استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أسئلة الحرب على «داعش»

الجمعة 10 أكتوبر 2014 04:10 ص

ما زال القرار الذي اتخذه أوباما بالدخول في حرب ضد تنظيم «داعش» كجزء من تحالف دولي لم تتضح بعد معالمه، وتشارك فيه دول غربية وإلى جانبها بلدان عربية، يكتنفه الكثير من الغموض، من الناحية العسكرية على الأقل، وذلك على رغم الخطر المؤكد الذي يمثله التنظيم الإرهابي بعد أن استولى على أجزاء من العراق وسوريا. ومن وجهة نظر المنتقدين فثمة أسئلة كثيرة ما زالت دون إجابة من قبيل: من سيخوض هذه الحرب على الأرض؟ وإلى ماذا تهدف في النهاية؟ ولاسيما أن التاريخ يعلمنا أن الحروب غير المتماثلة أبداً لم تحسم بالقوة الجوية ومن خلال القصف بالطائرات وحده، وأكثر من ذلك يبرز سؤال محوري آخر بشأن بعض الأطراف المشاركة في الحرب على «داعش» وأجنداتها الخاصة والمتباينة، فعلى رغم الجهود التي تبذلها تركيا لحماية حدودها ومنع اختراقها يظل موقفها من الحرب متذبذباً، علماً بأن أنقرة لعبت دوراً محورياً في تسهيل مرور المقاتلين عبر أراضيها إلى سوريا في مسعى واضح لإضعاف الأسد وإسقاط نظامه. ولكن في جميع الأحوال تظل أهداف تركيا، البلد السُّني الأكبر في المنطقة، والعضو في حلف شمال الأطلسي، ملتبسة، وهو الالتباس نفسه أيضاً الذي تنطوي عليه الأهداف الغربية إزاء تفعيل دور تركيا مع تصاعد أصوات تحثها على الانخراط البري والزج بقواتها في أتون الصراع.

ولعل مما يعطي تركيا هذا الدور الريادي في مواجهة «داعش» الوضع الغربي نفسه المستبعد لكل تدخل بري في حرب جديدة بالشرق الأوسط، فعدا التأكيدات الأميركية بعدم إرسال قوات إلى العراق، يبدو أن فرنسا التي تملك قوات برية قوية غير مستعدة هي أيضاً في الوقت الراهن للمشاركة بالنظر إلى انخراطها في القارة السمراء بجمهورية أفريقيا الوسطى، وأيضاً بشمال جمهورية مالي، حيث تحارب تطرفاً آخر وإرهاباً مماثلاً في منطقة الساحل الأفريقي. وفيما انضمت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا إلى المجهود الحربي من خلال المشاركة بطائراتها في القصف الجوي، وإرسال قوات خاصة إلى الميدان، إلا أن قوات النخبة في كل الجيوش تبقى محدودة الفاعلية بالنظر إلى المهام الخاصة الموكلة إليها والمتخصصة في تنفيذها، بينما تتطلب الحروب البرية مشاركة مكثفة لقوات المشاة التقليدية، والقوات المدرعة الأقدر على خوض المعارك والتقدم على الأرض وتحرير المناطق والسيطرة عليها. وإذا كان التعويل الغربي انصرف في البداية إلى القوات العراقية وجنود البلدان الصديقة لملء الفراغ والتقدم على الأرض، فإن ذلك لم يتحقق فعلياً بسبب قصور تلك القوات من جهة وتردد الدول من جهة أخرى. وعلى رغم خطط التدريب التي كشفت عنها الولايات المتحدة لقوات سورية من «الجيش الحر»، فإنه من غير المرجح أن تتمكن تلك العناصر، إن وجدت بالفعل، من مواجهة «داعش»، فأميركا أمضت أكثر من عقد في العراق تدرب جيشه وتمده بأحدث الأسلحة فقط لينهار بعدما أخفقت في بناء جيش محترف وغير طائفي.

ويستبعد أي دور مفترض للنظام السوري الذي يملك قوات على الأرض تستطيع مواجهة «داعش»، لأن الولايات المتحدة ترفض التعاون معه، ويرفض المحيط الإقليمي إعادة تأهيله للاضطلاع بدور لأنه قتل مئات الآلاف من المدنيين. وليس أمام هذا الفراغ سوى أصدقاء أميركا وحلفائها في المنطقة، ولكن مع ذلك هناك صعوبات داخلية ترتبط بالتوازنات السياسية والمذهبية، على رغم الخطر المحدق بها جميعاً، لأن من المعروف أصلاً نوايا التنظيم في الارتداد على الأنظمة الإقليمية.

ويضاف إلى ذلك الوضع المعقد في الأراضي المحتلة بفلسطين، فبعد سنوات طويلة من المفاوضات المتكررة وفشلها المستمر في التوصل إلى حل يلبي الطموحات الفلسطينية، تجد أميركا نفسها أمام تحركات فلسطينية على الساحة الدولية تهدد بتقويض موقف إسرائيل، مثل التلويح بانضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية وملاحقة إسرائيل أمام قضاتها، ليبرز السؤال وقتها حول موقف الولايات المتحدة من هذا الأمر وردة فعلها المحتملة، ولاسيما أنها لا تتوقف عن تكرار تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل واستعدادها لحمايتها في كل وقت! فهل سيصب هذا الموقف التقليدي الداعم لإسرائيل في مصلحة المجهود الأميركي في محاربة «داعش» والقضاء عليه كما أعلن أوباما، أم أن الأمر سيؤدي إلى انفراط عقد التحالف؟

لقد كتبت في السابق أن الصراع الحالي في الشرق الأوسط إنما يجري حول فهم روح الإسلام وفق تأويلات متعددة، وقد لا يفيد التدخل الأميركي العسكري مهما بلغت قوته في تغيير شيء، وستنتقل الأزمة من أهلها في الشرق الأوسط إلى أعتاب الولايات المتحدة، ولذا في رأيي أن الكونجرس تصرف بطريقة غير ملائمة عندما انجرف وراء السياسة الحزبية الضيقة ومحاولات الهجوم على أوباما وإحراجه، وانساق وراء ما تقوله بعض مراكز التفكير التي تحركها الأجندات الخاصة لحث الإدارة على التدخل مرة أخرى في الشرق الأوسط والدخول في حرب صعبة ضد عدو ملتبس مثل «داعش»، وإذا كانت التداعيات سيتحملها الرئيس أوباما آنياً، فإن المواطنين الأميركيين سيتحملون جزءاً آخر من التبعات، ومعهم شعوب الشرق الأوسط التي يبدو أن قدرها هو الانتقال من حرب إلى أخرى.

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية داعش الشرق الأوسط

«الدولة الإسلامية» تسحب الإمارات لقتال المُتطرفين

«أوباما»: المخابرات الأمريكية استهانت بتنظيم «الدولة الإسلامية»

التحالف الدولي وإيران

من يرغب بـإزالة داعش من سوريا لا يترك شراكة إيران

خليل العناني يكتب: أمريكا و «داعش» بين الأخلاقي والسياسي