الحرس الثوري الإيراني يخوض معارك مع معارضين في بلوشستان وكردستان

الثلاثاء 14 يونيو 2016 10:06 ص

تناقلت وكالات الأنباء الإيرانية تقارير عن معارك شرسة بين مجموعات معارضة والقوات الأمنية الإيرانية في منطقتي كردستان وبلوشستان المتوترتين.

ومن جانبها، رفضت مصادر كردية وبلوشية رواية الإعلام الرسمي عن تلك الأحداث، مهددة بنشر تفاصيل ما شهدته الإثنين مدينتي سردشت الكردية شمال غرب البلاد، وخاش البلوشية جنوب شرق إيران.

وكان إمام جمعة أهل السنة «عبد الحميد إسماعيل زهي»، ذكر خلال مناسبة دينية قبل أيام، أن السلطات الأمنية تمارس قيودا على مناطق أهل السنة وتمنعهم من ممارسة شعائرهم في شهر رمضان.

وجاء في بيان للحرس الثوري الإيراني أن معارك «شرسة» دارت صباح الإثنين بين عناصره وقوات من حزب حياة كردستان الحرة «بيجاك» شمال غرب البلاد.

وبحسب ما ذكر الموقع الإعلامي للحرس الثوري «سباه نيوز» أنه قتل 5 من جماعة «بيجاك» في كمين شمال غرب البلاد بمنطقة سردشت في المثلث الحدودي بين إيران وتركيا والعراق.

وأشار البيان إلى أنه ثأر لثلاثة من قتلاه سقطوا خلال معارك جرت الشهر الماضي بنفس المنطقة.

في السياق نفسه، قال قائد القوات البرية في الحرس الثوري «محمد باكبور» إن قائد بيجاك الميداني قتل في معارك أمس.

يشار إلى أن الحرس الثوري خلال السنوات الأخيرة تحمل خسائر كبيرة في صفوفه خلال معارك مع حزب بيجاك الكردي الأبرز حضورًا بين مجموعات المسلحة الكردية المعارضة للنظام الإيراني.

في المقابل، نفى عضو مجلس قيادة حزب الحياة الحرة «بيجاك باران بيركان في اتصال مع  صحة التقارير التي تناقلتها وكالات أنباء الحرس الثوري عن «باكبور» قائلا إنه لا يمكن كشف تفاصيل دقيقة عن المعارك، نظرًا لصعوبة الوصول إلى المنطقة واستمرار تبادل إطلاق النار بين الجهتين.

وذكر البيان أن الحرس الثوري في معارك شرسة دارت في «سردشت» غنم «كميات كبيرة من الذخائر والعتاد ووثائق». وعلى خلاف ما ذكرته وكالة «تسنيم» التابعة لمخابرات الحرس الثوري ذكرت وكالة فارس، نقلاً عن باكبور، أن قواته قبضت على أسلحة خفيفة كانت بحوزة المقاتلين.

في هذا الصدد، حذر البيان أهالي المنطقة من تقديم مساعدات إلى مقاتلي كردستان، مهددًا بالرد على أي تحرك يهدد أمن قواته في المنطقة.

وكان الرئيس الإيراني «حسن روحاني» زار المنطقة قبل أسابيع واعترف «روحاني» ضمنا خلال زيارته تلك المناطق بوجود اضطهاد عرقي وطائفي، مطلقا جملة من الوعود، من ضمنها الاعتراف بحقوقهم الثقافية، وتعليم لغة الأم، وتحسين الأوضاع المعيشية في مناطق أهل السنة التي تقر الإحصائيات الإيرانية بأنها الأكثر حرمانًا، مقارنة بالمناطق الإيرانية الأخرى.

وفي جنوب شرق البلاد قال المتحدث باسم الأمن الإيراني «سعید منتظر المهدي» أن 6 على الأقل سقطوا في معارك دارت مع جماعة جيش العدل المعارضة في مدينة خاش بإقليم بلوشستان.

وأفادت وكالة «تسنیم» ‌في تقاريرها الأولية الإثنين ، نقلا عن «منتظر المهدي»، بأن المعارك لم تنته، مؤكدا أنها متواصلة، وقال أن الشرطة قتلت 5 منهم أثناء قيامهم بـ«عملية تخريبية»، مشيرا إلى أن قوات الأمن الإيرانية ضبطت «كمية كبيرة من المتفجرات» في خاش. 

وفي حين تحدثت وكالات الأنباء عن استمرار تبادل إطلاق النار بين الطرفين، ذكر موقع «عصر هارون المحلي»، نقلاً عن قائد شرطة بلوشستان «حسين رحيمي»، أن ستة من جماعة جيش العدل قتلوا في الاشتباكات وأن اثنين آخرين تمكنا من الهروب. وقال «رحيمي» أن ضابطا من قوات الأمن قتل خلال المواجهات.

ورغم أن وكالة تسنيم ذكرت أن المسلحين هاجموا مراكز أمنية فإن وكالة الأنباء الرسمية «إيرنا» ذكرت أن «قوات الأمن كانت على علم مسبق بدخول مجموعة إرهابية من الحدود الباكستانية».

وذكر موقع «عصر هامون المحلي» أن الشرطة بمدينة خاش طلبت قوات إضافية من المدن الأخرى في محافظة بلوشستان بسبب شدة المواجهات.

وتابع «رحيمي» أن عمليات قواته مستمرة بحثا عن مطلوبين بلوش، وأشار الموقع إلى أن 8 مسلحين هاجموا مركزا أمنيا بمدينة خاش وبادروا بإطلاق النار.

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في تقريرها أن المعارك جرت بين مدينتي سراوان وخاش اللتين تشهدات توترا أمنيا كبيرا في الآونة الأخيرة.

في المقابل، رفض مسؤول العلاقات العامة في حركة «جيش العدل» البلوشي، إبراهيم عزيزي» صحة ما ذكرته البيانات الرسمية الإيرانية، نافيا أن تكون المواجهات مع عناصر «جيش العدل» البلوشي.

وتابع «عزيزي» أن عناصر جيش العدل لا توجد في المناطق التي جرت فيها معارك أمس، مرجحا أن تكون مجموعات بلوشية معارضة أخرى توجد في تلك المناطق وراء الهجوم على الحرس الثوري، مرجحا أن تكون جماعة «أنصار الفرقان» البلوشية الجهة التي تبادلت النار مع الأمن الإيراني.

وقبل أسبوع، أعلن بيان لجيش العدل البلوشي أنه استهدف نقطة «سيب سوران» الحدودية للحرس الثوري، مؤكدا وجود خسائر كبيرة بصفوف القوات الإيرانية، وقال بيان الحركة إنه لم يتسن التأكد من عدد القتلى والجرحى في صفوف تلك القوات.

يشار إلى أن الأمن في بلوشستان يعد من مهام الحرس الثوري الداخلية منذ مقتل مساعد قائد القوات البرية العمید «نور علي شوشتري» في تفجير استهدفه برفقة قادة الحرس الثوري أكتوبر (تشرين أول) 2009.

وکان قائد القوات البریة في الحرس الثوري «محمد باكبور» زار بلوشستان في منتصف أبريل (نيسان) الماضي معلنا أن الحرس الثوري ضم إلى ميليشيا الباسيج 9 آلاف من الشيعة والسنة للسيطرة على الأوضاع الأمنية في ظل تنامي نشاط المجموعات البلوشية المسلحة الرافضة لسياسات وجود الحرس الثوري في تلك المناطق.

  كلمات مفتاحية

إيران بلوشستان كردستان

بالفيديو: «أنصار الفرقان» تعلن إسقاط مروحية تابعة للحرس الثوري في بلوشستان

مُعارض إيراني: 100 ألف مقاتل من بلوشستان جاهزون لدعم «عاصفة الحزم»

إيران تمنع زعيم أهل السنة في بلوشستان من السفر إلى السعودية لحضور مؤتمر حول الإرهاب

تمرد الأقليات في إيران: هل تتجرع طهران «كأس السم» الذي تسقيه لدول المنطقة؟

إيران تعلن إحباط سلسلة تفجيرات في طهران وعدة محافظات

إيران تنتهك سيادة العراق باستهداف «الحرس الثوري» لمدنيين في إقليم كردستان

حكومة إقليم كردستان تطالب إيران وتركيا بالتوقف الفوري عن قصف المناطق الحدودية

هل تنفجر إيران؟

طهران تعلن اعتقال 40 شخصاً بدعوى التخطيط لشن هجمات على الجيش