لم تتّضح أسباب تعيين مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران «علي خامنئي» الجنرال «محمد باقري» رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، بدل الجنرال «حسن فيروز آبادي» الذي بات أبرز المستشارين في القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والتي يرأسها «خامنئي».

ويُعتبر «باقري» (58 سنة) شاباً قياساً بأقرانه في «الحرس الثوري» الذين شاركوا في الحرب العراقية - الإيرانية (1980–1988)، إذ انتمى إلى «الحرس» عام 1980 عندما كان طالباً في كلية الهندسة الميكانيكية في الجامعة التكنولوجية في طهران، وعمِل إلى جانب شقيقه «حسن باقري» الذي قُتل خلال الحرب، في قسم الاستخبارات العسكرية.

وتابع «باقري» تحصيله الأكاديمي في مجال الجغرافية السياسية في جامعة الدفاع الوطني، اذ ساهم بمساعدة رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف» والقائد السابق لـ «الحرس» الجنرال يحيى رحيم صفوي»، والعضو البارز في «الحرس» غلام علي رشيد»، في تأسيس جمعية الجيوبوليتيك الإيرانية. ولعله من الشخصيات العسكرية النادرة في إيران التي نالت درجة لواء عام 2008، من دون أن يتبوأ منصب قائد «الحرس» أو الجيش.

وعمِل «باقري»، منذ دخوله «الحرس»، في مجال الاستخـبارات والمعـلومات، إذ عين لاحقاً مساعداً لشؤون الاستخبارات والعـمليات في رئاسة أركان القوات المسلحة الإيرانية.

وقاد معركة مهمة عام 1996 لمطاردة انفصاليين أكراد إيرانيين إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي العراقية.

وكان ضمن 24 من قادة «الحرس الثوري» وقّعوا رسالة موجهة إلى الرئيس السابق «محمد خاتمي»، بعد أحداث الحي الجامعي عام 1999، يحذرونه من أنهم سيتولّون مهمة النزول إلى الشارع والسيطرة على الوضع، إذا لم ينجح في تهدئة الأحداث الطلابية آنذاك.

ولا معلومات دقيقة بشأن تعيين باقري رئيساً لأركان القوات المسلحة خلفاً لفيروز آبادي الذي تولى المنصب 27 سنة، وهذه فترة طويلة في السياقات العسكرية الإيرانية.

لكن معلومات أفادت بأسباب صحية وراء تغيير «فيروز آبادي» الذي يعتبر مقرباً من المرشد.

ولا ترى مصادر في طهران أسباباً سياسية أو عسكرية وراء تسلم «باقري» المنصب، إذ إنه لا يشكّل واحدا من مراكز القرار العسكري الإيراني، بل هو منصب تنسيقي بين الوحدات العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية.