منذ ثلاثة أيام تجددت الاحتجاجات المناهضة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في مختلف أنحاء تركيا، ما أدى إلى مقتل 24 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين حتى يوم الخميس، وما زالت أعمال العنف مستمرة في منطقة «عين العرب كوباني» السورية على الحدود مع تركيا.
وأعلن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» توسيع الهدف الاستراتيجي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» من العراق إلى سوريا قبل شهر، لكن الأوضاع حاليا في معركة «كوباني» شمال شرقي محافظة حلب ذات الغالبية الكردية، تعكس الحرج الشديد التي تواجهه إدارة أوباما وغاراتها الجوية.
فمن جهة، يصعب منع هجمات التنظيم بمجرد الغارات الجوية. ومن جهة أخرى، يثير عدم رغبة الولايات المتحدة في التدخل في الحرب السورية شكوك دول الحلفاء.
وفي حال سيطر تنظيم «داعش» على منطقة «كوباني» بالكامل، يمكن أن يربط الرقة وحلب وغيرهما من المدن الأخرى التي يسيطر عليها، ما يجعله يحكم قبضته على الحدود بين سوريا وتركيا، التي تمتد لمئات الكيلومترات، ما يسهل على التنظيم نشر نفوذه داخل تركيا وبالتالي تفاقم تهديداته للمنطقة.
وتبدو استراتيجية «أوباما» في سوريا غير ناضجة حيث لم تحقق ضربات الولايات المتحدة والدول الشريكة الثمار المرجوة، ولا يزال التنظيم يوسع مكتسباته من الأراضي في سوريا.
وسبق أن أقر مراقبون بصعوبة تحقيق الأهداف المرجوة بالغارات الجوية فقط، في ظل وجود مسلحي «الدولة الإسلامية» بين المواطنين العاديين في التجمعات السكنية وعدم قدرة قوات المعارضة السورية على قتال التنظيم.
حتى أن «البنتاغون» اعترفت يوم الأربعاء بأن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة والدول الشريكة لا يمكنها وحدها أن تمنع متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» من السيطرة على بلدة «كوباني»، مشيرة إلى أن مفتاح هزيمة الدولة الإسلامية هو تدريب وتسليح قوات المعارضة السورية وهي خطة قيد النظر من قبل الحكومة الأمريكية.
واعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ايضا بأن الأمر سيستغرق وقتا لتدريب القوات البرية وتجهيزها على نحو ملائم.
وتضع مسألة تدخل التحالف الدولي في الحرب السورية الاستراتيجية الأمريكية إزاء سوريا على المحك، في ضوء الخلافات المستعرة بين واشنطن وبعض حلفائها، فمن المتوقع أن تنخرط الولايات المتحدة في الحرب ضد «الدولة الإسلامية» بشكل أعمق وأعمق ، لكن سياساتها في سوريا لا تبشر بالنجاح في دحر التنظيم.