«اتفاق الزبداني» يسقط ضحية التدخل الروسي

السبت 10 أكتوبر 2015 08:10 ص

أدى التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى إجهاض اتفاق تم التوصل إليه في الشهر الماضي بين الأطراف المتحاربة في منطقتين في غرب البلاد، وأهدر نجاحا نادرا لجهود دبلوماسية أيدتها أطراف أجنبية في القتال المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات لوكالة «رويترز» للأنباء أن تنفيذ الاتفاق مع الأمم المتحدة الذي يساعد على إخراج المعارضين من بلدة الزبداني والقرويين المحاصرين في بلدتي الفوعة وكفريا توقف بعد بدء القصف الجوي الروسي الداعم لرئيس النظام «بشار الأسد».

ورغم صمود وقف إطلاق النار في الموقعين، إلا أن هذا يعني أن الأمر قد يكون مسألة وقت قبل استئناف القتال بين الجماعات المسلحة من ناحية وقوات «الأسد» و«حزب الله» اللبناني المتحالف معه من ناحية أخرى.

وتتسق التوقعات المتشائمة للاتفاق مع صورة أوسع نطاقا للتصعيد حيث يؤدي التدخل الأجنبي المتزايد إلى تعقيد الصراع الذي أودى بحياة نحو 250 ألف شخص.

كان الاتفاق، الذي تم بمساعدة إيران وتركيا، أُعلن بعد هجوم استمر أسابيع لجيش النظام وقوات حزب الله للاستيلاء على بلدة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية من قوات المعارضة التي لا تزال متحصنة هناك.

بينما شنت المعارضة السورية هجوما على كفريا والفوعة، وهما قريتان شيعيتان في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد، ردا على الهجوم على الزبداني.

وقال شخص مطلع على المفاوضات: «هناك وقف لإطلاق النار لكن هذا كل شيء ... الاتفاق أصبح ضحية أخرى للتصعيد الروسي. الناس نسيت التنفيذ».

وقال مسؤولان بارزان على علم بالتطورات العسكرية والسياسية في سوريا وقريبان من حكومة «الأسد» إن الهجوم البري، الذي يشنه جيش النظام وحلفائه بدعم من الضربات الجوية الروسية، جعل الاتفاق غير ذي معنى.

وقال مسؤول له علاقات وثيقة بدمشق: «الاتفاق سقط وكفريا والفوعة صارتا خارج السباق. الحلف الروسي الإيراني مصر على تحرير إدلب، وهكذا تكون كفريا والفوعة خارج منطقة النزاع».

وقال المسؤول الآخر: «الهجوم الذي بدأ من ريف حماه باتجاه ريف إدلب سيؤدي إلى تحرير كفريا والفوعة حكما وبالتالي انتفاء السبب الحقيقي للاتفاق».

وتشير تعليقاتهم إلى ثقة متزايدة في جانب حكومة «الأسد» وحلفائها وإيمانهم بإمكانية تحقيق نصر عسكري على المعارضين في غرب سوريا، المحور الأساسي للضربات الجوية الروسية.

وقال مسؤول من حركة «أحرار الشام»، والتي كانت طرفا رئيسا في الاتفاق ومثلت المعارضة السورية، إن الجماعة لا تدلي حاليا بتعليقات لوسائل الإعلام عن الاتفاق.

لكن المعارضين يأملون في أن يؤدي التدخل الروسي إلى زيادة الدعم العسكري من مؤيديهم وخاصة السعودية التي تخوض صراعا من أجل النفوذ في أنحاء المنطقة مع إيران.

وشن جيش «الأسد» وحلفاؤه، وبينهم «حزب الله»، هذا الأسبوع، هجمات برية جديدة بدعم من الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة في منطقتين مهمتين استراتيجيا بمحافظة حماة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويرصد تطورات الحرب من خلال مصادر على الأرض، أمس الجمعة، إنهم لم يحققوا بعد مكاسب مهمة في تلك المناطق.

وكان نجاح المفاوضات، التي تؤيدها الأمم المتحدة، أعطى بصيص أمل وسط هذا القتال الذي لم تحقق الدبلوماسية أي تقدم فيه تقريبا.

وتفاوضت إيران نيابة عن نظام «الأسد» وحزب الله. وحصلت جماعة «أحرار الشام»، وهي من أقوى جماعات المعارضة في سوريا، على تفويض للتفاوض نيابة عن عدد من جماعات المعارضة.

وجرت المحادثات في تركيا وهي من الدول التي تؤيد المعارضة التي تقاتل «الأسد».

وقالت الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إنها اضطرت لتعليق العمليات الإنسانية المزمعة في سوريا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بسبب «زيادة النشاط العسكري». وشملت الخطوات الأولى إجلاء الجرحى.

وفي ذلك الوقت، دعا مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، «ستيفان دي ميستورا» الأطراف إلى الالتزام بتعهداتهم والتوصل إلى التفاهمات اللازمة لتنفيذ الاتفاق.

وقالت المتحدثة باسم «دي ميستورا»، أمس الجمعة، إن الأمم المتحدة مستعدة لدعم تنفيذ الاتفاق «ما أن ترد الموافقة النهائية من جميع الأطراف على بدء العملية».

  كلمات مفتاحية

سوريا اتفاق الزبداني الفوعة كفريا التدخل العسكري الروسي في سوريا

أنباء عن اتفاق جديد لوقف القتال في الزبداني والفوعة وكفريا

تمديد وقف إطلاق النار في الزبداني والفوعة وكفريا حتى السبت المقبل

مسؤول لبناني: السعودية عطلت مفاوضات الزبداني

خلافات بين «الأسد» والوفد الإيراني تطيح بهدنة الزبداني

موقع لبناني شيعي: هدنة الزبداني تفضح العجز العسكري لـ«حزب الله»

«الهيئة العربية للتصنيع»: أسستها دول الخليج لكن «السيسي» يستخدمها لدعم «الأسد»

الأمم المتحدة: يمكن تطبيق هدنة في 3 أو 4 أماكن في سوريا

«أوباما» يبحث مع «محمد بن زايد» الوضع في سوريا

بدء تطبيق اتفاق حي الوعر بين المعارضة ونظام «الأسد» في حمص

خروج مقاتلي المعارضة السورية من آخر حي يسيطرون عليه في حمص

بدء إجلاء أكثر من 450 مسلحا ومدنيا من الزبداني والفوعا وكفريا

«حزب الله» يقيم منشأة غير تقليدية في «الزبداني» على الحدود السورية اللبنانية

«ستراتفور»: المناورة الروسية «الوقحة» في سوريا

هل يمكن أن نرى صداما بين الطائرات الأمريكية والروسية فوق سوريا؟

أنباء عن مبادرة روسية تسلم الزبداني لـ«حزب الله» ومضايا لـ«الأسد» وإدلب لـ«المعارضة»