للمرة الأولى.. روسيا و(إسرائيل) تجريان مناورات عسكرية مشتركة في المتوسط

الاثنين 13 يونيو 2016 06:06 ص

قال مصدر إسرائيلي مقرب من أصحاب القرار في تل أبيب إن مناورات عسكرية روسية إسرائيلية مشتركة ستجرى في البحر المتوسط قريبا.

وأكد موقع «ديبكا» الإسرائيلي استنادا لمعلومات استخباراتية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» اتفق خلال لقائه بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في السابع من الشهر الجاري بموسكو على توطيد العلاقات العسكرية بين الجانبين.

وأوضح المصدر أن هذا القرار يعتبر بمثابة قرار تاريخي، والذي يعني وقف اعتماد «إسرائيل» بصورة مطلقة على الولايات المتحدة فيما يخص الدعم العسكري.

وأشارت المصادر إلى أن «بوتين» و«نتنياهو» قررا إجراء مناورة عسكرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط خلال الصيف القادم لسلاحي البحرية، والجو الإسرائيلي والروسي كمرحلة أولى في إطار هذا التعاون العسكري.

وتعتبر هذه المناورات الأولى في التاريخ العسكري في الشرق الأوسط التي تنطلق فيها طائرات روسية من دولة عربية وهي سوريا من قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية وسفن حربية روسية ستبحر من قواعدها في طرطوس واللاذقية للمشاركة في مناورة مع طائرات حربية إسرائيلية وسفن حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي والتي ستنطلق من قواعدها في حيفا وأسدود.

وأوضح الموقع أن «بوتين» و«نتنياهو» قررا كخطوة أولى تحضيرا للمناورة المشتركة توسيع جهاز التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في أجواء سوريا.

وربط المصدر هذا القرار بشأن المناورات العسكرية بقرار آخر لـ«بوتين» و«نتنياهو» يتمثل في السماح لشركات الغاز الروسية بالمشاركة في العطاءات الخاصة بتطوير حقلي الغاز الإسرائيليين «لفيتان» و«تمر» في البحر الأبيض المتوسط، وبهذا فإن التعاون العسكري سيضع الأسس للشراكة السياسية والإقليمية والاقتصادية والدفاع عن ممتلكات وبنى الطاقة الإسرائيلية في المنطقة، لاسيما حقول الغاز.

وشدد المصدر على أنه في حال تمركزت السفن الحربية الروسية الضخمة بالقرب من المنشآت الإسرائيلية الغازية في المتوسط، فإن سوريا وإيران و«حزب الله» سيمتنعون عن التفكير في استهداف المواقع الإسرائيلية المحمية بسلاح روسي.

وذكرت المصادر أن التعاون بين القوات البحرية الروسية الضخمة، ذات السفن العملاقة وبين القوات البحرية الإسرائيلية الصغيرة والمبنية على سرعة الحركة والرد سيخلق في المستقبل نتائج هامة في الحفاظ على البنى البحرية في منطقة حوض البحر الأبيض بأسره، مع التركيز على منطقة قبرص واليونان، وتركيا و«إسرائيل».

تحول جوهري

إلى ذلك، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية النقاب، عن تحول جوهري في الاستراتيجية الإسرائيلية الخاصة بالتسليح، الذي يعتمد حتى الآن على شركات السلاح والمساعدات الأمريكية، واتجاه تل أبيب إلى بناء علاقات عسكرية مع موسكو، ربما تكون على حساب علاقاتها مع واشنطن.

ولفتت المصادر العسكرية إلى أن اللقاء الذي جمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، في موسكو مؤخرا، شهد اتفاقا إسرائيليا روسيا على تعزيز أوجه التعاون العسكري بين البلدين بصورة غير مسبوقة، مرجحة أن التطورات المقبلة قد تكشف أن تل أبيب لن تؤسس استراتيجياتها العسكرية بناء على علاقاتها مع واشنطن فحسب.

وشارك في الاجتماع بين «بوتين» و«نتنياهو»، كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، اللواء «هارتسي عهليفي، ورئيس الموساد «يوسي كوهين، وهو ما اعتبر مؤشرا آخر على تعميق العلاقات بين تل أبيب وموسكو على الصعيد الاستخباراتي.

ويعتبر خبراء أن التعاون العسكري بين روسيا و«إسرائيل» سوف يخلق أساسا لتعاون إقليمي واسع، على الصعيد الاقتصادي والدفاع عن ثروات الغاز ومصادر الطاقة بالبحر المتوسط، طالما أن شركة «غازبروم» ستكون شريكا في تطوير الحقول الإسرائيلية.

وأكد الخبراء  أن تلك هي المرة الأولى التي تجري فيها «إسرائيل» وروسيا مناورات عسكرية مشتركة، لذا ينبغي أن يسبقها ترتيبات واسعة وتحديد آليات تنفيذ المناورات والمهام وتقسيم الأدوار بين الجانبين، ومسارات الحركة الجوية والبحرية، وأي أهدف ينبغي أن تشملها المناورات، فضلا عن تنسيق وسائل الاتصال وتقاسم المعلومات.

  كلمات مفتاحية

روسيا الولايات المتحدة إسرائيل مناورات البحر المتوسط فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو

«أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي: «السيسي» يسعى لسلام «دافئ» معنا يستفيد منه الخليج

‏«هرتسوغ»: (إسرائيل) تقيم تعاونا دبلوماسيا مع دول خليجية والمغرب ومصر

هل أصبح السلام الدافئ مع إسرائيل طموحاً عربياً؟

«عشقي»: هناك فرصة تاريخية للسلام مع (إسرائيل) في عهد الملك «سلمان»

«بوتين» يعيد دبابة إسرائيلية شاركت بمعركة مع الجيش السوري في لبنان عام 1982

(إسرائيل) تتسلم أسطولا من المقاتلة المتطورة «إف-35» الأمريكية