طالبت القوات الكردية المدافعة عن مدينة «عين العرب» المعروفة كرديا بـ«كوباني» التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، طالبته بتكثيف الهجمات الجوية على مقاتلي التنظيم الذين شددوا قبضتهم على المدينة السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، أمس السبت.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن القوات الكردية تواجه هزيمة حتمية في «كوباني» إذا لم تفتح تركيا حدودها للسماح بدخول السلاح إلى المدينة، وهو ما يبدو حتى الآن، أن أنقرة ترفضه، بحسب وكالة «رويترز».
وقد صعّد التحالف الدولي ضرباته الجوية على تنظيم «الدولة الإسلامية» في «كوباني»، وحولها قبل 4 أيام، ومن جانبها قالت الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية، في بيان إن الغارات الجوية كبدت «الدولة الإسلامية» خسائر فادحة لكن فعاليتها قلت في اليومين الماضيين.
كما صرح ضابط عسكري كردي من «كوباني»، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» جلب مزيدا من الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى الخطوط الأمامية وأن المعارك التي تدور من شارع إلى شارع تجعل من الصعب على الطائرات الحربية استهداف مواقع «الدولة الإسلامية».
وبحسب «رويترز» فقد استطاع تنظيم «الدولة الإسلامية»، تعزيز مقاتليه بينما لم يتمكن الأكراد من ذلك، مشيرة إلى أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» يحاصرون المدينة من الشرق والجنوب والغرب وهو ما يعني أن طريق الإمداد الممكن الوحيد للأكراد هو الحدود التركية إلى الشمال.
وقد دعا مبعوث «الأمم المتحدة» إلى سوريا «ستيفان دي مستورا»، تركيا أول أمس الجمعة، إلى المساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في «كوباني» وطلب السماح لـ«المتطوعين» بعبور الحدود حتى يمكنهم تعزيز القوات الكردية التي تدافع عن المدينة التي تقع على مرمى البصر من الأراضي التركية.
هذا ولم ترد الحكومة التركية بعد على تصريحات «دي ميستورا» الذي قال إنه يخشى وقوع مذبحة في مدينة «كوباني» على أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية» وتكرار مذبحة «سربرنيتشا» التي قتل فيها الآلاف في «البوسنة» عام 1995.
وكان الزعماء الأكراد في سوريا قد حثوا أنقرة على إقامة ممر داخل تركيا لتيسير وصول المساعدات والإمدادات العسكرية إلى «كوباني».
وقال صحفي من «رويترز» يراقب الجانب التركي من الحدود إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من«كوباني» أمس السبت وكانت أصوات التراشقات بالنيران شبه متواصلة مع احتدام المعارك في فترة بعد الظهر، كما أضاءت القنابل المضيئة السماء في القسم الشرقي من المدينة التي سقطت أجزاء كبيرة منها بيد «الدولة الإسلامية» في حين احتدمت المعارك على الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.
وفي سياق متصل قالت «غالية نعمت» وهي مسؤولة عسكرية كردية في مدينة «القامشلي» السورية التي تقع تحت سيطرة الأكراد إن آلاف المقاتلين مستعدون للذهاب إلى «كوباني» إذا فتحت تركيا ممرا إلى المدينة، غير أنها أوضحت أن الاحتياج الأساسي للمقاتلين في «كوباني» هو الحصول على تسليح أفضل، مشيرة أنه لا يوجد نقص في أعداد المقاتلين وإنما النقص في الذخائر.
وتمثل الأهمية الرمزية لفشل الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في منع اجتياح مقاتلي «الدولة الإسلامية» لـ«كوباني» في أنها قد تكون «نكسة مبكرة» لحملة القصف الجوي للرئيس الأمريكي «باراك أوباما» التي مضى عليها ثلاثة أسابيع.
وقد أوضحت وكالة «رويترز» أنه إذا استطاع تنظيم «الدولة الإسلامية» تحقيق السيطرة الكاملة على المدينة، وهو ما اعترف مسؤولون أمريكيون أنه قد يحدث في الأيام القادمة بالفعل، فإنه سيكون بمقدوره التفاخر بأنه تصدى للقوات الجوية الأمريكية.
يشار إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد شن 50 غارة جوية على مواقع «الدولة الإسلامية» حول «كوباني» معظمها في الأيام الأربعة الماضية.