فى إطار المواجهات المستمرة بينهما، أبدت إيران استعدادها لتصعيد عملياتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال عرضها للتدخل فى مدينة عين العرب (كوباني) السورية قرب الحدود التركية لفك الحصار الذى يضربه تنظيم «الدولة الإسلامية» عليها، جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية «مرضية أفخم» ونقلته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية حيث أكدت «أفخم» على استعداد ايران لتقديم الدعم اللازم بشان مدينة كوباني المحاصرة «فى حال طلبت الحكومة السورية منها ذلك» مضيفة أن المعيار الإيراني في هذا الشأن هو »تلقي طلب رسمي من الحكومة السورية«.
وقالت «مرضية أفخم»، اليوم الخميس، إن طهران كانت قد أبدت قلقها بعد قرار البرلمان التركي السماح للجيش التركي بتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة في العراق وسوريا، وأن طهران أبلغت أنقرة رفضها أي تحرك أو إجراء يؤدي إلى تعقيد الظروف في المنطقة، وأضافت أن وزير الخارجية أبلغ المسؤولين الأتراك بأن يتعاطوا مع تطورات المنطقة بمسؤولية وأن يحولوا دون أي تحرك يجعل ظروف المنطقة أكثر تعقيدا وسوءا وأن يتصرفوا بيقظة تامة، على حد قولها.
تزامنا مع هذه الأنباء، جاءت تصريحات القائد العسكرى العراقى في منطقة طوز خورماتو وآمرلي (شمال شرق العراق) «العيد مصطفى الطائي» والتى نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، والتى جاء فيها قوله إنه لولا إيران «لكانت عناصر داعش الإرهابية احتلت آمرلی وأبادت أهاليها» مضيفا أنه لولا طهران لما تمكنت القوات العراقية من فك الحصار عن المدينة، كما وجه الطائي الشكر للمسئولين الإيرانيين وخص بالذكر ما وصفه بـ«الدور الكبير» لقائد فيلق القدس اللواء «قاسم سليماني» فى إنقاذ آمرلى – التى تسكنها أغلبية من التركمان الشيعة- منذ قرابة شهر.
جاءت تصريحات القائد العراقي أثناء زيارة السفير الإيرانى فى العراق إلى آمرلي ولقائه بالوجهاء وشيوخ الشعائر، وهى التصريحات التى ما فتئت تؤكد الدور الذى تقوم به إيران فى العراق، حيث يبدو أن إيران تستغل التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لأجل توسيع أنشطتها فى العراق عبر نشر المزيد من المعدات العسكرية أو إرسال قوات خاصة وأسلحة مدفعية ومنصات إطلاق صواريخ وفقا لما ذكره «فارزين ناديمي» محلل الشئون الأمنية بمعهد واشنطن.
وأكد ناديمي أن مجلس الحرس الثوري الإيراني قد أرسل بالفعل أفراد من قوات فيلق القدس وعدد من الطائرات من بينها 7 طائرات من طراز « إس يو 25» إضافة إلى طائرات بدون طيار إلى العراق أثناء الأزمة التى تزامنت مع الدعوات لتنحي رئيس الوزراء العراقي الأسبق «نوري المالكي» عن منصبه، وذلك بحجة حماية الشيعة العراقيين والأماكن المقدسة الشيعية من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
العراق، حيث تحرص إيران على الاستفادة من الفجوة بين الحكومة المركزية فى بغداد بقيادة حيدر العبادي وحكومة إقليم كردستان العراق من أجل تقديم نفسها كشريك لكلا الطرفين لتعزيز نفوذها فى الأراضى العراقية.