«مأمون وشركاه».. مسلسل يجسد فيه «عادل إمام» نظام مصر

الأحد 3 يوليو 2016 11:07 ص

«التطبيع.. استعداء الدول التي تعاديها مصر، تمجيد السلطة والأمن الوطني»، هي محاور رئيسية، شهدها مسلسل «مأمون وشركاه»، الذي يعرض في رمضان هذا العام.

المسلسل الذي يجسد بطولته «عادل إمام»، المعروف بتماهيه للسلطة، وأن أعماله تكون صدى للنظام، العديد من الانتقادات، فضلاً عن اتفاق العديد من النقاد والمتابعين على أن خيوط المسلسل الدرامية ضعيفة ومفككة وغير مترابطة، وأن ما يقدمه العمل ليس سوى كوميديا مفتعلة ومتكلفة، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

التطبيع

الإشارات التطبيعية، التي تلهث وراءها الحكومة المصرية، كانت واضحة جداً من خلال المسلسل الذي يتعرض لبعض اليهود المغاربة، الذين يدافعون عن الحركة الصهيونية، ويدّعون بناء «بني إسرائيل» للأهرامات، كما تروج بعض المنابر الإسرائيلية.

كما أن ابن مأمون «خالد سليم»، متزوج من يهودية، وتتعدد المشاهد التي تظهر فيها الرموز اليهودية والإسرائيلية.

وتبدو الليونة في معالجة هذا الجانب انعكاساً، لرغبات السلام الدافئ الذي بشر به الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».

ومن الصعب تفهم، أن المسلسل يقصد بث روح السماحة بين الأديان كما يدعي «إمام»، وأنه يفصل بين الديانة اليهودية والحركة الصهيونية؛ لأنه في نفس المسلسل يصر على تكرار الصورة النمطية الكريهة للمتدينين المسلمين المصريين، الذين يوصفون دائماً بالإرهاب، والذين يمثلون الخصوم السياسيين الرئيسيين لنظام «السيسي».

أزمة مع الأقباط

محاولة التشويه لم تقتصر على الإسلاميين، وإنما تجاوزت ذلك إلى المسيحيين الذين اعتبروا المسلسل مليئاً بالأغلاط مما يدل على عدم إلمام المؤلف «يوسف معاطي»، وفريق العمل وعلى رأسهم «إمام»، بمبادئ الدين المسيحي العقائدية، وطريقة تأدية الصلوات والحلال والحرام.

حيث شنّ عدد كبير من المصريين المسيحيين، حملة على المسلسل، بسبب ظهور المسيحيين في العمل كما لو أنهم يستبيحون الخمور.

حيث وجّه «حمزة العلي»، الذي يجسد شخصية زوج ابنة «لبلبة» و«إمام» المتشدد في المسلسل، سؤالاً إلى حماته حول سبب وجود الخمور في المنزل، فردت أن نسايب ابنها المسيحيين الإيطاليين الجنسية هم من أحضروها، وقالت حرفيا: «إحنا لا جبنا خمور ولا بنلمسها.. ناس مسحيين هما اللي جيبنها».

وأثارت هذه الجملة غضب كثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشروا آيات من الإنجيل على صفحة قناة الأقباط على «فيسبوك» تؤكد حُرمة الخمور لديهم.

من ناحيته، دافع «إمام» عن موقف المسلسل من المصريين المسيحيين قائلاً، إن الجدل الذي أثير حول مجرد جملة حوارية في المسلسل غير منطقي، خاصة أن الجميع يعلم مدى علاقته بالأقباط، وأنه يحتفظ بعلاقات جيدة معهم، ولا يستطيع إهانتهم، وكان المقصود الإيطاليين لأن عاداتهم وتقاليدهم غير المصريين والعرب بشكل عام، سواء مسيحيين أو مسلمين.

ولفت «إمام» قائلاً إن الحوار تم توجيهه إلى شخص متشدد بشكل كبير.

وأنهى عادل كلامه قائلاً: «إذا غضب أحد من المصريين المسيحيين بسبب جملة غير مقصودة فحقهم عليّ».

الزج بقطر

أما عن الانسياق وراء السلطة في معاداة بعض الدول العربية، فقد تمثل في الربط بين أحد أبطال العمل الإرهابيين وبين قدومه من دولة قطر، بلا أي معالجة فنية تتسق مع الحبكة الدرامية سوى الزج باسم قطر، مثلما الزج به سابقاً في قضية التخابر التي حوكم على إثرها «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب، وصدر عليه حكما بالسجن لمدة 40 عاما.

وهو ما أثار حفيظة الفنان القطري «عبد العزيز جاسم»، الذي قال إنه «لا ينبغي التورط بالرد على هذا العمل لأن الشعب القطري يحترم الشعب المصري».

فيما حرص المسلسل على تلميع صورة المباحث والمخابرات، فأفراد الداخلية وخاصة ضباط الأمن الوطني، يتسمون طوال الوقت بالحكمة، وحسن التصرف، مع الطيبة المفرطة وتجنب الوقوع في الأخطاء المهنية والأخلاقية.

في تناقض صارخ مع الواقع المؤسف الذي ورط الحكومة في حرج دولي وأزمات داخلية أيضاً، بسبب انتهاكات الشرطة لحقوق الإنسان.

تاريخ داعم للسلطة

وبحسب الناقد «محمد كريم»، فإنه بالعودة إلى رصد مواقف عادل إمام التاريخية مع السلطة، سنجد أن عبارته الشهيرة في مسرحية «الزعيم» التي تقول: «أنا اللي يحكمني أسقف له وادعي له»، تمثل دستوراً اتخذه هذا الممثل في حياته، وهي من المرات القليلة التي كان فيها «المشخصاتي» صادقاً مع نفسه.

وأضاف: «كان الرجل يفعل ذلك مع جميع من وصلوا إلى سدة الحكم في مصر، سواء أكان ذلك الوصول بطريقة شرعية أم غير شرعية. وطوال حياته لم يفوت إمام فرصة للمكوث بين يدي السلطة، والتسبيح بحمد الجالس على الكرسي، مُقدماً الولاء اللازم لبقائه في منطقة الفئات الآمنة في المجتمع».

وتابع: «لم يخجل إمام، سابقاً، من أن يقف أمام الكاميرات ليكيل المديح لحسني مبارك ثم محمد مرسي ثم عدلي منصور، ثم أخيراً، وربما ليس آخراً، عبد الفتاح السيسي».

وعن أيام «مبارك»، قال «كريم»: «تحدث إمام عن طول صبر الرئيس على معارضيه، واعتبر أن ما يقدم من نقد لمبارك كان يصب في صالح حزب الله (العدو الرسمي آنذاك)، غير أنه في أثناء ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، هرول إلى بعض الفضائيات ليعلن براءته مما نسب إليه من دعم مبارك، حين نقلت عنه وسائل الإعلام تصريحاً يدعي فيه أن المتظاهرين تحركهم أياد خفية، وأجندات خارجية، بغية الحصول على مطالب عبثية».

واستطرد: «عاد إمام أدراجه سريعاً، وقال إنه متعاطف مع ثورة الشباب السلمية، وأن على الحكومة أن تستمع إلى مطالب الشعب وتستجيب لها».

وأثناء تفاعلات الثورة، حاول «مبارك» احتواء الأمر بإقالة «أحمد عز» من أمانة الحزب الوطني، ثم تعيين «عمر سليمان» نائباً للرئيس، و«أحمد شفيق» رئيساً للوزراء؛ وهنا سارع «إمام» ليصرح لقناة «العربية» بمباركته لهذه الخطوة التي من شأنها أن تعيد الأمور لمسارها الصحيح، بحسب «كريم».

وأضاف، ساردا تاريخ «إمام»: «عندما احتدمت المنافسة الانتخابية بين مرشح الدولة العميقة أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسي، في الجولة النهائية، لم يصرح إمام بأنه اختار شفيق الذي يراه صاحب إنجازات مشهودة، واكتفى بقوله أعطيت صوتي لمن يستطيع إنقاذ الشعب المصري من عنق الزجاجة، ويتخطى المرحلة الحرجة».

وتابع: «تركت له هذه الإجابة الفرصة ليكون ضيفاً في لقاء الفنانين الذي استضافه الرئيس الفائز مرسي، في قصر الرئاسة، ويومها أثنى عليه إمام ثناء حاراً، حين تحدث إلى بعض وسائل الإعلام عن احترامه الكبير للرئيس مرسي».

واستطرد «كريم»: «بعد 30 يونيو/ حزيران، لم يخالف عادل إمام التوقعات، فقد سار في ركب من قال إن السيسي وضع حياته على كفه حين انضم إلى جموع الناس في مظاهرات 30 يونيو/ حزيران».

وتابع: «بعد انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، لم يفوت إمام فرصة تعيين عدلي منصور رئيساً شكليا للجمهورية، لحين توفيق أوضاع السيسي، وتهيئة المنصب لاستقباله، بقوله: عدلي منصور شكله شكل رئيس».

وأضاف: «كما كان له تصريح آخر يتوافق مع التوجه الرسمي لمكتب عباس كامل، يقول: عدلي منصور رئيس يستحق الاحترام، والسيسي الأنسب لرئاسة مصر».

وختم «كريم»: «مع إقدام السيسي للجلوس على كرسي الرئاسة في مسرحية انتخابية مشهودة، كانت لإمام تصريحات متعددة مثل: مصر بتحب السيسي والسيسى بيحب مصر، وقوله: أريد أن أؤكد أن الله أكرمنا بهذا الرجل، كما أكرمنا أيضا بالجيش المصري العظيم، الذي وقف بجانب الشعب في أفضل ثورة شعبية تاريخية في 30 يونيو/ حزيران«».

أما على الصعيد الفني للمسلسل، فقد ذكره الناقد «طارق الشناوي»، حين قال إنّ خللاً في المضمون الدرامي للمسلسل أثر بشكل سيئ على العمل بأكمله، وجعل المخرج لا يستطيع التغلب على العواقب التي واجهته.

المسلسل يشارك في بطولته أيضا كل من الفنانين «مصطفى فهمي»، و«شيرين»، و«كمال أبو رية»، و«خالد سرحان»، و«تامر هجرس»، و«ريم مصطفى»، و«أحمد فؤاد سليم»، و«هنا الزاهد»، والقصة لـ«يوسف معاطي»، وإخراج «رامي إمام»، وإنتاج «تامر مرسي».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عادل إمام مأمون وشركاه مسلسل السلطة السيسي الأقباط مصر

«ونوس».. مسلسل رمضاني يعقد صفقة مع «الشيطان» لـ«فعل الخير»

«حارة الشيخ».. مسلسل سعودي يواجه اتهامات بتشويه التاريخ

الإمارات تستكمل الحرب على «دعوة الإصلاح» بمسلسل تليفزيوني يعرض في رمضان