«ستراتفور»: ما الذي يعنيه تعيين قائد جديد للجيش الإيراني؟

الثلاثاء 12 يوليو 2016 01:07 ص

وصف موقع مركز «ستراتفور» للدراسات الاستراتيجية والأمنية، تعيين مرشد الثورة الإيرانية قائدا كبيرا بالحرس الثوري، كقائد جديد للجيش الإيراني (رئيس للأركان) بأنه «خطوة ربما تشير إلى وجود تهديدات أمنية خطيرة تواجه إيران».

وفي 28 يونيو/حزيران الماضي، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية «علي خامنئي» قرارا يقضي بتعيين «محمد حسين باقري» رئيسا لهيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، وهو المنصب العسكري الأعلى في البلاد بعد منصب رئاسة القوات المسلحة الذي يشغله المرشد الأعلى في إيران.

وسيتولى «باقري»، الذي بدأ تولي مهامه في 5 يوليو/تموز الجاري، رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة المكونة من ثلاثة تشكيلات، هي: الحرس الثوري، والجيش، وقوات التعبئة (الباسيج)، ويعد منصب رئاسة هيئة الأركان نقطة الوصل بين التشكيلات الثلاثة.

ويعتبر «باقري» من أبرز العسكريين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية، وتولى إدارة إحدى مؤسسات التصنيع الحيوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي مؤسسة «خاتم الأنبياء» التي توصف بأنها الذراع الهندسية للحرس الثوري والتي تمتلك 812 شركة يقدر دخل أنشطتها التجارية السنوي بما بين 10 و12 مليار دولار.

ويقول تحليل «ستراتفور» أن تعيين «باقري» جاء في توقيت حساس حيث تغرق طهران في مستنقع الصراعات الإقليمية في سوريا واليمن ولبنان، وتواجه تجدد العنف داخل البلاد، حيث تتصاعد عمليات منظمات كردية ضد القوات الإيرانية في منطقة «مهاباد» شمال غربي البلاد، وعمليات أخرى تشنها مجموعات بلوشية مسلحة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، بينما تتطلع إيران لتعزيز قوتها العسكرية.

دمج الحرس الثوري أم زيادة نفوذه

ويقول تقرير «ستراتفور» أنه قد يكون هناك دافع آخر وراء تعيين «باقري» الذي كان يتولى إدارة مؤسسة الحرس الثوري الاقتصادية، يتعلق بانفتاح الاقتصاد الإيراني على العالم عقب الصفقة النووية الأخيرة مع الغرب.

حيث توقع البعض تقليص نفوذ بعض أصحاب المصالح الإيرانية الأقوياء ومنهم قادة في الحرس الثوري، لذلك منح «خامنئي» هذا التنظيم العسكري السيطرة أيضا على المؤسسات المسيسة الأخرى، مثل الجيش، لضمان استمرار نفوذ الحرس الثوري، وسيطرته على واحدة من الجماعات الإيرانية الأكثر شراسة (الجيش).

ويشير التقرير إلى أن الدافع وراء التعديلات الهيكلية الأخيرة في الجيش والخارجية هو دافع أمني يتعلق بعلاقة الحرس الثوري بالجيش واحتمالات دمجه فيه بعد الخسائر الأخيرة للحرس في سوريا.

القتال على أرض أجنبية

أحد أبرز القضايا التي سيواجهها رئيس الأركان الجديد هي القتال على أرض أجنبية، والتواجد الإيراني في سوريا، الذي خلق تحديات غير متوقعة للجيش الإيراني في ظل شن جيش الفتح وجبهة النصرة يوم 6 مايو/أيار الماضي، هجوما ناجحا ضد الحرس الثوري في محافظة حلب مثل ضربة قوية لسمعة الحرس الثوري أدت للعديد من التغييرات التنظيمية داخل الجيش الإيراني.

وتشير التقارير إلى تزايد الخسائر في صفوف الإيرانيين هناك، مما يزيد من الضغط على القادة في البلاد.

وسيكون «باقري» هو المسؤول عن وضع وتنفيذ استراتيجية إيران الجديدة في سوريا، وعن تنسيق تحركات الحرس الثوري هناك مع الجيش الإيراني، وفي الوقت نفسه، بدء تعزيز الحرس الثوري الإيراني نفوذه في العراق.

فمنذ أواخر عام 2014، أصبح ظهور رئيس قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، «قاسم سليماني»، مألوفا في الاجتماعات العسكرية العراقية، وهناك أنباء عن تشكيل قوة خاصة بالعراق أقرب إلى الحرس الثوري الإيراني.

السياسة الخارجية الإيرانية.. إلي أين؟

ويشير تحليل «ستراتفور» إلى أن التعديلات الأخيرة في المواقع العسكرية الإيرانية، وغيرها، مثل تعيين «حسين الجابري الأنصاري» في منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية، أثار تساؤلات حول اتجاه السياسة الخارجية الإيرانية. فـ«الأنصاري»، وهو المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، كان ينتقد موقف إيران في سوريا ويفضل الحلول الدبلوماسية بدلا من القوة العسكرية.

وفي منصبه الجديد، قد يكون تعيين «الأنصاري» رسالة واضحة للدول العربية في المنطقة تشير إلى أن طهران تسعى لزيادة انخراطها الدبلوماسي في الشرق الأوسط في الوقت الذي تعزز مواقعها العسكرية في سوريا والعراق. بحيث تتولي السياسة الخارجية الإيرانية الرسمية أنشطة توازي الأنشطة السرية للحرس الثوري الإيراني في الخارج، وخاصة في سوريا والعراق ولبنان.

وقد يكون هذا مؤشرا لمزيد من الانفتاح والتعاون مع تركيا وروسيا والولايات المتحدة، حيث تسعي إيران لإعادة ضبط النهج الدبلوماسي، وفي الوقت نفسه، قد يكون أيضا مؤشر على المنافسة حول من يعبر عن السياسة الخارجية لطهران، بين صناع القرار في إيران وراء الكواليس.

عدم استقرار داخل البيت الإيراني

وتواجه إيران مشاكل داخل بيتها، فأكبر مصدر لقلق طهران، هو الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي يسعي لتقوية علاقته مع كردستان العراق، ويسعي في نهاية المطاف للاستيلاء والسيطرة على الأراضي الإيرانية.

ومع أن الحرس الثوري الإيراني عمل بشكل وثيق مع البشمركة الكردية في كردستان العراق إلا أن طهران لا تميل للسماح بظهور دولة كردية رسمية داخل حدودها.

وفي الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، ينشط البلوش والأحواز، كحركات تمرد ضد إيران باستمرار، وهنا تأتي أهمية «باقري»، فهو كان نائبا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاستخبارات والعمليات، ولعب دورا في الاستخبارات العسكرية خلال الحرب بين إيران والعراق، وبالتالي فهو الأنسب للتنسيق مع المخابرات الإيرانية لمعالجة واحتواء التهديدات التي يشكلها الأكراد، والبلوش والأحواز داخل إيران.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران الحرس الثوري خامنئي قاسم سليماني محمد حسين باقري الجيش الإيراني قوات الباسيج

خبير إسرائيلي: تصاعد الخلاف بين «روحاني» و«الحرس الثوري»

إيران: تعيين «محمد باقري» رئيسا للقيادة العامة للقوات المسلحة

إيران تغلق صحيفة نشرت تقارير «أزعجت» الحرس الثوري

347 أكاديميا إيرانيا ينددون بتدخل «الحرس الثوري» في السياسة

«الحرس الثوري» يرفض «المساومة» على البرنامج الصاروخي الإيراني

30 ألفا من «الحرس الثوري» مستعدون لدخول سوريا .. وإيران تنعي مقتل أحد قياديها