التكلفة المرتفعة للحرب الجديدة

الاثنين 3 نوفمبر 2014 06:11 ص

كشف البنتاجون الأسبوع الماضي أن الحرب الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط قد كلفت دافعي الضرائب أكثر من نصف مليار دولار أمريكي منذ بدئها في أغسطس/أب الماضي. ولم يكلف الكونجرس نفسه عناء إجراء تصويتٍ على قرار منح إدارة «أوباما» الدخول في حرب أخرى.

ومع ارتفاع فاتورة الحملة العسكرية في العراق وسوريا، قد يلجأ الكونجرس لدراسة طبيعة الجهد المبذول والتمويل المناسب له أولاً قبل أن يُقدم على خطوة التصويت، لكنه بسبب السياسات غير المتزنة لميزانية وزارة الدفاع فإن الكونجرس قد ينأى بنفسه عن اتخاذ هذه الخطوة على الأقل على المستوى القريب.

وبحسب البنتاجون فإن الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ بدئها في أغسطس/أب الماضي حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم قد وصلت تكلفتها 580 مليون دولارا أمريكيا. ويدفع الجيش تكلفة الغارات الجوية مستفيدًا من ميزانية ”عمليات الطواريء الخارجية“؛ ذلك البند المرن في عملية تمويل الحرب على العراق وأفغانستان. وفي الوقت الذي أوشكت فيه الحرب في أفغانستان على الانتهاء بنهاية العام الجاري، فإن إدارة أوباما سعت لخفض هذا التمويل من حوالي 85 مليار دولار مُخصصة في عام 2014م إلى 59 مليار في عام 2015م. ولأن صنّاع القرار ليسوا قادرين على تمرير ميزانية في الوقت الحالي، فإن التمويل سيستمر على الأقل على الذي مستوى العام بموجب القانون ينتهي بنهاية ديسمبر، ولكن من المتوقع أن يُمدّ حتى حلول الربيع.

خطوة إقرار ميزانية جديدة للدفاع قد تُجبر صناع القرار على التروي وتقصي الحقيقة وراء العمل العسكري الذي وُصف في البداية بأنه إجراء دفاعي محدود قبل أن يعلن البيت الأبيض أنه من المحتمل أن يستمر لنهاية العام. وأيضًا قد تكون هذه الخطوة فرصة لإعادة النظر في السلطة القانونية محل الريبة التي يعتمد عليها البيت الأبيض بحسب «نيويورك تايمز».

وما زال مسئولون أمريكيون يحذرون من عدم إعطائهم إجابات واضحة ومُحددة بشأن الحملة العسكرية ضد «الدولة الإسلامية»، وهل تُمثّل تحوّلاً ضمنيًا أو رسميًا في السياسة الأمريكية تجاه حكومة الرئيس «بشار الأسد» في سوريا؟ لقد طالبت واشنطن برحيل «الأسد»، وأظهرت تأييدًا محدودًا للجماعات المتمردة التي تحارب الدولة. لكن يتحتم على الولايات المتحدة أن تُوضح طبيعة أهدافها فيما يتعلق بالأسد؛ بحسب ما يطالب به مسئولون بارزون أمريكيون.

ويصرح البنتاجون أن الحملة ضد «الدولة الإسلامية» سعت لإلحاق نكسات وهزائم بالتنظيم، لكنه ما زال قويًا، ويستمر في شن هجماته وغاراته على مناطق رئيسية في العراق وسوريا. وتطرق مسئولون عسكريون في الأسابيع الأخيرة للحديث باهتمام عن «خُراسان» – وهي مجموعة مسلحة أخذت حيزًا من اهتمامهم ونقاشاتهم في مراحل مبكرة من الضربات على سوريا – رأوا أنها تشكّل تهديدًا للولايات المتحدة. المعلومات الغامضة والمتناقضة – في بعض الأحيان – التي قدمتها الحكومة عن مجموعة «خُراسان»، والاستراتيجية الواسعة تُظهر أن هناك قدرٌ كبير من الارتجالية؛ وهو الأمر الذي يزيد القلق.

الأسابيع القليلة الأخيرة كشفت عن مخاطر المهمة العسكرية القائمة. ومن جانبهم؛ فإن مسئولين في البنتاجون أعربوا عن قلقهم من التقارير التي تفيد بأن عناصر «الدولة الإسلامية» تمكنوا من الحصول على صواريخ (أرض - جو) محمولة على الكتف؛ والتي بإمكانها إسقاط طائرة أمريكية. هذه العناصر المسلحة نجحت مؤخرًا في إسقاط مروحية عراقية؛ ونشر التنظيم المسلح في الآونة الأخيرة دليلاً إرشاديًا يشرح طريقة إسقاط مروحيات «أباتشي» باستخدام الصواريخ، الأمر الذي أزعج مسئوليين في البنتاجون خشية تعرض طائرات الولايات المتحدة من هذا الطراز للاستهداف.

ويتحمل الكونجرس مسئولية الأخذ بشكل أكثر جدّية الهدف طويل الأمد للمهمة العسكرية وتكلفتها المُحددة؛ بعد أن تجنب هذه المهمة طويلاً.

المصدر | نيويورك تايمز، هيئة التحرير

  كلمات مفتاحية

الكونجرس الدولة الإسلامية استراتيجية مواجهة تنظيم

الحرب على «داعش»: المسلحون يتقدمون واستراتيجية أمريكا الجوية يُرثى لها

استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ضد «الدولة الاسلامية» لا تبشر بالنجاح

التحالف من دون استراتيجية وبلا سوريين

تكلفة العمليات العسكرية ضد «الدولة الإسلامية» قد تبلغ 22 مليار دولار سنويا

الولايات المتحدة والأوربيون يحملون دول الخليج تكلفة الحرب على الإرهاب بالمنطقة