«عشقي»: هناك فرصة تاريخية للسلام مع (إسرائيل) في عهد الملك «سلمان»

الأحد 5 يونيو 2016 04:06 ص

اعتبر الجنرال السعودي المتقاعد ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة «أنور عشقي»، أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز السلام مع (إسرائيل) خاصة في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز».

وقال «عشقي» خلال مقابلة له مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «هناك فرصة حقيقية لبلوغ السلام، وأن كافتنا هنا نريد التسوية»، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك فرصة لتحقيق سلام شامل وحقيقي من خلال مبادرة السلام العربية بعهد الملك السعودي الراحل (الملك عبدالله بن عبد العزيز) المبادر لها أصلا.

وتابع «أما اليوم وبعهد الملك الحالي سلمان فهذا ممكن نتيجة تغير الظروف والاحتمالات تحسنت كثيرا»، بحسب ما نقلت صحف عربية عن المقابلة.

وردا على سؤال حول التغييرات الإقليمية الكبيرة التي تعصف بالمنطقة منذ طرح مبادرة السلام العربية، قال «عشقي» إن «السعودية أيضا قد تغيرت وإن ملكها الجديد يبعث بإشارات لإسرائيل حول إصراره لتحقيق السلام».

وأضاف «لدينا مصالح مشتركة ونستطيع بسهولة تحديد أعداء مشتركين».

 وكشف أن السعودية أرسلت لحكومة (إسرائيل) قبل عامين طلبا بضرورة الاعتراف بمبادرة السلام العربية، لافتا إلى أنه تلقى جوابا واحدا متكررا مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو يعد بإعلان تبنيه لها.

وأضاف «على خلفية استنكاف نتنياهو عن ذلك عزلت إسرائيل ذاتها وهي اليوم أمام حملة مقاطعة دولية وبحالة سيئة».

وتابع «عشقي» قائلا إن «السعودية بحال أوفى نتنياهو بوعده ستبادر لعملية تشجع دولا عربية للبدء بالتطبيع مع إسرائيل مما سينعكس إيجابا على علاقاتها مع مصر والأردن ودول أخرى».

وأضاف «قريبا ستبدأ السعودية ببناء جسر يوصل بين آسيا وأفريقيا وفي منطقة مضائق تيران سنبني منطقة تجارية حرة وبحال تبنت إسرائيل مبادرة السلام العربية سندعوها لتكون شريكة بالسوق الحرة وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة . كما سترون مسؤولين سعوديين وإسرائيليين بلقاءات علنية وستكون الرياض فعالة».

وبسؤال «عشقي» عما إذا كان يصدق فعلا أن (إسرائيل) توافق على الانسحاب من الضفة الغربية، قال إنه «بعد إعلان نتنياهو خلال الأيام الماضية أن مبادرة السلام العربية تنطوي على مركبات إيجابية يمكن التفاوض على نقاط خلافية والتوصل لتفاهمات تريح كافة الأطراف».

 وأضاف «بحال لم يتحقق السلام بفترة نتنياهو فلن يتحقق أبدا ومعا نفقد فرصة تاريخية لا تتكرر».

وعبر «عشقي» عن ثقته بالإسرائيليين الذين يلتقيهم قائلا إنهم «لا يكذبون رغم الاختلافات بوجهات النظر».

وردا على سؤال إذا ما كان «عشقي» مبعوثا اكتفى بالقول إنه يدير لقاءات مع إسرائيليين، «لكن السعودية لم تنتدبني للتفاوض».

وردا على سؤال حول ما إذا كان قلقا من تعيين «إيغيدور» ليبرمان وزيرا للدفاع، قال «عشقي» «خسارة على يعلون (الوزير السابق) بعد الطريقة التي أطيح بها فهو قوة موازنة ومعتدلة. ليبرمان لا يقلقني ولا يقلق الرياض، والبعد الإيجابي لدى ليبرمان أن المتشددين سيؤيدون السلام ويسيرون خلفه بحال وافق على مبادرة السلام العربية».

وزعم «عشقي» أن 75% من الإسرائيليين يريدون السلام ولذا سيهتمون بأنها لن تسقط.

وخلص للتأكيد أن السعودية اليوم وبعكس الماضي مستعدة للتباحث حول طلبات (إسرائيل) بتعديل بعض بنود مبادرة السلام العربية، مشددا على أن تحقيق السلام معها مصلحة إستراتيجية للرياض.

وكان وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، قال الجمعة، إن «مبادرة السلام العربية» ما زالت «أفضل عرض» لتسوية القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه «غير قابلة» للتعديل أو التخفيف.

وأضاف «الجبير» خلال مؤتمر دولي في باريس يهدف لإنهاء الجمود الحالي في محادثات السلام الفلسطينية «الإسرائيلية»، إن مبادرة السلام العربية هي «أفضل عرض لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبها كافة العناصر المطلوبة لتسوية نهائية».

وأضاف أن «المبادرة مطروحة على مائدة المفاوضات وتمثل أساسا قويا لحل النزاع الطويل»، معبرا عن أمله في أن تسود الحكمة في «إسرائيل»، وأن تقبل بهذه المبادرة.

وتدعو مبادرة السلام العربية 2002 إلى حل الدولتين على أساس انسحاب (إسرائيل) إلى خطوط الهدنة قبل عام 1967، وجعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في مقابل إقامة علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع (إسرائيل).

كما تدعو المبادرة للتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتم الاتفاق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

وحديث «عشقي» حول (إسرئيل) والمصالح المشتركة مع (إسرائيل) ليس جديدا، ففي أبريل/نيسان الماضي، قال «عشقي»، إن الرياض ستقدم على إنشاء سفارة لها في (إسرائيل) إذا قبلت تل أبيب مبادرة السلام العربية المطروحة عام 2002.

وأوضحت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن «عشقي» سئل خلال مقابلة مع فضائية الجزيرة «متى ستفتح السعودية سفارة لها في إسرائيل؟ فأجاب: «عليك أن تسأل نتنياهو(رئيس الوزراء الإسرائيلي)».

وأضاف أنه «إذا أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه يقبل المبادرة العربية، فالمملكة سوف تبدأ على الفور في إنشاء سفارة لها في تل أبيب».

و«عشقي» البالغ من العمر 73 عاما، يعمل رئيسا لمركز الشرق الأوسط في جدة للدراسات الاستراتيجية والقانونية والمستشار السابق للأمير السعودي والسفير في الولايات المتحدة، «بندر بن سلطان».

ويعتبر مراقبون «عشقي» بمثابة القناة السعودية الرسمية مع الإسرائيليين، والمكلف بملف العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أنه ليس من المعقول أن يلتقي الجنرال «عشقي» مسؤولين وخبراء إسرائيليين ويدلي بتصريحات يشيد فيها بـ«نتنياهو» وقوته وواقعيته، دون أن يأخذ الضوء الأخضر، بل التوجيه، من قبل الحكومة السعودية وقيادتها.

وفي وقت سابق، أكد مصدر في الخارجية السعودية أن « عشقي»، ليس له علاقة بأي جهة حكومية في المملكة ولا يعكس كلامه وجهة نظر الحكومة وأن آراءه تعبر عن وجهة نظره الشخصية.

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل مبادرة السلام العربية أنور عشقي

«أنور عشقي» لـ«يديعوت أحرونوت»: السعودية و(إسرائيل) لديهما مصالح مشتركة

«أنور عشقي»: السعودية ستبني سفارة لها في تل أبيب إذا قبلت مبادرة السلام

«نتنياهو»: نرغب في السلام مع الفلسطينيين على غرار مصر والأردن

السعودية: «خاشقجي» و«عبيد» و«عشقي» لا يعبرون عن موقف المملكة الرسمي

«عشقي» ينفي تطبيع السعودية مع «إسرائيل» ويؤكد عدم لقائه أي مسؤول رسمي لها

«لاريجاني»: السعودية زودت «إسرائيل» بمعلومات استخباراتية خلال عدوانها على لبنان في 2006

للمرة الأولى.. روسيا و(إسرائيل) تجريان مناورات عسكرية مشتركة في المتوسط

«نتنياهو» «لا يوافق أبداً» على مبادرة السلام العربية كأساس للمفاوضات

22 نائبا بالكنيست يرفضون مبادرة السلام العربية

وفد سعودي بقيادة «عشقي» زار (إسرائيل) والتقى مسؤولين وأعضاء بالكنيست

«خاشقجي» يدين زيارة «عشقي» لدولة الاحتلال

غضب إلكتروني من زيارة جنرال سعودي سابق لـ(إسرائيل).. و«عشقي»: كانت لفلسطين

فصائل فلسطينية تدين زيارة «عشقي» لـ(إسرائيل)

خارجية الاحتلال تعلن تفاصيل زيارة «عشقي» لـ(إسرائيل).. والإذاعة العبرية: نواب بالكنيست قريبا في السعودية

«عشقي» لتليفزيون الاحتلال: السعودية تريد التعايش بين العرب و(إسرائيل) و«نتنياهو» رجل قوي

«و.س. جورنال»: علامات التغيير الكبير في زيارة الوفد السعودي إلى القدس