أقر البرلمان التركي إرسال القوات المسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية وراء الحدود «إذا لزم الأمر»، بينما أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستفعل «كل ما بوسعها» للحيلولة دون سقوط بلدة «عين العرب» في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، وواشنطن ترحب بقرار البرلمان التركي للجيش بالتحرك

صرح رئيس الوزراء التركي «أحمد داوود أوغلو» إن تركيا لا تريد لبلدة كوباني، أو ما تعرف باسم عين العرب أيضًا، السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب حدودها مع سوريا أن تسقط في أيدي مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» وستفعل ما لوسعها للحيلولة دون ذلك.

وبحسب كلمة «داوود أوغلو» خلال حوار مع صحفيين بثته قناة تلفزيونية تركية في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، قال: «لا نريد سقوط مدينة عين العرب-كوباني، وسنفعل كل ما في وسعنا للحيلولة دون ذلك».

وأوضح أنه لا ملاذ للشعبين التركي والكردي في سوريا، سوى تركيا، لافتا إلى أن الأحداث التي تشهدها مدينة «عين العرب» مسؤولية حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD»، وأن تلك الأحداث لن تؤثر على مسيرة السلام في تركيا، مناشدا الجميع توخي الحيطة والحذر لعدم الإضرار بأمن تركيا.

وأشار «أوغلو» إلى أن التطورات التي تشهدها حاليا دولتا الجوار سوريا والعراق، اقتضت عقد قمة أمنية، لبحث تلك التطورات والتدابير التركية اللازمة تجاهها، مشيرا إلى: «أن تلك التطورات هى التي دفعت الحكومة التركية إلى استصدار مذكرة تفويض من البرلمان في العام 2007 بخصوص العراق، وكذلك مذكرة أخرى مشابهة في العام 2012 بخصوص سوريا، لتعطي التذكرتان الحكومة الحق في إرسال الجنود خارج الحدود للقيام بعمليات عسكرية، إذا اقتضت الضرورة».

كما قال: «ولقد قمنا مؤخرا بتوحيد المذكرتين، في مذكرة واحدة، وعرضناها على البرلمان، ومررها مساء الخميس»، لافتا إلى أن «هذه المذكرة تعطي الحق للحكومة التركية في إرسال القوات المسلحة بشكل سريع، لمواجهة أي خطر يهدد الأمن القومي للبلاد».

البرلمان التركي يقرّ العمليات العسكرية خارج الحدود

يأتي ذلك بعد أن صادق البرلمان التركي، مساء أمس الخميس، على مذكرة تفوض الحكومة في إرسال القوات المسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية وراء الحدود، إذا اقتضت الضرورة ذلك، من أجل التصدي لأي هجمات محتملة قد تتعرض لها تركيا من التنظيمات الإرهابية في سوريا، والعراق.

وجاءت الموافقة على المذكرة التي تقدمت بها الحكومة للبرلمان أول أمس بشأن سوريا، والعراق، بعد نقاش استمر عدة ساعات،الخميس، حيث وافق عليها 298 نائبا، مقابل رفض 98 عضو.

وكان رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، قد وقع على المذكرة قبل إرسالها للبرلمان، في اجتماع مجلس الوزراء، الذي انعقد في وقت سابق، وركزت تلك المذكرة على إبراز مدى خطورة التهديدات المحدقة بالأمن القومي التركي، في ظل التطورات التي تشهدها سوريا والعراق المجاورتين لتركيا.

وبحسب الصحف التركية المحلية، فقد ورد في حيثيات المذكرة أن: «التهديدات، والمخاطر زادت بشكل كبير بطول الحدود البرية الجنوبية للبلاد، وأن منظمة «بي كا كا» لازالت موجودة في شمال العراق، وأن عدد التنظيمات الإرهابية ازداد بشكل كبير، وبالتالي فمن حق تركيا الدفاع عن أمنها القومي».

واشنطن تبارك قرار البرلمان التركي

من ناحيتها، رحبت واشنطن، مساء الخميس، بقرار البرلمان التركي في تفويض الحكومة بإرسال القوات المسلحة خارج الحدود للقيام بعمليات عسكرية عند الضرورة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية «جينفر ساكي»، في الموجز الصحفي اليومي للوزارة، «إننا نرحب بتخويل البرلمان التركي للجيش بالتحرك». مضيفًة أن «هناك حواراً يتم على مستوى عال بين الولايات المتحدة وتركيا لبحث كيفية زيادة التعاون في مجال إنهاء التهديد الذي تمثله داعش في العراق وسوريا».

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أن رحلة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، «جون آلان»، ونائبه «بريت ماكجورك»، إلى العراق هي «أول رحلة دولية في مهمتهما المكلفين بها».

وأشارت إلى أن آلان سيتوجه بعد انتهاء عمله في العراق إلى بروكسل «ليلتقي بقيادات من الناتو (حلف شمال الأطلسي) والاتحاد الأوروربي، حيث سيتم التركيز على كيفية عرقلة تجنيد داعش للمقاتلين الأجانب، وكيفية منع تدفق الأموال لهم».

وتشمل رحلة الوفد الأمريكي، العاصمة الأردنية، للتباحث مع مسؤولين أردنيين، تليها العاصمة المصرية، حيث سيلتقي الوفد إضافة للمسؤولين المصريين، سفراء دول جامعة الدول العربية.

وأشارت «ساكي» إلى أن الوفد سيختم رحلته بزيارة تركيا، التي وصفتها بأنها «حليف رئيسي في الناتو»، حيث «سيلتقيان بقيادات سياسية وعسكرية تركية، ومناقشة الطرق المحتملة لمساهمتهم في التحالف الدولي».

كما أوضحت أن موفدا الرئاسة الأمريكية، سيجريان لقاءات مع قيادات المعارضة السورية في تركيا، ليؤكدا لهم «الدعم المتواصل لجهودهم الشجاعة في مقاتلة داعش، واستمرار الحوار بخصوص أفضل الطرق لدعم هذه الجهود».