السعودية توجه رسالة حادة لـ«علي سالم البيض» بعد تصعيد تحركاته الانفصالية باليمن

الثلاثاء 31 مايو 2016 05:05 ص

تناقلت وسائل إعلام يمنية وخليجية رسالة حادة وجهتها السعودية للرئيس اليمني السابق «علي سالم البيض»، تنتقد فيها تحركاته في الشارع اليمني الجنوبي، وإصراره على مطالب الانفصال وتغذيتها وسط الشارع الجنوبي.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد تعمدت السعودية إرسال هذه الرسالة في الذكرى السادسة والعشرين للوحدة اليمنية التي وافقت 22 مايو/ أيار الجاري، وبعد بث البيض بيانا يطالب فيه بالانفصال، ورجحت مصادر سعودية أن تكون هذه الرسالة وصلت عبر أشخاص ووصفت تحركات البيض بالطائشة واللامسؤولة، وأنها تخدم أهداف الحوثيين.

ونقلت وسائل الإعلام السعودية عن مسؤول سعودي القول إن الرسالة ذكرت أن المملكة تراقب تحركاتكم ومن يقدم لكم الدعم بغية تحقيق أهداف لا تخدم اليمنيين وتهدد أمن الخليج وإنها لن تقف متفرجة في مواجهة أي تحرك إيراني جديد في جنوب اليمن.

وأكد خبير عسكري سعودي صحة الرسالة ووصولها إلى «البيض»، حيث قال العميد «حسن الشهري» إن بيانا سعوديا وجه إلى «علي سالم البيض مفاده أن المملكة تراقب تحركاته الانفصالية وعلاقته بإيران.

وقال «الشهري» في حوار مع قناة سهيل المحلية اليمنية إن البيان السعودي الذي نشر في وسائل الإعلام وصل علي سالم البيض» وإن فحوى الرسالة تضمن أن ما يقوم به البيض» غير مقبول من جانب السعودية والتحالف وأن فصل الجنوب عن الشمال أمر خطير ولا يمكن السماح به.

وكان «البيض» الذي يقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أصدر بيانا عشية الذكرى السادسة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب، أكد فيه على مطلب الانفصال وإعلان فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب، وطرد المحتل اليمني، حسب تعبيره.

وهدد «البيض» بأن ما وصفه باحتلال الجنوب عسكريا وسياسيا لا يسبب خطرا على شعب الجنوب فحسب، بل على دول الجوار، داعيا دول التحالف لتلبية مطالب شعب الجنوب.

قصف معسكر للانفصاليين

وأثار قيام طيران التحالف العربي توجيه ثلاث غارات لمعسكر العر في يافع الأسبوع الماضي في محافظة لحج الكثير من الجدل، حيث قالت مصادر محلية، إن ثلاث غارات لطيران التحالف، استهدفت معسكر العر في يافع لحج، جنوبي البلاد، فجر الأربعاء الماضي.

وأفادت مصادر بأن المعسكر الذي تعرض للقصف كان سيشهد عرضا عسكريا لعناصر من الحراك الانفصالي الذي يتبع «علي سالم البيض».

وأفادت المصادر أن استهداف المعسكر جاء بسبب رفض قوات التحالف والسعودية بالذات إقامة العرض العسكري، من جانب تشكيل مسلح خارج عن سيطرتها، وأن لديها معلومات بأن هذا المعسكر يتبع البيض وتدعمه إيران.

وكان معسكر العر في يافع أحد المعسكرات التابعة لقوات الحرس الجمهوري، وسيطر عليه مسلحو الحراك في العام 2011، واستخدم كمعسكر تدريبي خلال الحرب التي اندلعت في أواخر مارس/آذار من العام الماضي.

وقبل أشهر، نقل مسلحو الحراك الجنوبي الانفصالي إلى المعسكر الواقع في مديريات يافع مدرعات إماراتية إلى مناطقهم، بعد مشاركتهم في السيطرة على عدن ولحج، إلى جانب قوات التحالف في يوليو/ تموز من العام الماضي.

وقال الخبير العسكري السعودي «حسن الشهري» إن قصف معسكر العر في يافع رسالة من التحالف والسعودية بأنهم ضد أي تشكيل مسلح خارج إطار الشرعية والوحدة اليمنية.

«البيض» والدعم الإيراني

ومع عودة الاتهامات لـ«علي سالم البيض» بالعلاقة مع إيران وتأجيج التحركات الانفصالية وتشكيل جماعات مسلحة داخل الجنوب تسعى لتحقيق ذلك الهدف، يتجدد الحديث حول استمرار علاقة البيض بإيران حتى اليوم وتقديم الدعم المالي والسياسي له، خاصة وأن «البيض» أقام في العاصمة اللبنانية بيروت لسنوات طويلة والتقى فيها مسؤولين إيرانيين وقادة من حزب الله أكثر من مرة، وظل يدير أعماله لسنوات من داخلها بعد انتقاله إليها من سلطنة عمان التي غادرها قبل سنوات إلى لبنان بعد أن ظل لاجئا فيها منذ عام 1994، بعد الحرب بين الشمال والجنوب التي انتهت بهزيمة «البيض والقيادات الجنوبية.

وكانت مصادر جنوبية مطلعة قالت إن «البيض» اتخذ بيروت خلال السنوات الماضية مركزا لتدريب أنصاره ومواليه من الحراك الجنوبي الانفصالي إعلاميا وسياسيا وعسكريا، ومنها أطلق قناة عدن لايف التي تروج للانفصال برعاية وتمويل إيراني وبإشراف مسؤولين من حزب الله.

وكان «البيض» ألمح في حوارات سبقت انقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح» على السلطة في اليمن إلى وجود علاقات مع عدة أطراف منها إيران من أجل فصل الجنوب عن الشمال.

وقال «نحن نبني علاقتنا مع أي طرف ليس على حساب طرف آخر، نبنيها على ما يخدم مصالح شعب الجنوب».

وقدمت الحكومة اليمنية أدلة ضد «علي سالم البيض» إلى لجنة العقوبات في الأمم المتحدة تؤكد ضلوعه في العمل على عرقلة العملية الانتقالية من خلال السعي لتقسيم اليمن وفصل شماله عن جنوبه وهوما أدى إلى صدور قرار من مجلس الأمن الدولي في عام 2013 يضعه ضمن المعرقلين للعملية السياسية في البلاد.

ومن ضمن الأدلة المقدمة على تورط «البيض» في تلقي الدعم من إيران وتسليح فصائل الحراك الإنفصالي، قالت إن «البيض أشرف شخصيا على تجنيد الشباب من فصائل الحراك وتدريبهم في إيران كما نسق لسفر بعض القادة البارزين في الحراك إلى إيران وهناك تلقوا دعما بالمال والسلاح مكنهم من إنشاء معسكرات خاصة بهم في مدن جنوبية».

ووجهت الحكومة اليمنية في وقت سابق اتهامات لقوات الحرس الثوري الإيراني بأنها تشرف على عملية تدريب للحوثيين في جنوب لبنان، عن طريق حزب الله.

 ويقول مراقبون يمنيون إنه لا يبدو أن نشاط «البيض» في تسليح وتمويل تشكيلات مسلحة داخل الجنوب قد توقف كما لا يبدو أنه جمد علاقته بإيران، وهو الأمر الذي يقلق السعودية بالذات.

 

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية علي سالم البيض إيران حزب الله

الإمارات تحقق مع «علي سالم البيض» لرفعه علم الانفصال فوق أراضيها

«الحراك الجنوبي» يتظاهرون بعدن للمطالبة بانفصال جنوب اليمن

«مجتهد»: أبوظبي تتبنى الانفصاليين في جنوب اليمن وترفض تسليم أسلحة للمقاومة

أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس اليمني الأسبق «علي سالم البيض» للعاصمة الرياض

«ستراتفور»: اليمن يتجه نحو الانفصال والأزمة الإنسانية تزداد تفاقما

دعوات لتشكيل «كيان جنوبي» انفصالي باليمن وسط دعم إماراتي كبير