وكالات - الخليج الجديد
أعلنت مصر عن تقديم "مبادرة" لوقف إطلاق النار، وادعت الحكومة المصرية أنها نتجت عن اتصالات مع جميع الأطراف، لكن سرعان ما تبين عدم التواصل مع حركة حماس، وهو ما يعني أن السلطات المصرية وحكومة العدو الصهيوني اتفقتا على فرض أمر واقع على المقاومة الفلسطينية بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد أملا في عدم تقديم أي استحقاقات للتهدئة تشترطها المقاومة.
ظهر ذلك في ردود أفعال الطرفين: فالإحتلال سارع بالتقاطها والموافقة عليها خلال ساعات، بينما اعتبرتها كتئاب القسام مبادرة خنوع وركوع، وقالت حماس إنها "مزحة".
الإحتلال يرحب
أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي أنه قرر تعليق نيرانه الموجهة ضد قطاع غزة مع المحافظة على حالة من الجاهزية والاستعداد في القطاعات الدفاعية والهجومية، وذلك بعد دخول المبادرة المصرية التي وافقت عليها إسرائيل حيز التنفيذ، في وقت أكدت فيه مصادر إسرائيلية سقوط صاروخ واحد على الأٌقل من قطاع غزة منذ بدء التهدئة.
وقال الناطق باسم جيش العدو، أفيخاي أدرعي، إن قوات الجيش الإسرائيلي "تراقب نشاطات حماس وعلى استعداد لمواجهة أي سيناريو." مضيفا: "إذا اطلقت حماس النار ستواجه الرد."
وقد صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر في اجتماع عقده صباح الثلاثاء على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ومحيطه، والتي تنص على بدء سريان وقف إطلاق النار اعتباراً من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، علما أن الجناح اليميني بالحكومة كان قد تحفظ عليها، في حين رفضت حركة حماس المبادرة، مؤكدة مواصلة القتال وتصاعده.
وذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن الموافقة صدرت بعد اجتماع الحكومة المصغرة، في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجناح الأكثر يمينية في الائتلاف الحكومي، ممثلاً بحزب (البيت اليهودي) وعدد من نواب الليكود و(إسرائيل بيتنا) كان قد أعلن عن معارضته لوقف إطلاق النار، معتبراً أنه يدل على "ضعف الحكومة."
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مصر أطلقت المبادرة "في ظل اتصالات تجريها مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية بما يؤدي إلى وقف كافة الأعمال العدائية برا وبحرا وجوا."
مبادرة خنوع وركوع
وكان الناطق باسم حماس والقيادي في صفوفها، أسامة حمدان، قد وصف ما تردد عن المبادرة بـ"المزحة" وقال لـCNN: "لم نتسلم أي شيء من المصريين، ما يعني أن المبادرة إعلامية فقط وليست سياسية. هذه ليست مبادرة وما يحاولون القيام به هو وضع الفلسطينيين في الزاوية، وهذا سيفيد الإسرائيليين أكثر."
من جانبها، أعلنت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفضها للمبادرة المقدمة لوقف إطلاق النار، مشدّدة على أن المعركة مع إسرائيل "مستمرة وستزداد ضراوة وشدّة" مضيفة في بيان "لم تتوجه إلينا في الكتائب أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في هذه المبادرة المزعومة".
ولكنها استطردت بالقول: "إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوعٍ وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به."
وتابعت القسام بالقول: "سنكون الأوفياء لدماء شهداء معركة "العصف المأكول" الأبرياء وكافة شهداء شعبنا، وإننا نعد شعبنا أن هذه الدماء والتضحيات لن تضيع سدىً، ولن يجهضها أحدٌ كائناً من كان في هذا العالم".
وكانت الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان لها عن طرح المبادرة قائلة إنها تأتي "انطلاقا من مسئوليات (مصر) تجاه أشقائها الفلسطينيين وحقنا لدمائهم والحيلولة دون تصاعد أعداد الشهداء والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية." ولم تقدم الخارجية الكثير من التفاصيل حول المبادرة، ولكنها شددت على أنها كفيلة بـ"وقف كافة الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة."
وقضت المبادرة بأن تستقبل مصر وفودا "رفيعة المستوى" من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.
من جانبها، بدت السلطة الوطنية الفلسطينية أكثر تقبلا للمبادرة، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إنه يتمنى أن تسفر الجهود عن وقف محتمل لإطلاق النار خلال الساعات المقبلة.
بعد إعلان المبادرة المصرية بوقت قصير ألقى إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق والقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كلمة شدد فيها على أن مطلب غزة هو رفع الحصار وأن توقف إسرائيل اجتياحات للضفة الغربية وليس العودة إلى تهدئة في ظل مثل هذا الوضع.
من جانبه صرح بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، لبي بي سي ردا على سؤال بشأن موقف مصر بعد قبول إسرائيل مبادرة وقف إطلاق النار ورفض حماس لها أن الأمر مازال غير واضح.