استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بين تطرفين

الخميس 16 يونيو 2016 06:06 ص

دونالد ترامب الذي بات – على الأغلب – مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية لا يريد دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. الرجل الذي هاجرت أمه – وليس أجداده القدماء – قبل عقود قليلة من الزمن إلى الولايات المتحدة، لا يحب أن يرى المسلمين في بلاده، ويريد ان يبني سوراً بينه وبين المكسيكيين. بالطبع لا ينسى ترامب أن يؤكد – بحسه التجاري – بأن بناء السور سوف يكون على نفقة المكسيكيين أنفسهم.

عاد ترامب منتصف الأسبوع الحالي ليقول إن هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة «حصان طروادة» إسلامي يمكن أن يقوض أسس الأمة الأمريكية ومبادئها، التي – لسوء حظها – أصبح ترامب داعيتها الناجح الذي يحصد الأرباح في سوق المال والانتخابات والقيم على السواء.

لا يبدو أن ترامب يختلف كثيراً عن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، في ما يتعلق بحذلقاته، ومحاولاته الخوض في مواضيع متشعبة، حيث يقع في الخطأ. كما لا يبدو أنه مختلف عن المدرسة التعيسة التي عبر عنها جورج بوش أثناء فترتي رئاسته التي امتدت من 2000 إلى 2008.

قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز فيها جورج دبليو بوش بفترة رئاسية ثانية، هدد أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» في حينه الأمريكيين، بأنهم سيدفعون ثمناً غالياً في ما لو أعادوا انتخاب بوش للمرة الثانية. كانت النتيجة فوزا قوياً لبوش على منافسه الديمقراطي جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية الحالي، وعلى عكس انتخابات 2000 التي يقول الكثير من الأمريكيين إن بوش لم يكن الفائز فيها، ولكنه تحايل باللجوء إلى القضاء، وسرق البيت الأبيض من مرشح الديمقراطيين ألبرت آل غور. 

المهم أن خطاب زعيم «القاعدة» آنذاك كان له أثر عكسي تماماً، حيث صبت تهديداته في صالح الجمهوريين، وفاز بوش الابن، إلى درجة أن الديمقراطيين قالوا حينها: إن بن لادن كان أعظم من صوت لصالح جورج دبليو بوش.

واليوم تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب بعد مجزرة «عمر متين» في فلوريدا الأمريكية، حيث خرج ترامب مكرراً دعوته إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وزيادة العمليات العسكرية في هذا الصدد، وإن كان زاد أخيراً – في نفاق واضح – أنه «صديق المثليين»، في محاولة بائسة للمتاجرة بدماء ضحايا أورلاندو، التي يبدو أن الحس التجاري لترامب يلح عليه لاستغلالها سياسياً.

لا يحتاج ترامب إلا إلى عملية إرهابية إضافية عشية الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، ليدخل على هيئة الفاتحين العظام من أوسع أبواب البيت الأبيض. تفجير هنا أو إطلاق نار هناك، يقوم به مسلم، في أمريكا سيكون أكبر مكاسب ترامب في بورصة الانتخابات المقبلة.

وبما أن العملية أفادت ترامب، فإن هيلاري كلنتون لا تريد أن يفوتها نصيبها من «حفلة اللطم والربح»، فخرجت تحمل المسؤولية للسعودية وقطر والكويت، عما جرى، في محاولة مكشوفة من «الديمقراطية المعتقة» للعزف على الأوتار ذاتها التي يعزف عليها «الجمهوري ترامب».

المشكلة أن أمثال السيد «متين» يعيشون حياة ملذات خالصة، من ارتياد الملاهي الليلية، وتعدد العلاقات الغرامية، واتباع النموذج الغربي في المأكل والمشرب والملبس واللهو، وعندما يقررون فجأة أن يتوبوا، فإنهم يتوجهون إلى أقرب ملهى ليلي أو دار سينما أو متحف، ليفجروه تكفيراً عن حياتهم الماضية التي يريدون التخلص منها، مع أن بإمكانهم أن يبدأوا حياة مختلفة وخيرة من دون هذه التصرفات الإجرامية.

تشير التقارير المقبلة من الولايات المتحدة إلى أن السيد متين كان زبوناً دائماً لمدة 3 سنوات في النادي الليلي للمثليين الذي استهدفه الأحد الماضي، وكان زبوناً مزعجاً وكانت لديه طاقة هائلة من العنف الجسدي ضد زوجته التي طلقها، وضد زبائن الملهى.

على كل قرر «متين» أن يتوب بالدم، وأن يعود إلى الله على جثث زملائه الذين كان واحداً منهم إلى فترة قريبة، حسب بعض هؤلاء الزملاء، وكأن أبواب الله لا يفتحها إلا الدم! 

وعودة إلى سيئ الذكر ترامب، فإنه يرى أن الإسلام دين العنف والقتل والإرهاب، كرجال «داعش» الذين يرون أن الإسلام دين الحزام الناسف والذبح والتفجير، من دون فرق يذكر بين مدرستين في التطرف: إحداهما باسم الغرب، والأخرى باسم الإسلام، بما يؤكد أن الترجمة التي يؤمن بها «التطرف الإسلامي» للإسلام، لا تختلف كثيراً عن الترجمة التي يعتقدها «التطرف اليميني» في الغرب والولايات المتحدة عن هذا الدين.

وهنا يجب الإشارة إلى أن «التطرف الإسلامي» هو عصا «التطرف اليميني» في أوروبا والولايات المتحدة، وأن رصاصات المسلم عمر متين وجهت إلى صدر الإسلام، قبل أن تصيب ضحاياها في أورلاندو الأمريكية.

٭ د. محمد جميح كاتب وأكاديمي يمني. 

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الحزب الجمهوري انتخابات الرئاسة الأمريكية الولايات المتحدة جورج دبليو بوش أسامة بن لادن تنظيم القاعدة

«الإسلاموفوبيا» بين دونالد ترامب وصادق خان!

«أوباما» ساخرا: خبرة «ترامب» الخارجية في امتلاك مسابقات ملكات الجمال

«كلينتون» أم «ترامب»: كيف ينظر السعوديون إلى الانتخابات الأمريكية؟

«ترامب»: على المسلمين بذل المزيد لمنع الهجمات الإرهابية

«ترامب» يتعهد بترحيل اللاجئين السورين حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة

معنى التسامح وقبول الآخر