أوضح مقطع فيديو تم تسجيله لشاب سعودي حديث التخرج أنه يعاني من عدم إيجاد وظيفة مناسبة في مجال النفط داخل المملكة العربية السعودية والتي هي أكبر مصدر للنفط في العالم.

وقال الشاب السعودي «سهل الزيدي» في فيديو نشرته شبكة BBC إنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود تخصص هندسة بترول وغاز طبيعي، حاول التقدم للعديد من شركات النفط لإيجاد وظيفة مناسبة إلا أنه فوجئ بأن هذه الشركات تستغني عن عمالتها الموجودة بسبب أزمة هبوط الأسعار التي تعرض لها النفط.

وأضاف أنه تقدم عبر الإنترنت لحوالي 80 شركة وأرسل سيرته الذاتية نحو 150 مرة لكنه لم يحصل أي رد مطلقا.

وأوضح الشاب أنه قرر أن يتقدم بشخصه لشركات النفط وأن يذهب لمقابلة قسم الموارد البشرية مباشرة دون اللجوء للبريد الإلكتروني، إلا أنه صدم لصعوبة الوصول لأقسام الموارد البشرية في الشركات.

وقال «الزيدي» إن طموحه هو الحصول على وظيفة مناسبة، ولكن ما فوق طموحه هو أن يتمكن من الوصول لقسم الموارد البشرية في هذه الشركات، مبينا أنهم يقبعون في قصورهم العالية.

وأشار الشاب إلى مقطع الفيديو الذي نشر مؤخرا على الإنترنت والذي قام فيه شاب سعودي أخر بإحراق شهادة تخرجه من كلية طب الأسنان لعدم إيجاده وظيفة.

وذكر «الزيدي» أنه يعاني من البطالة منذ ما يقارب 18 شهرا، قائلا بتهكم «أصبحت أمتلك خبرة جيدة في البطالة حوالي سنة وشهرين».

واختتم الشاب حديثه قائلا إنه لا يرى لنفسه مستقبلا في ظل عدم وجود وظيفة يعمل بها، وقرر أن يتجه للبحث عن وظيفة في مجال النفط في دولة الكويت.

وقد أثر انخفاض أسعار النفط على عدد من قطاعات الاقتصاد مثل العقارات والخدمات.

وتحدثت مصارف خليجية عن تراجع محدود في الطلب على التسهيلات المصرفية، لكنها لم تفرض أي ضوابط مشددة على التمويل أو القروض الشخصية.

وشهدت أسعار العقارات والإيجارات في السعودية تراجعا بنسبة تتراوح بين 10% و30%، مع توقعات بانخفاض المشاريع خاصة الكبرى بنسبة 30%.

وتأخر الكثير من المقيمين في الخليج في الادخار بفعل النمط الاستهلاكي، كما أن 85% من الأسر السعودية لا تدخر شيئا وتلجأ إلى تسييل مدخرات سابقة.

وسجلت النفقات المرتبطة بالأنشطة الترفيهية وسوق السفر تراجعا محدودا بداية عام 2016.

ويشكل المغتربون في دول الخليج نحو ثلث إجمالي السكان، وتقول الأرقام إنهم حولوا إلى بلدانهم العام الماضي نحو 100 مليار دولار، لكنها تشير أيضا إلى أن هذه التحويلات سجلت تراجعا نسبيا هذا العام لأسباب تتعلق بضغوط سوق العمل.

ويقول استشاري السلوك الاستهلاكي واقتصاديات الأسرة «صلاح الجيماز» إن الأخبار المتكررة عن تقشف قادم وتراجع أسعار النفط أحدثت صدمة نفسية للناس بالخليج، وهو ما جعل البعض يغير نمطه السلوكي، بينما يجد آخرون صعوبة في ذلك، مشيرا إلى أن المقيمين أكثر استعدادا لذلك من المواطنين الخليجيين.