استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العرب من الثورة «الكبرى» حتى الحرب على «الإرهاب»

السبت 15 نوفمبر 2014 03:11 ص

منذ الثورة العربية (الكبرى) على العثمانيين في بدايات القرن الماضي، حتى الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام اليوم، لا يبدو أن شيئاً قد تغير في «الاستراتيجية العربية»؛ لمواجهة ما يهدد وجود العرب. تلك الاستراتيجية التي لم تولد يوماً.

قرابة المائة عام تفصل ما بين الحدثين، يثبتان أن العرب قادرون وبشكل لافت على تكرار الأخطاء ذاتها كل مرة، في طريقة مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تتهددهم، وبناء تحالفاتهم، وإدارة أوضاعهم وطموحاتهم.

قبيل الحرب العالمية الأولى، كانت أوضاع العالم العربي مزرية من الناحية السياسية، متغيرات عدة تراكمت لتجعل الثورة ضد العثمانيين أمراً حتمياً بغض النظر عن تدخلات بريطانيا أو طموحات «شريف مكة».

فمن جهة، تم تقييد سلطان «الباب العالي» في إسطنبول من حركة «تركيا الفتاة» في 1908، هذا التغيير الإصلاحي، أو الثورة الناعمة بتقييد سلطات الخليفة العثماني، زادت من نفوذ القوميين الترك في الدولة العثمانية، وهو ما أثر في سياساتها تجاه غير الأتراك ممن هم تحت سلطة الخلافة.

أبرز انعكاسات هذا التغيير في إسطنبول، كان فقدان شريحة كبيرة من السياسيين والعسكريين العرب في العراق وسورية نفوذها في السلطنة، وهو ما خلق شريحة واسعة متعلمة ومتذمرة من العثمانيين. شريحة ترسخ فيها الوعي القومي وكانت تدفع باتجاه الثورة ضد النفوذ العثماني في المنطقة.

المتغير الموازي كان صعود الحركات القومية العربية في العراق وسورية ومصر، كل هموم تلك الحركات يتمحور حول بناء تكتل عربي؛ لمواجهة الخلافة العثمانية، من أجل توحيد العرب تحت ظل دولة قومية واحدة.

هذا الشعور القومي المتنامي مهد للثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين في 1916، وإن لم يتبنَّ الشريف «حسين» آيديولوجيا عروبية بشكل صريح، بل تراوحت تبريراته الآيديولوجية لحكمه والثورة لاحقاً بين العروبة والإسلام. فكان يخاطب الأوروبيين والنخب في سورية والعراق بنفَس قومي، ويخاطب الشعوب العربية بنفَس ديني.

أهم سمات السياسية العربية في تلك الحقبة هي الانقسام، لم تكن هناك رؤية موحدة عربية للأحداث، قبيل الحرب العالمية الأولى كان القوميون العرب يتوسلون الشريف «حسين» إعلان ثورة ضد العثمانيين، لكنه لم يفعل، بل على العكس، دعم العثمانيين ضد الإدريسي الثائر ضد سلطة العثمانيين في جنوب الجزيرة العربية.

تشجع الشريف «حسين» للثورة ضد العثمانيين، عندما شعر ببوادر عزله من منصبه من الباب العالي، تحت وطأة نفوذ «تركيا الفتاة»، الحركة التي كانت تدفع باتجاه إنهاء الأوضاع الاستثنائية للشريف حسين في مكة، إذ تمتع باستقلال وقوة استثنائية مقارنة بالولايات العثمانية. ومع اشتعال الحرب العالمية الأولى وعرض البريطانيين الدعم العسكري والمالي للشريف «حسين»، مع ضمان الحكم له ولأولاده من بعده، أعلن حسين ثورته

هنا نجد تخاذلاً عربياً في مواجهة التحديات التي تواجههم، إضافة إلى انقسامات شديدة في ما بينهم، تفسح المجال للتدخلات الخارجية لإدارة شؤونهم بدلاً منهم. فيصبحون مع قوتهم متفرجين على الآخرين وهم يقررون مصائرهم، فمن تلك الحقبة إلى اليوم لم يتغير الكثير على تلك الأصعدة.

لو قام العرب بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام عندما كان تنظيماً صغيراً في عام 2010، ينتمي إليه بضعة آلاف لما كانت الحال على ما هي عليه الآن، إذ يعلن تحالف من أكثر من 50 دولة لمواجهة هذا التنظيم من دون فاعلية حتى اللحظة.

لو كان هناك موقف عربي موحد ضد الاحتلال الأميركي للعراق، لما حدث هذا الاحتلال، أو على الأقل لما كانت نتائجه بالكارثية التي أصبحت عليه اليوم، إذ يرسم مستقبل العراق تنافس إيراني-أميركي، وكأن العرب خارج المعادلة تماماً، العراق الموعود أميركياً بالديمقراطية والحرية، لم يجنِ بسبب سياسات الاحتلال إلا الطائفية والصراعات الأهلية، والانقسامات بناءً على ولاءات خارجية. فتركيا تنال نصيبها من التدخلات في العراق، وإيران تفعل، وأميركا تفعل، والعرب يتفرجون من على المدرجات.

هذه الأخطاء في العراق تكررت من قبلُ في لبنان، ومن بعدُ في سورية واليمن وليبيا وغيرها، إذ أصبحت التدخلات العربية في مجملها سلبية، بسبب غياب إستراتيجية عربية موحدة، ورؤية مستقبلية للمنطقة، إذ يعمل العرب ضد بعضهم البعض على مسارح الدول العربية المتوترة، بدل أن يتوحدوا بسياسية تدعم الديمقراطية والحرية والعدل في تلك الدول. هذه الفجوة أتاحت للنفوذ الأميركي والإيراني لعب دور هائل في المنطقة، وهو ما جعلهما أبرز المتكسبين من التغيرات في العالم العربي.

لا يبدو بأن المستقبل القريب يحمل بوادر أي تغييرات جوهرية في الوضع السياسي العربي الذي يعتريه الانقسام والتشرذم، لكن الغريب أنه بعد كل هذه الخيبات هناك من لا يزال يعول على النفوذ الدولي لترتيب أوضاع المنطقة لمصلحة العرب، تلك الآمال نفسها التي كانت معقودة على بريطانيا لدعم وحدة عربية، لتنتهي إلى تفاهمات «سايكس-بيكو» الشهيرة، و«وعد بلفور»، ليتم تقاسم العرب ومنح أراضيهم واستعمار أخرى كشأن أوروبي- أوروبي لا علاقة للعرب به.

يبدو وكأننا نواجه حالة مشابهة اليوم، وكأن شعار الحرب على «الإرهاب»، يتحول شيئاً فشيئاً إلى شأن أميركي-إيراني أكثر من كونه مسألة مسرحها العالم العربي. قد تنتهي هذه المرحلة من تاريخ العرب بتفاهم أميركي- إيراني يشبه تفاهمات فرنسا وبريطانيا في القرن الماضي، وعندها نعود لنضالات التحرر من الاستعمار، كما فعلنا في القرن الماضي.

  كلمات مفتاحية

الثورة العربية داعش استراتيجية العرب الدولة الإسلامية التحالف الدولي

«أوباما» لقادة جيوش التحالف: الحملة على «الدولة الإسلامية» ستكون "طويلة الأمد"

"شكرا لله على السعوديين": الدولة الإسلامية والعراق والدروس المستفادة

أميركا.. الدولة الإرهابية الرائدة

الثورة العربية المضادة وأسطورة تفرد الإسلاميين