هل يمكن أن نرى صداما بين الطائرات الأمريكية والروسية فوق سوريا؟

الاثنين 27 يونيو 2016 04:06 ص

كم من الوقت سننتظر حتى نري صداما عنيفا بين الطائرات الأمريكية والروسية فوق سماء سوريا؟، يبدو أن هذا الاحتمال «مرجح بقوة» بعد أحدث مواجهة في سلسلة المواجهات بين الطائرات الأمريكية والروسية التي وقعت في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قصفت الطائرات الروسية مقاومين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة.

و قد غضب البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) من الهجوم الذي شنته طائرات روسية على قوات حليفه لها على الحدود السورية مع الأردن، وبعدما كادت مواجهة تقع بين المقاتلات الأمريكية والروسية في أول اشتباك جوي فوق سوريا، بعدما اعترضت المقاتلات الأمريكية، نظيرتها الروسية، ومنعتها من قصف حامية عسكرية دربتها الولايات المتحدة عند معبر «التنف»، السوري العراقي الأردني.

حيث اعترضت مقاتلات أمريكية FA-18، الطائرات الروسية التي كانت تقصف حامية «التنف» على الحدود الأردنية، التي يوجد بها قوات سورية معارضة دربتها الولايات المتحدة بعدما أن قامت مقاتلتا «سو- 34» روسيتان بقصف الحامية التي تضم 200 فرد.

وبعد تحليق الطائرات الأمريكية فوق التنف، تحدث طياروها إلى نظرائهم الروس عبر نظام اتصال خاص بموجب اتفاقية بين واشنطن وموسكو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي يستهدف تفادي الحوادث الجوية، فغادر الروس سماء التنف، لكن بعدها قارب وقود طائرات الولايات المتحدة على النفاذ، ما أجبرها على المغادرة للتزود بالوقود.

بيد أن الطيارين الروس انتهزوا الفرصة للعودة مجددا وقصف ثوار التنف من جديد مما أسفر عن مقتل أشخاص كانوا يساعدون الناجين من الضربة الأولى.

مواجهة جوية أخرى

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «ذا ناشيونال انترست»، فإن هذه ليست أول مواجهة جوية بين البلدين فوق سوريا. فبحسب موقع الطيران العسكري ««Aviationist، وقعت عدة حوادث أخري خلال الأشهر الثمانية الماضية بين طائرات وأخري بدون طيار روسية وأمريكية، وقد أشارت معظم التقارير إلى اقتراب الطائرات الروسية بطريقة مستفزة من طائرات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

أيضا وقعت مناوشات بين الطائرات الإسرائيلية والروسية فوق سوريا في إبريل/نيسان، كما أسقطت تركيا طائرة روسية قالت أنها انتهكت المجال الجوي التركي في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقد سعت الولايات المتحدة وروسيا لمعالجة ذلك عبر خط ساخن خاص بعمليات سوريا، كما جري أيضا تدشين خط ساخن مماثل بين (إسرائيل) وموسكو.

ولا يعرف حقيقة سبب هذه المناوشات والصدامات الجوية فوق سوريا، خصوصا أن كل طرف لديه أهداف خاصه به، في حين أن كلا الطرفين يزعم أن أهدافه تتركز في مواجهة تنظيم الدولة. كما أن لكل طرف قوات على الأرض للعمليات الخاصة في البلاد، ومع هذا نفاجأ بقصف بطريق الخطأ من القوات لبعضها البعض، أو استدعاء قوات جوية لتوفير غطاء جوي ضد هجمات قوة عسكرية صديقة.

والخطورة أن هذه المناوشات يمكن أن تتحول إلي حرب لو قرر البيت الأبيض التدخل بقوة ضد الطائرات الروسية لحماية القوات السورية المعارضة المدعومة أمريكيا، أو قررت روسيا فجأة أن تحمي القوات الإيرانية وحزب الله من ضربات إسرائيلية. وهو ما يشير لحالة لا عقلانية قد ينتج عنها خطر برغم علم الجميع بقواعد اللعبة، خصوصا أن كل ما يتطلبه الأمر هو وقوع خلل كمبيوتر أو عصبية طيار يقوم بإطلاق النار، على غرار ما كان يحدث في الحرب الباردة.

إذ سبق أن وقعت 18 حادثة إسقاط طائرات أمريكية وسوفيتية بين عامي 1950 و1970، وفقا ويكيبيديا، فضلا عن الحروب بالوكالة مثل قيام الطيارين السوفييت بالتحليق بطائرات كوريا الشمالية من طراز «ميج 15» خلال الحرب الكورية.

3 احتمالات للصراع

ويشير تقرير «ناشيونال إنترست» إلى أنه في حال استمرت الولايات المتحدة وروسيا بشن حروب جوية على سوريا على المدى الطويل، فإنه يجب أن يحدث أمر من ثلاثة أمور:

(الأول): أن تسحب الولايات المتحدة أو روسيا طائراتها وتتيح للقوة أخرى القيام بعمليات القصف.

(الثاني): أن تسمح كلا من روسيا أو الولايات المتحدة للطرف الآخر باتخاذ قرار القصف الجوي في جميع العمليات.

(الثالث): عاجلا أو آجلا سيكون هناك دم، أي اشتباك وقتلي ومصابين، وفقا لتقرير المجلة الأمريكية.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة روسيا سوريا مناوشات جوية الجيش الحر المعارضة السورية

«ستراتفور»: المناورة الروسية «الوقحة» في سوريا

لماذا لا توجه الولايات المتحدة ضربات جوية إلى نظام «الأسد»؟

‏«كيري» لروسيا: صبرنا بشأن سوريا له حدود خاصة ما يتعلق بمحاسبة «الأسد»⁦‪

«شمخاني» منسقا عسكريا بين إيران وروسيا والنظام السوري

«اتفاق الزبداني» يسقط ضحية التدخل الروسي

«الدفاع» الروسية تنفي إسقاط «الدولة الإسلامية» مروحية تابعة لها في سوريا