خبير إسرائيلي: تصاعد الخلاف بين «روحاني» و«الحرس الثوري»

الخميس 30 يونيو 2016 01:06 ص

قال الخبير الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط «تسيفي بارئيل» إن إيران تشهد صراعا بين الرئيس «حسن روحاني» الذي يطالب بالانفتاح على العالم، وبين المحافظين الراديكاليين ممثلين بـ«الحرس الثوري» الذين يخشون من غزو غربي لبلادهم، وإنه لا يرى أفقا قريبا لطي صفحة هذا الخلاف.

وأضاف في مقال له بصحيفة «هآرتس» أن الخلاف بين التيارين تجلى أخيرا في ردودهما على قرار البحرين القاضي بسحب جنسية رجل الدين الشيعي «عيسى قاسم»، حيث أصدر الجنرال «قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس» بـ«الحرس الثوري» تحذيرا علنيا للمنامة بعدم تجاوز ما أسماه الخطوط الحمر التي قد تشعل المنطقة، في حين أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيان إدانة أقل حدة من التحذير الذي أصدره «سليماني».

وعبر «بارئيل» عن اعتقاده أن هذه التصريحات العلنية تمثل جزءا من صراع سياسي مشتعل داخل إيران اليوم، أخذ مظهرا جديدا بإقالة وزير الخارجية «محمد جواد ظريف» لمساعده «حسين أمير عبداللهيان».

ورأى أن ذلك يعد تعبيرا عن صراعات موازين القوى بين مؤسسة الرئاسة و«الحرس الثوري» في إيران، حول صياغة سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط.

«روحاني» يبحث عن طريق للتصالح مع السعودية

وأكد «بارئيل» أن «روحاني» يسعى لإقامة شبكة علاقات جيدة مع دول المنطقة، خاصة مع دول الخليج العربي.

واعتبر أن «روحاني» يبحث عن طرق للتصالح مع السعودية، لكنه يجد نفسه أمام تحالف عنيد في الداخل الإيراني يتكون من «الحرس الثوري» والمرشد الأعلى، وتيار المحافظين الراديكاليين الذين يحذرون من تبعات الاتفاق النووي الأخير، عقب خسارتهم في الانتخابات البرلمانية لصالح فوز كبير للإصلاحيين، وفق تعبيره.

وقال «بارئيل»: «بدأ المحافظون يستعدون للانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد عام، ولن يتوانوا في البحث عن أية زاوية داخلية أو خارجية من شأنها إفساح المجال أمامهم للسيطرة على تحركات الإصلاحيين.

وأضاف: «معارضو روحاني يزعمون أن إقالة عبداللهيان جاءت بعد ثلاثة أيام من لقاء ظريف مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، وهو ما يشير إلى خضوع روحاني للضغوط الأمريكية».

وأوضح الخبير الإسرائيلي أن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني «علاء الدين يوروجندي» قال: «نحن غير راضين من ترك أشخاص مهمين مثل عبداللهيان للحكومة.

«عبداللهيان» وكبح التقارب مع المملكة

وذكر «بارئيل» أن «عبداللهيان» أوجد في الحكومة مركز قوة وحاول كبح خطوات التقارب بين إيران والسعودية في السنة الأخيرة منذ قطع العلاقات بين الدولتين بسبب إعدام رجل الدين السعودي الشيعي، «نمر النمر»، وإحراق السفارة السعودية في طهران، وبعد اتهامه السعودية بالمسؤولية عن الإرهاب في المنطقة، وزعمه أنها تعمل مع الولايات المتحدة من أجل إسقاط النظام في إيران.

وبحسب التقارير الواردة من إيران، فإن الولايات المتحدة طلبت من «روحاني» العمل على تهدئة «عبداللهيان»، لافتة أن طرده غير كاف من أجل المصالحة، لكنه يعتبر أكثر من إشارة من إيران على أنها تنوي إعادة النظر في سياستها.

وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أنه في الأسبوع الذي أعلنت فيه إيران عن صفقة لشراء 100 طائرة للركاب من شركة «بوينغ» بمبلغ 25 مليار دولار، وهي الصفقة الأكبر بين إيران والولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية في 1979، إلى أنه يجب أن تتم الموافقة على الصفقة من وزارة المالية الأمريكية التي هي المسؤولة عن تنفيذ سياسة العقوبات ضد إيران.

يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» قد أصدر في يونيو/حزيران الجاري، قرارا عين بموجبه المتحدث باسم الخارجية «حسين جابري أنصاري» مساعدا للشؤون العربية والأفريقية بالوزارة، فيما عين «حسين أمير عبداللهيان» مستشارا للوزير.

كما أصدر قرارا عين بموجبه السفير الإيراني الأسبق في أيرلندا وإسبانيا وإيطاليا «بهرام قاسمي» متحدثا جديدا لوزارة الخارجية.

وكشف «محمد مجيد الأحوازي»، الناشط السياسي والمعارض الإيراني، أن وزير خارجية إيران أقال مساعده للشؤون العربية والأفريقية «حسين أمير عبداللهيان»، لمواقفه المتطرفة ضد السعودية، ولرغبة إيران في إقامة حوار ناجح مع المملكة.

وقال في تغريدة على حسابه على «تويتر»: «اللوبي الإيراني في أمريكا (ناياك) نصح ظريف بأن من أجل إنجاح الحوار السعودي-الإيراني عليه إقالة عبداللهيان صاحب المواقف المتطرفة ضد السعودية».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الولايات المتحدة حسن روحاني حسين أمير عبداللهيان الحرس الثوري الاتفاق النووي العلاقات السعودية الإيرانية

رئيس هيئة الأركان الإيراني الجديد هدد بـ«انقلاب» ضد «خاتمي» عام 1999 ‏⁦

«روحاني»: آمل أن تعيد محاكمة مهاجمي السفارة السعودية الثقة بإيران

«لاريجاني» يتهم السعودية بدعم «زمر إرهابية» شرق إيران

موقع إيراني: طهران تقف وراء الحرب الإلكترونية ضد السعودية وتركيا

خطيب جمعة طهران: «آل خليفة» و«آل سعود» سيلقون مصير شاه إيران

مرجع شيعي إيراني: دعوة «كبار العلماء» السعودية للحوار متعجرفة وغير مهذبة

«الحرس الثوري»: «حماس» في الخط الأمامي للمقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة

جبهة التحرير الفلسطينية: تصريحات «الفيصل» عن حماس لتشويه قوى المقاومة

«ستراتفور»: ما الذي يعنيه تعيين قائد جديد للجيش الإيراني؟