هأرتس: رسالة «السيسي» لـ«نتنياهو» تؤكد: «رام الله» طريق الرياض وأبوظبي

الخميس 16 أكتوبر 2014 12:10 م

«الجمهور الإسرائيلي يعتبر الرئيس المصري حليفًا مخلصًا وبالإمكان إبرام صفقات معه، ولكن السيسي ذكَّر نتنياهو أنه لكي يكون هناك تطبيع مضمون مع دول الخليج بدلا من اللقاءات التي تحت الطاولة، فليست هناك وجبات مجانية»..

هكذا قالت صحيفة «هارتس» العبرية في تحليل كتبه محللها السياسي الاثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وحسب المحلل السياسي للصحيفة: كان خطاب الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، خلال افتتاح مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عُقد في القاهرة مؤخرا، هو أحد أهم الخطابات التي ألقاها رئيس عربي في السنوات الأخيرة، تحدث «السيسي» أولا موجهًا كلامه للشعب الإسرائيلي وفقط بعد ذلك لحكومة «نتنياهو»، أشار إلى ضرورة تبني مبادرة السلام العربية ودعم إقامة دولة فلسطينية لإنهاء الصراع وبدء التطبيع.

أبدى «السيسي» بحسب «هأرتس» تفهمه لقلق المواطن الإسرائيلي العادي بخصوص عملية السلام، ولكنه عاد وذكَّر الإسرائيليين بمبادرة السلام العربية التي لم تتعامل الحكومة الإسرائيلية معها تعاملا إيجابيًّا وتجاهلتها منذ طرحها عام 2002، فالرسالة التي أراد «السيسي» أن يوصلها للشعب الإسرائيلي هو أن هناك شريك، وأن التقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية ينطوي على اتفاقيات سلام، علاقات دبلوماسية وتطبيع مع عدد كبير من الدول العربية.

كيفية التطبيع مع الخليج

ولكن خطاب «السيسي» كان فيه رسالة أيضًا إلى «بنيامين نتنياهو»، «أفيغدور ليبرمان» وآخرين في الحكومة الإسرائيلية الذين عمدوا في الأسابيع الأخيرة على طرح أفكار خيالية تتحدث عن سلام يتجاوز الفلسطينيين وليس فيه تنازلات، كأنه يجلس إسرائيلي، سعودي، كويتي ومغربي، معًا وينسجون علاقات ويبرمون صفقات بينما في الضفة الغربية تبقى الأمور على حالها، من احتلال وبناء للمستوطنات، بحسب «هأرتس».

فقد ذكَّر «السيسي» رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه في عملية السلام ليست هناك وجبات مجانية، تخفيضات خاصة أو تخفيضات آخر الموسم، وإن أراد «نتنياهو» أن يدير علاقاته مع السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر والأردن داخل الخزائن المقفلة أو تحت الطاولة من خلال الجنرال «عاموس جلعاد» ووزارة الأمن، أو الدبلوماسيين من قسم العلاقات الخارجية التابع للموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة، كما يفعل اليوم - فلا بأس، ولكن إن أراد علاقات طبيعية، عليه أن يفهم أن الطريق إلى الرياض، أبوظبي، القاهرة وعمان تمر عبر رام الله.

ونقلت «هأرتس» عن وزيرة العدل «تسيبي ليفني» أن حقيقة عدم دعوة «إسرائيل» لمؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة هو دليل على وضعنا السياسي المتزعزع «لم يرغبوا بوجودنا هناك ببساطة».

وأضافت: «تم الحديث عن دولة إسرائيل هناك وهي غير موجودة وهذا سيء جدًا»، ووجهت انتقاداتها مباشرة لرئيس الحكومة «نتنياهو، وشددت قائلة: «أقول هذا لأولئك الذين يروجون لنا أنه علينا التعاون مع الدول العربية، ولكنهم غير مستعدين بأن يقوموا بالخطوة المطلوبة فيما يتعلق بعملية السلام».

«لا مجال أبدًا لوجود تعاون حقيقي مع الدول العربية دون مفاوضات جدية مع الفلسطينيين»، وتقول «هأرتس»: «حقيقة أن انقلابًا عسكريًّا جاء بالسيسي إلى الحكم وأن مبادئ الديمقراطية والليبرالية ليست نهجًا يتبعه، لم تغيّر نظرة الكثير من الإسرائيليين إليه، لكن أهمية خطاب السيسي لا تكمن فقط فيما تضمنه الخطاب بل بالشخص الذي ألقاه، فالسيسي هو أكثر قائد عربي لاقى القبول لدى الحكومة والشعب الإسرائيلي منذ عهد أنور السادات أو الملك حسين».

وقالت: «السيسي، بالنسبة للإسرائيليين ليس محمود عباس الذي يتحدث عن إبادة شعب وعن جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في غزة وهو أيضًا ليس أردوغان الذي يدعي أن ما فعلته إسرائيل في غزة أسوأ مما فعله هتلر في الهولوكوست ولا حتى عبدالله ملك الأردن، الذي يعبّر وزراء وضباط كبار، كل بضعة أشهر، عن قلقهم بخصوص استقرار حكمه».

وتقول: «ينظر اليمينيون وغالبية اليسار الإسرائيلي؛ بداية من السياسيين والمسؤولين في الجهاز الأمني؛ والمواطنون العاديون في الشارع، إلى السيسي على أنه الشريك المخلص الذي يمكن إبرام صفقات معه في نطاق المصالح المشتركة.

يرى الإسرائيليون به قائدًا قويًا يعيد تنظيم الأمور في مصر، يعيد الاستقرار إلى البلاد ويلتزم بـ«معاهدة السلام»، ومحافظ على الأمن من خلال محاربة «حماس»  في غزة و«الإخوان المسلمين» في القاهرة دون وجود محكمة عدل عليا.

لذا عندما يتحدث «السيسي»، يستمع ويصغي له الإسرائيليون - أيضًا في الحكومة والكنيست وأيضًا على «كنبة» الصالون أمام التلفزيون - وهنا يُطرح سؤال وهو: هل يستمر الرئيس المصري بمحاولة الدفع نحو السياسة التي تحدث عنها في خطابه الأخير بالقاهرة بشكل فعال أو ذلك لا يتعدى كونه شيء يحدث لمرة واحدة؟

زار أحد الرؤساء المصريين الذين سبقوه، «حسني مبارك»، «إسرائيل» مرة واحدة خلال سنوات حكمه الثلاثين وذلك حين جاء لحضور جنازة رئيس الحكومة «إسحاق رابين»، هل سيتشجع «السيسي» ويقوم، دعمًا لعملية السلام، بزيارة القدس؟ من الصعب أن نعرف.‎

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي إسرائيل حسني مبارك التطبيع

السيسي اقترح إقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء ضمن خطة مصرية للحل

أردوغان: نعم .. السيسي طاغية .. وإسرائيل إرهابية .. وقطر تقف مع الضحية

"مبادرة السيسي" طوق نجاة لإسرائيل يستهدف خنق المقاومة وقطاع غزة

"إسرائيل" ستقبل المبادرة العربية لتتحالف مع السعودية ودول الخليج

«السيسي» يحذر من تحول اليمن إلى أرض خصبة لـ«الإرهاب»