اجتمع الرئيس الأمريكي بممثلين لعشرين دولة من دول التحالف لبحث استراتيجية الحرب على «الدولة الإسلامية»، فيما اجتمع في الوقت ذاته وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الروسي واتفقا على تبادل معلومات بشأن التنظيم.
أبلغ الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قادة عسكريين من أكثر من 20 دولة تعمل مع واشنطن لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، أنه يشعر بقلق بالغ بشان التقدم الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية» في بلدة «كوباني» بشمال سوريا وفي غرب العراق.
فيما لم يلمح «أوباما» إلى أي تغييرات فيما يعتبره استراتيجية طويلة الأمد حتى مع تزايد الضغوط على الائتلاف لمنع التنظيم من السيطرة على مزيد من الأراضي.
وأبلغ «أوباما» القادة العسكريين أثناء اجتماع أمس الثلاثاء في قاعدة «أندروز» الجوية خارج واشنطن أن الحملة «ستكون حملة طويلة الأمد».
وكان الرئيس الامريكي يتحدث بعد ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة جرى خلالها قصف أهداف للدولة الإسلامية حول «كوباني» قرب الحدود التركية حيث يواجه الأكراد مقاتلي «الدولة الإسلامية» لمنع تقدمهم.
وقال «أوباما» أن التركيز في هذه المرحلة ينصب على القتال في الأنبار بغرب العراق، مضيفا «ونحن نشعر بقلق عميق بشان الوضع في بلدة كوباني السورية ومحيطها والذي يبرز التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا». وأضاف «الضربات الجوية للائتلاف ستستمر في كل من هاتين المنطقتين».
وقال «اليستير باسكي» المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الاجتماع «يجيء في إطار الجهود المتواصلة لبناء التحالف ودمج قدرات كل دولة في الإستراتيجية الموسعة».
وأفاد الجيش الأمريكي أن مقاتلات أمريكية وسعودية شنت 21 ضربة جوية في اليومين الماضيين قرب كوباني وهو أشد هجوم بعد أيام من الضربات الجوية.
وقال البيت الأبيض أن ممثلين من استراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدانمارك ومصر وفرنسا والمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ولبنان وهولندا ونيوزيلندا وقطر والسعودية وأسبانيا وتركيا ودولة الإمارات العربية والولايات المتحدة شاركوا في الاجتماع المغلق.
تعاون أمريكي روسي ضد «الدولة الإسلامية» رغم الخلافات
من ناحية أخرى، اتفق وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» ونظيره الروسي «سيرجي لافروف» على تبادل المزيد من معلومات المخابرات بين موسكو وواشنطن عن مقاتلي الدولة الإسلامية في تركيز على عدو مشترك رغم الانقسامات العميقة بينهما بشأن الأزمة الأوكرانية.
وقال «كيري» بعد اجتماع في باريس مع «لافروف» يوم أمس الثلاثاء «إن القوتين العظيمتين عليهما «مسؤولية كبيرة» في التوصل إلى سبل للعمل معا في القضايا العالمية رغم الخلافات الشديدة بينهما في عدد من القضايا».
ووصلت العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الدور الذي تلعبه روسيا في أوكرانيا.
ورغم أن «كيري» لم يهون من تدني الثقة المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا فقد أكد على ضرورة البحث عن أرض مشتركة بينهما في مواجهة الدولة الإسلامية التي سيطرت على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
وقال «كيري» في مؤتمر صحفي «ندرك معا أهمية الحاجة إلى تدمير وإلحاق الهزيمة في نهاية المطاف بالدولة الإسلامية في العراق والشام».
وأضاف «ما من دولة محترمة بأي تعريف يمكنها أن تساند الأهوال التي ترتكبها الدولة الإسلامية في العراق والشام وما من دولة متحضرة يمكنها أن تتقاعس عن مسؤوليتها للتصدي والمشاركة في جهود القضاء على هذا المرض».
وقال «كيري» إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا «على تبادل المزيد من معلومات المخابرات والتعاون فيما يتعلق بالدولة الإسلامية والتحديات الأخرى المتعلقة بمكافحة الإرهاب في المنطقة».
وصرح أيضا بأن «موسكو ستبحث إمكانية فعل المزيد لتسليح وتدريب الجيش العراقي الذي يواجه تحديات كبيرة»، فيما لم يصل إلى حد القول بأن روسيا ستنضم إلى التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد الدولة الإسلامية.
وتشكك موسكو في أن الهدف النهائي لواشنطن هو إزاحة الرئيس السوري «بشار الأسد» وتصر على أن أي ضربات جوية أمريكية تنفذ في سوريا يجب أن تحصل أولا على موافقة الحكومة السورية وموافقة الأمم المتحدة. وترفض واشنطن ذلك.
وفي الحرب ضد الدولة الإسلامية هناك أرض مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن «مخاوفهما من انضمام مقاتلين روس وأمريكيين إلى صفوف التنظيم وعودتهم لاحقا لتنفيذ هجمات في الداخل».
وقال كيري «هناك ما يصل إلى 500 مقاتل من روسيا» ربما يكونون انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وغالبيتهم من منطقة شمال القوقاز وهي منطقة تشهد أعمال عنف يومية في مسعى لإقامة دولة إسلامية هناك.