تحدث تغييراً لا يمكن محوه أو تفاديه.. فالزمن يقوده «الأصغر سناً».. وهذا أعمق ما في محاولة الشباب لكسر الجدار أو كما تراها حنا أرندت في كتابها «الثورة».. «الأهم هو تغيير (نسيج المجتمع) لا تغيير هيكل الميدان السياسي».

اللعبة أكبر. ليست إصلاحاً/ ولا تطهيراً/ ولا تجديد نخبة فاشلة. إنها رغبة في كسر «الزمن» بمعناه السياسي والفلسفي... وتحقيق «طفرة» ما في مجتمع محافظ/ وراكد/ ومستقر عند تراتبية مقدسة يعيش فيها الناس في الحديقة الخلفية بجوار السور العالي لساكن القصر.

الجيل الذي كان يقتل الوحش أكثر من مرة في ألعاب الديجيتال، يحاول الآن الوصول إلى المرحلة الأخيرة.. وكلما تعطل ذلك اتسعت مساحات الخراب.

المصدر | السفير

  كلمات مفتاحية

مصر ثورة الشباب الدولة القديمة الثورة المصرية تيران وصنافير

برلماني مصري: لا استفتاء على ملكية «تيران» و«صنافير»

البرلمان المصري يصوت على اتفاقية «تيران» و«صنافير» في غضون شهرين

برلماني مصري يكشف لأول مرة نص اتفاقية «تيران وصنافير» المثيرة للجدل

من يهين القضاء في مصر؟

تيران وصنافير وسورية واليمن و«رؤية 2030»

انظر خلفك في غضب!