«أوباما»: المخابرات الأمريكية استهانت بتنظيم «الدولة الإسلامية»

الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 02:09 ص

اعترف الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بأن المخابرات الأمريكية استهانت بصعود مقاتلي «الدولة الإسلامية» في كل من العراق وسوريا حيث حذر زعيم فرع لتنظيم «القاعدة» من أن المتشددين سيهاجمون الغرب ردا على الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.

واتخذت دبابات تركية مواقع على الحدود السورية في مقابل بلدة حدودية محاصرة حيث زادت كثافة القصف من تنظيم «الدولة الإسلامية» وسقطت طلقات طائشة في أراضي تركيا.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وهو جماعة مراقبة إن الضربات الجوية أصابت محطة للغاز الطبيعي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق سوريا في إطار حملة على ما يبدو لتعطيل أحد مصادر الدخل الرئيسية للمقاتلين، مضيفا أن الطائرات ضربت أيضا صومعة للحبوب في شمال سوريا وهو ما تسبب في مقتل مدنيين، ولم يتسن التأكد من ذلك على الفور.

وفشلت الضربات الجوية حتى الآن في وقف تقدم المقاتلين في شمال سوريا صوب بلدة «كوباني» الكردية على الحدود مع تركيا حيث تسببت معارك الأسبوع المنصرم في أسرع عملية نزوح للاجئين في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتمركزت 15 دبابة تركية على الأقل على الجبهة ووجه بعضها فوهاته تجاه الأراضي السورية. وتحرك المزيد من الدبابات والعربات المدرعة صوب الحدود بعدما سقطت قذائف داخل تركيا يومي الأحد والاثنين.

وقال «أبو محمد الجولاني» زعيم «جبهة النصرة» -فرع تنظيم القاعدة في سوريا- والتي تستهدفها أيضا الضربات الأمريكية إن الإسلاميين سيشنون هجمات على الغرب ردا على الحملة.

وقال في رسالة صوتية نشرت على منتديات مؤيدة للجبهة «لن يقف المسلمون كجمهور يري أبناءه يقصفون ويقتلون في بلادهم وأنتم آمنون في بلادكم فضريبة الحرب لن يدفعها قادتكم وحدهم بل أنتم من سيدفع الجزء الأكبر منها»، داعيا أيضا أنصاره إلى عدم انتهاز فرصة الضربات الأمريكية ليهاجموا تنظيم «الدولة الإسلامية».

وتسببت الضربات الجوية الأمريكية في ضغوط على «جبهة النصرة» للتصالح مع «الدولة الإسلامية» وهو ما قد يؤدي إلى تشكيل قوة إسلامية واحدة في سوريا ويوسع الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

ويعمل «أوباما» منذ أغسطس/آب لبناء تحالف دولي لمحاربة المقاتلين الذين وصفهم الأسبوع الماضي في خطاب أمام «الأمم المتحدة» بأنهم «شبكة موت».

واعترف في مقابلة بثت يوم الأحد الماضي بأن المخابرات الأمريكية هونت من شأن جماعة «الدولة الإسلامية» مما يقدم تفسير لما بدا كأنما واشنطن أخذت على غرة عندما اجتاح مقاتلو التنظيم شمال العراق في يونيو/حزيران الماضي.

وقال «أوباما» إن المتشددين اختبأوا عندما سحقت قوات مشاة البحرية الأمريكية تنظيم «القاعدة» في العراق بمساعدة من العشائر العراقية خلال الحرب التي انتهت في 2011.

وأضاف «لكن على مدى العامين المنصرمين وفي خضم فوضى الحرب الأهلية السورية حيث لديك مناطق واسعة من الأراضي لا تخضع لحكم أحد استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم واستغلال تلك الفوضى».

معركة على الحدود

ولم يتوقف تقدم «الدولة الإسلامية» في سوريا إذ تقاتل قوات كردية قرب بلدة «كوباني» الحدودية حيث فر 140 ألف لاجيء قبل نحو أسبوع، ودوت أصوات إطلاق نار عبر الحدود وتصاعد عمود من الدخان فوق «كوباني» مع استمرار القصف المتقطع من جانب مقاتلي جماعة «الدولة الإسلامية» للبلدة.

وقال أكراد يتابعون القتال من الجانب التركي للحدود إن جماعة وحدات حماية الشعب وهي أكبر الجماعات الكردية المسلحة في سوريا تدافع عن البلدة بصلابة.

بينما أكد مسؤول محلي من داخل «كوباني» إن «الدولة الإسلامية» واصلت حصار البلدة من الشرق والغرب والجنوب وإن المقاتلين المتشددين على مسافة عشرة كيلومترات من مشارف البلدة، وقال «إدريس ناسان» المسؤول في إدارة كردية محلية عبر الهاتف «منذ الصباح تسقط قذائف على كوباني... ربما حوالي 20 صاروخا»، مضيفا أن الصواريخ قتلت ثلاثة أشخاص على الأقل في البلدة.

ولم تسمح تركيا لمواطنيها الأكراد بالعبور للانضمام إلى المعركة، وقال مسؤول تركي عند الحدود حيث جرى تشديد إجراءات الأمن «إذا كانت معهم بطاقة هوية أو جوازات سفر تركية فيمكنهم الذهاب. السوريون فقط وليس الأتراك».

وتركيا عضو في «حلف شمال الأطلسي» وتملك أقوى جيش في المنطقة لكنها ظلت حتى الآن خارج التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وهو ما أغضب كثيرا من الأكراد الأتراك الذين اعتبروا هذه السياسة تخليا عن أبناء عمومتهم في سوريا.

أوباما ما زال يسعى لسقوط الأسد

وقال «أوباما» الذي تراجع في اللحظات الأخيرة قبل نحو عام عن توجيه ضربات جوية ضد حكومة الرئيس السوري «بشار الأسد» إنه يدرك التناقض الظاهر في معارضة «الأسد» في الوقت الذي يتم فيه قصف خصومه، ولا يزال «أوباما» يريد أن يترك «الأسد» السلطة لكنه يعتبر «الدولة الإسلامية» التهديد الأكثر إلحاحا.

وأكد أوباما «كي تبقى سوريا متحدة من غير الممكن أن يرأس الأسد العملية كلها»، مضيفا «وعلى الجانب الآخر فيما يتعلق بالتهديدات المباشرة للولايات المتحدة فتنظيم «الدولة الإسلامية» و«جماعة خراسان» هؤلاء البشر يمكن أن يقتلوا الأمريكيين»، و«جماعة خراسان» خلية منفصلة تابعة للقاعدة استهدفت الأسبوع الماضي.

وألقت السعودية التي شاركت في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة باللوم على دول أخرى في دعم «الدولة الإسلامية» برغم أنها لم تذكر دولا بالاسم، وكانت الرياض انتقدت قطر في الماضي لدعمها حركات إسلامية.

وقال وزير الداخلية السعودي الأمير «محمد بن نايف»، «نحن نعلم أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لم يتكون بشكل عشوائي وإنما برعاية دول وتنظيمات بكل إمكاناتها ونواياها السيئة وسنواجه بحزم هذا التنظيم وغيره».

وقال« المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يراقب الصراع مستعينا بشبكة من المصادر على الأرض إن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة أصابت محطة غاز لـ«شركة كونوكو» تسيطر عليها «الدولة الإسلامية» خارج مدينة «دير الزور» في شرق سوريا مما أدى إلى إصابة عدد من المقاتلين، مضيفا أن محطة الغاز تغذي محطة للكهرباء في حمص تمد عدة محافظات بالكهرباء وتشغل المولدات العاملة في حقول النفط.

وأضاف أن طائرات حربية تشارك في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة قصفت أيضا مطاحن ومناطق لتخزين الحبوب في بلدة «منبج» بشمال سوريا مما أدى إلى مقتل عمال مدنيين، ولم يتسن على الفور التأكد من المعلومات ولم يصدر تعليق فوري من واشنطن.

وهاجمت الطائرات أيضا مناطق في مدينة «الحسكة» بشمال شرق سوريا وضواحي مدينة «الرقة» في الشمال وهي معقل لـ«الدولة الإسلامية».

وقالت «الوكالة العربية السورية للأنباء» أيضا إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة نفذت ضربات في محافظة «الرقة».

ويخشى بعض معارضي «الأسد» أن يساعد القصف الذي تقوده الولايات المتحدة الرئيس السوري على البقاء في السلطة من خلال إلحاق الضرر بأقوى أعدائه، وكثف الجيش السوري حملة القصف في غرب البلاد برغم أن واشنطن تشن هجمات في الشرق، وقال «المرصد السوري» إن الجيش السوري نفذ غارات جوية أثناء الليل في محافظة «حلب» وفي «حماة».

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية سوريا

4100 طلعة جوية أمريكية مقابل 40 عربية ضد «الدولة الإسلامية»

بمشاركة دول خليجية .. أمريكا توجه أولى ضرباتها الجوية لتنظيم «الدولة الإسلامية» بسوريا

الحملة على الدولة الإسلامية تختبر التزام أوباما تجاه حلفائه في الشرق الأوسط

أمريكا تقصف أهدافا للدولة الاسلامية قرب أربيل عاصمة كردستان العراق

أوباما يبحث توسيع العملية ويؤكد: «لن نسمح بقيام الخلافة في سوريا والعراق»

أمريكا تقصف مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق .. وتمنع حركة طائراتها هناك

ديلي بيست: تنظيم «الدولة الاسلامية» ربح الحرب على الإ​نترنت

حربٌ ضد الإرهاب طويلة الأمد

أسئلة الحرب على «داعش»

هل أقر «أوباما» العمل العسكري قبل تبلور معالم التحالف ضد «الدولة الإسلامية»؟!

التحالف من دون استراتيجية وبلا سوريين

لاءات «أوباما» والحروب الدينية في المنطقة!

استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ضد «الدولة الاسلامية» لا تبشر بالنجاح

أين الأكثرية لتكون مواجهة «داعش» مسؤوليتها؟

«الدولة الإسلامية» تسيطر علي «قضاء هيت» بالكامل غرب العراق

«أوباما» لقادة جيوش التحالف: الحملة على «الدولة الإسلامية» ستكون "طويلة الأمد"

«معهد واشنطن»: «الدولة الإسلامية» تبدو «لاصقا سحريا» لتوحيد دول الخليج رغم خلافاتها

سيناريو «حفر الباطن 2»!

تركيا ترفض تحمل مسؤولية التخبط الأمريكي في المشرق

روسيا تهون من تعاونها مع أمريكا ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»

هل هناك حقا استراتيجية للقضاء على «داعش»؟!

المرصد السوري: الدولة الإسلامية تستخدم 3 طائرات مقاتلة في سوريا

«الحرب على داعش» تنجح أو تفشل بالسياسة

الأداء العسكري لـ«داعش» وعقيدتها القتالية

استعد لحرب العراق الرابعة!

نحو استراتيجية عربية ضد الإرهاب

الطيران الفرنسي يدمر ترسنة أسلحة لـ«الدولة الإسلامية» فى العراق

عميل سابق لـ«CIA»: حتى لو قتلنا «البغدادي» فمن يخمد نار الغضب السني؟

«ماكين»: حرب أمريكا على «داعش» لا تسير وفق المطلوب .. وتذكرني بحرب «فيتنام»

داعش والقبيلة: العراق مثالا

هل يمنح مشروب الطاقة حلفاء «أوباما» حلم الطيران؟!

الإستراتيجية الأمريكية في سوريا تتحدي «الخليجية» وتصر علي بقاء «الأسد»

رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يصل إلى العراق

«أوباما» يتعهد بالتدخل البري إذا ثبت حصول «داعش» على «نووي»

توقعات بزيادة نشاط واشنطن في الشرق الأوسط

«الدولة الإسلامية» يسند «الجهاد الإعلامي» للنساء بقيادة السعوديات

«أوباما» يوجه صفعة للوبي الخليجي لصالح «الأسد»

الرمادي تحت حصار مقاتلي «الدولة الإسلامية»

الحرس الثوري الإيراني يدرب مقاتلين عراقيين لمواجهة «الدولة الإسلامية»

لماذا ينضم مسلمو أوروبا لـ«الدولة الإسلامية»؟

معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: حرب التحالف الدولي ضد «الدولة الاسلامية» عبثيّة

وراء الإطاحة بـ«هيغل».. توترات بسبب سوريا وفريق «أوباما»

عودة العلاقات الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة و«مجلس التعاون الخليجي»

رغم الضربات الجوية .. «الدولة الإسلامية» تتشبث بمواقعها على الأرض