الولايات المتحدة لن تصل إلى ”تدمير“ تنظيم «الدولة الإسلامية» .. المهم أن ”تهزمه“

الجمعة 13 فبراير 2015 05:02 ص

في العاشر من سبتمبر/أيلول أعلن الرئيس «أوباما» للشعب الأمريكي عن أهداف الحرب الأمريكية على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام، حيث قال أن هدف الولايات المتحدة هو تدمير التنظيم تماما من خلال استراتيجية شاملة ومستمرة ضد الإرهاب.

وقد أشرت في عدة كتابات إلى أن الهدف الذي قاله «أوباما» غير قابل للتحقق وغير واقعي؛ حيث أن «بوش» و«أوباما» فقط هما الذان سبق لهما استخدام ألفاظ تدمير أو إزالة أو اجتثاث المنظمات الإرهابية وفشلوا تماما في كل مرة.

أنا أعتقد أنه من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تصل لـتدمير تنظيم الدولة، وبرأيي الذي أعلمت به مسؤولين في الخارجية و البنتاغون أن كلمة «تدمير» التي استخدمت كان من المفترض ألا تستخدم كلمة متطرفة مثلها.

عدد من الخبراء في البنتاغون ومن خارجه حاولوا إقناع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ألا يستخدموا كلمة «تدمير» واستبدالها بكلمة أقل تحديدا مثل «هزيمة».

لقد امتنع «جون آلان» المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة عن استخدام كلمة تدمير، وهذا ليس صدفة كما أنه لم يظهر استخدامه للكلمة على صفحات الويب التي نقلت نشاطاته.

كذلك فإن التشريعات التي وضعها السيناتور «بوب مينديز» بخصوص استخدام القوة ضد تنظيم الدولة استبعدت تماما كلمة «تدمير» مؤكدة استخدام كلمة «هزيمة» .

وأخيرا، خلال جلسة تأكيد تعيينه الأسبوع الماضي ليصبح وزيرا للدفاع، لم يستخدم «أشتون كارتر» كلمة «تدمير»، بل «هزيمة» عدة مرات، بما في ذلك في إجاباته لأسئلة أعضاء مجلس الشيوخ.: «بالتأكيد نأمل أن نتمكن من هزيمة داعش بسرعة. ولكن ذلك لن يكون هزيمة دائمة ما لم نحصل على البعد السياسي لهذه الهزيمة، فضلا عن الهزيمة العسكرية ».

وبينما يظهر «التدمير» أو «الهزيمة» قريبين في المعنى فإن هناك تميز واضح بينهما في المسار العسكري وفي الشعور العام، فأن «تهزم» يعني أن تمنع العدو من تحقيق أهدافه من خلال الفوضى والاستنزاف. بينما أن تدمره تعني أن تهزمه لدرجة تعطل فيها وظائفه ولا يستطيع إعادة بناء نفسه.

والمعنى الأخير يبدو أكثر صعوبة وأكثف مواردا ويبدو صعبا وحاسما، وهذا الاعتماد على هذه الكلمات كان سمة البيت الأبيض منذ 14 عاما لكنه ليس مبررا لـ«أوباما» أن يستمر في ذات الطريق.

في 12 أكتوبر/تشرين الأول كتبت تحت عنوان «على أوباما أن يغير استراتيجيته ضد داعش» واقترحت أن يكون الرئيس واقعيا وصادقا مع شعبه وأن يتوقف عن استخدام كلمة «تدمير».

لقد سعدت عندما رأيت أن مصطلح «هزيمة» تم اعتماده في استراتيجية الأمن القومي الجديدة للبيت الأبيض. وكذلك في خطاب «أوباما» التمهيدي الذي قال فيه أننا نقود 60 دولة لهزيمة تنظيم الدولة وتم تكرار ذلك في الصفحات 2، 10، 26 عند الحديث عن استراتيجية التحالف.

ومن الجدير ذكره أن هذه اللغة المحدثة ليست أكثر واقعية ، بل تتضمن بعدا أقل طموحا وبمعنى آخر أن على الأمريكيين ألا ينتظروا التخلص من داعش خلال الساعات القادمة.

ومع ذلك فإن الرئيس الأمريكي يستحق الإشادة عندما اعترف أنه ارتكب خطأ استراتيجيا في 10 سبتمبر/أيلول، عندما أعلن عن هدف استراتيجي لا يمكن تحقيقه، وهذه هي واقعية استراتيجية التغيير في السياسة الخارجية  التي ينبغي أن تقدر وتتضح لرؤساء الولايات المتحدة القادمين.

المصدر | ميكاه زينكو، مجلس العلاقلات الخارجية

  كلمات مفتاحية

التحالف الدولي الدولة الإسلامية أوباما جون ألان

استراتيجية الأمن القومي الأمريكي 2015: دروس مفيدة وكاشفة

قليل من الحلفاء كثير من الأعداء.. أخطاء فادحة للولايات المتحدة في اليمن وسوريا

«البنتاغون»: غارات التحالف استهدفت 3222 هدفا لـ«الدولة الإسلامية»

«أوباما» لقادة جيوش التحالف: الحملة على «الدولة الإسلامية» ستكون "طويلة الأمد"

استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ضد «الدولة الاسلامية» لا تبشر بالنجاح

أنشطة اجتماعية لـ«الدولة الإسلامية» في نينوى وسط جهود دولية لتجفيف منابع تمويل التنظيم