قادة الخليج العسكريون يشاركون في التنسيق لمواجهة «الدولة الإسلامية»

السبت 18 أكتوبر 2014 12:10 م

جاءت مشاركة القادة العسكريين لـ 4 دول خليجية في المؤتمر الدولي الذي عقد بإحدى القواعد العسكرية بالولايات المتحدة -ضمن 22 من قادة جيوش دول عربية وأجنبية- لمناقشة الحرب علي «الدولة الإسلامية» وسبل وإستراتيجية التعامل مع الإرهاب، لتفتح الباب علي مصراعيه علي تساؤلات حول احتمالات مشاركة  دول الخليج في هجوم بري علي الدولة الإسلامية بعدما فشل الهجوم الجوي.

كما جاء الاجتماع ليطرح تساؤلات أخري حول ما إذا كانت هناك «صفقات مصالح» عقدت علي هامش هذا المؤتمر، سواء بين دول خليجية تري ضرورة إسقاط نظام «بشار الأسد» وعدم الاكتفاء بالحرب علي «الدولة الإسلامية»، وبين واشنطن –التي ترفض ذلك– تقبل أمريكا بموجبها مطالبهم بالجمع بين جيش «الأسد» وقوات «الدولة الإسلامية» في المعركة المقبلة.

أو صفقة أخري بين واشنطن أيضا وكلا من الإمارات ومصر تقبل فيها الدولتان المشاركة بقوات برية في الحرب ضد «الدولة الإسلامية» مقابل دعم أمريكا سياسيا ورسميا للضربات المصرية الإماراتية لمساندة اللواء المتقاعد «حفتر» ضد قوات الثوار الإسلاميين في ليبيا، الذين تتهم واشنطن بعض عناصرهم بقتل سفيرها السابق هناك.

فقد شارك في الاجتماع قادة عسكريين من 9 دول عربية هي: مصر والبحرين والعراق والمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات ولبنان والكويت والأردن، إضافة إلي: بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا واسبانيا ونيوزلندا وتركيا واستراليا وهولندا .

والرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، التقى المشاركين في الاجتماع وأكد أن الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» مازالت في مراحلها الأولى، وإن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي، الجنرال «مارتن ديمبسي»، ناقش مع كبار مسئولي الدفاع للدول الـ 21 الأخرى من أعضاء تحالف مواجهة «الدولة الإسلامية»، مساهمات الدول في الحملة العسكرية الحالية الموجهة ضد هذا التنظيم الإرهابي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، «ستيف وارين»، إن الاجتماع الذي عقد بـ«قاعدة اندروز» الجوية الأمريكية بولاية «ماريلاند» يعد فرصة لتقييم التقدم الذي أحرزه التحالف ومواصلة التنسيق بين الدول الأعضاء وفقًا لقدرات كل منها، ما يؤكد فكرة توزيع الأدوار بينها ودور كل دولة في الحرب.

واعترف جميع أعضاء التحالف بأن الضربات الجوية لم تؤت ثمارها وعلي العكس استمر تقدم «الدولة الإسلامية» في العراق حتي سيطرت علي ثلاثة أرباع «الأنبار» وباتت قريبة من «بغداد»، كما أنها مستمرة في الحفاظ علي مناطقها في سوريا وتهدد «كولباني» الكردية .

ولهذا أثير الحديث مرة أخري تدخل قوات برية، ولكن ظهرت عقبة توفير هذه القوات بعدما أعلنت أمريكا عدم مشاركتها، ورفضت تركيا الطلب الأمريكي لإرسال قوات برية، ولم يعد هناك من حديث سوي عن مشاركة دول خليجية برية ومعها مصر أو تركيا.

وجاء اجتماع القيادة الأمريكية مع دول التحالف خصوصا مع الدول العربية، ليصب في هذا الإطار ومحاولة مناقشة الدور الذي يمكن أن تقدمه كل دولة وظهر الاجتماع الذي عقد بقاعدة عسكرية أشبه باجتماع لتنظيم أو تحديد أدوار الدول العربية في عملية التدخل البري.

وقد تسربت تكهنات -بحسب مصادر غربية- أن السعودية والإمارات قد تقبلان التدخل بريا خصوصا أنهما يشاركان جويا بطائراتهم، ولديهم جيوش تعدادها كبير، والأهم أن «الدولة الإسلامية» تهدد كلا البلدين لو استولت علي كل العراق.

تعاون عسكري مسبق

وما أثار تكهنات احتمالات مشاركة دول الخليج بقوات برية في الحرب علي «الدولة الإسلامية» ومشاركتهم في المؤتمر الدولي في أمريكا لهذا الغرض وتحديد الدور الذي يمكن أن تقوم به كل دولة، أنه سبق لوزير الدفاع الأمريكي «هيغل» أن ناقش قضايا إستراتيجية مع وزراء دفاع الخليج وقدم خلال اجتماع يوم 14 مايو/أيار الماضي مقترحات في عدة مجالات لحماية أمن الخليج وزيادة وتيرة التعاون العسكري، منها الدفاع الصاروخي والأمن البحري والأمن الإلكتروني.

فقد اقترح «هيجل» تخصيص مؤتمر رؤساء القوات الجوية والدفاع الجوي لمجلس التعاون الخليجي كمنتدى عسكري أساسي لدول مجلس التعاون الخليجي لسياسة الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمي، ودعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى تولي قيادة القوة البحرية المشتركة لعمليات الخليج.

كما اقترح إنشاء مبادرة في مجال الدفاع الإلكتروني بين الولايات المتحدة و«مجلس التعاون الخليجي» لكي تعجل بالتعاون، واقترح أن يطور «مجلس التعاون الخليجي» قضية المبيعات العسكرية الخارجية، والتي يمكن أن تدفع أولويات الدفاع الإقليمي قدمًا من خلال تسريع وتيرة التقدم في دول «مجلس التعاون الخليجي» نحو مزيد من العمل المشترك المتوافق بينها وإحداث تنمية أكثر تطورًا في ظل قوة متعددة الجنسيات.

أما أهم توصية فكانت المقترحات المقدمة لتوسيع نطاق المناورات والأنشطة المشتركة للجيوش وكانت جزءا من المناقشة التي قادها الجنرال «لويد جيه أوستن الثالث»، قائد القيادة المركزية الأميركية مع القادة العسكريين بالخليج، وتضمنت تنسيقات مشتركة بين الجيش الأمريكي وهذه الجيوش بما يعني أن التنسيق في معارك ضد الدولة الإسلامية أو أي خطر أخر شبه جاهز.

بل أن «هيجل» أقترح حوارًا سنويًا للتشاور الأمني مع دول الخليج، وأن يكون بمثابة العمود الفقري لتجديد التعاون بين جميع دول «مجلس التعاون الخليجي»، وذكر أن الولايات المتحدة مصممة على دعم دول الخليج لتطوير أدوارها على المسرح العالمي.

التوقعات تشير بالتالي لأن ما سينتج عن اجتماع وزراء دفاع الدول الـ 22 بما فيها دول الخليج الأربعة سوف يحسم الحرب البرية ضد «الدولة الإسلامية» بعدما انتهي الشق الأول - الجوي - منها بفشل ذريع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التحالف الدولي الدولة الإسلامية مجلس التعاون أمريكا

«أوباما» لقادة جيوش التحالف: الحملة على «الدولة الإسلامية» ستكون "طويلة الأمد"

«أوباما» وقادة عسكريون من 20 دولة يبحثون خططهم لمواجهة «الدولة الإسلامية»