بعد ساعات من الفتوى الشرعية التي أعلنها مفتي عام السعودية، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ» بجواز إخراج الزكاة لصالح المساجين المعسرين، بادر فاعل خير بالتجاوب معها معلنا تبرعه بمليون ريال لأحد السجناء.
ويقبع الأخير وراء أسوار السجن في جدة منذ عشر سنوات بعدما لم يستطع سداد ما عليه من ديون تراكمت عليه نتيجة عملية تجارية تعرض خلالها للنصب.
وحرر فاعل الخير شيكًا باسم (رئيس محكمة التنفيذ بمحافظة جدة- لسداد دين السجين) ولإنهاء معاناته.
وكانت صحف سعودية قد نشرت تفاصيل عن السجين روتها والدته المسنة، عبرت فيها عن أملها في رؤية ابنها حرًا طليقًا بعدما أنهى محكوميته في الحق العام التي قضت بسجنه خمس سنوات فيما ظل حبيس السجن انتظارًا لسداد الحق الخاص.
وكان المفتي أكد أن الله تعالى أجاز صرف الزكاة لثمانية أصناف فقط وجعل من مصارف الزكاة الغارمين، كما قال عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ الدكتور «صالح الفوزان» إن دفع الزكاة لتسديد ديون السجناء المعسرين جائز ، بشرط التأكد من ذهاب المال لسداد الدين والتثبت من ذلك.
كما أفتى الشيخ «عبد لعزيز بن باز» رحمه الله، أنه لا حرج في أن تقوم جمعية بتسديد الدين عن المعسرين بدون إذنهم في أصح قولي العلماء، وإن أخذت إذنهم أو وكَّلوا من يقوم مقامهم في قبض الزكاة من جمعية وتسليمها لأهل الدين فهو حسن، وفيه خروج من الخلاف.
واختتم فتواه بالقول «والمشروع أن تتحرى في ذلك الأشد حاجة من الفقراء الموجودين في البلد والغارمين، حتى ينال كل منهم نصيبه».