مغردون يتهمون «بن زايد» بالانتقائية: لماذا لا تطبقون باقي آراء «بن باز»

الأربعاء 6 يوليو 2016 08:07 ص

لم تكنا تغريدة، ورد عليها، بل حالة حولت ساحة موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى هجوم حاد على الإمارات، وحكامها، حيث اتهمهم مغردون أنها توظف الدين والفتاوى طبقا لمصالحها.

كانت البداية بتغريدة كتبها وزير الخارجية الإماراتي «عبد الله بن زايد» على «تويتر»، هاجم فيها الشيخ «يوسف القرضاوي»، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واتهمه بالتحريض على التشجيع على العمليات الانتحارية.

في الوقت الذي أشادت التغريدة بالمواقف الدينية لعلماء السعودية القريبين من الجهات الرسمية، واتهمت تنظيم الإخوان المسلمين، الذي تخوض الإمارات حرباً سياسية وأمنية، ضده بدعم الإرهاب.

وقال «عبد الله بن زايد» في تغريدته: «هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرض عليها».

وأضاف «علينا أن نحاسب من حرض واسترخص دماء البشر وأجاز العمليات الانتحارية».

تغريدة «عبد الله بن زايد»، دفعت الشيخ «القرضاوي» للرد عليه، قائلا: «ردا على عبد الله بن زايد أني أشجع العمليات الانتحارية: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين».

وأضاف: «نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها» بحسب تعبيره.

التغريدة والرد عليها، كان مثار حديث كثيرين بـ«تويتر»، فمجموعة تدعم الإمارات ووزير خارجيتها، وأخرى تدعم «القرضاوي» في موقفه.

وتحول هذا الدعم إلى سجال آخر، حيث كتب الداعية «طارق السويدان»، معلقا على تدوينة «عبد الله بن زايد»: «على السياسيين الصغار، أن يتأدبوا عند الحديث مع العلماء الكبار».

ليرد عليه «أنور قرقاش»، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، حين كتب: «تغريدة طارق سويدان تكشف أن علماء الإخوان الكبار، أحرجهم شريط القرضاوي، وفتواه حول الهجمات الانتحارية.. بدأ الدفاع عن هيراركية اللاهوت».

ويقصد «قرقاش»، بشريط «القرضاوي»، هو مقطع فيديو، نشرته وسائل إعلام إماراتية مقربة من النظام، ونشطاء، اتهمت «القرضاوي» بدعم العمليات الانتحارية، والتلون حسب الحالة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، والتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، والحرب في سوريا، وموقف جماعة الإخوان المسلمين من حرب تنظيم «الدولة الإسلامية».

كما نشر الداعية الأردني الأصل الإماراتي الجنسية «وسيم يوسف» خطيب جامع الشيخ زايد الكبير في إمارة أبوظبي، مقطع فيديو لـ«القرضاوي»، تحدث فيه شروط هذه العمليات، وكتب تحته: «رد القرضاوي على القرضاوي!.. صدق سمو الشيخ عبدالله وكذبت أنت.. إِنَّمَا يفتري الكذب الذين لاَ يؤمنون».

الهجوم الإماراتي على «القرضاوي»، كان له رد فعل «عنيف» من مغردين اعتبروا أن نشر مقاطع فيديو غير مكتملة تخرج الكلام من سياقه ليس له معني سوى محاولة التدليس على الشيخ.

كما كتب «الواعي»: «ليس دفاعاً عن القرضاوي يا بن زايد.. ولكن فتواه كانت للفلسطينيين ضد الصهاينة في ظرف محدّد.. فلمَ تضايقت؟».

حديث «الواعي» يتناسب مع بيان أصدره «القرضاوي»، عام 2015، نفى ما يُنسب إليه من تحريم العمليات الانتحارية، معتبراً أن فتواه الخاصة بـ«العمليات الاستشهادية» كانت خاصة بالمقاومة الفلسطينية وحدها، حين لا يجدون بديلاً عنها، ولم يجزها في غير ذلك.

كما نشر مغردون، روابط لفتاوى أخرى، منسوبة لمشاهير العلماء السعوديين أمثال مفتي السعودية الراحل «محمد بن إبراهيم آل الشيخ»، والشيخ «الجبرين»، و«عبدالله بن منيع» تجيز تلك العمليات، بحسب موقع «هافنغتون بوست عربي».

مغردون تساءلوا أيضا، إن كان قتل المدنيين جريمة فلِمَ دعمت دولة الإمارات، الانقلاب العسكري في مصر، من أجل تحسين صورته عالمياً، بعد قتل قوات الجيش والشرطة أكثر من 1000 من المعتصمين المدنيين في يوم واحد في ميداني رابعة والنهضة بالقاهرة في أغسطس/ آب 2013.

كما نشر مغردون، صفحات من كتاب «فقة الجهاد» لـ«القرضاوي»، يشير فيها إلى إجازة هذه العمليات في فلسطين فقط، مع التأكيد أن امتلاك المقاومة الفلسطينية للصواريخ التي تقلقل دولة (إسرائيل)، يقلل من هذه العمليات.

كما تحول الجدل على «تويتر»، من مدى مشروعية «العمليات الانتحارية»، إلى نشر فتاوى أخرى قديمة للشيخ «عبدالعزيز بن باز»، تحرم السماح بفتح منشآت لبيع الخمور والمراقص، وغيرها «بن زايد» الذي اعتز في تغريدته بفتاوى الشيخ عن هذه العمليات الانتحارية، بأن يأخذ الفتاوى جميعاً دون انتقاء.

وبحسب موقع «نون بوست»، لم يتوقف الهجوم على الإمارات عند هذا، بل تساءل النشطاء عن مدى التزام حكام الإمارات، بفتوى «بن باز» ومواقفه الواضحة والقوية في مسألة الخروج على الحاكم، في ظل دعم الإمارات للاضطرابات وتدبير الانقلابات العسكرية ودعم قتل المسلمين في بلدان مثل مصر واليمن وليبيا وحتى تونس.

كما أشار مغردون أن للشيخ «بن باز»، العديد من الفتاوى الأخرى التي تتعلق بحرمة ترويع المسلمين، وهو ما يتناقض مع منهج الإمارات في تعذيب المعارضين السياسيين بعد اعتقالهم سواء كانوا إماراتيين أم لا، حيث أن تقارير دولية تقول إن العائلة المالكة في الإمارات تحكم البلاد بقبضة حديدية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

يوسف القرضاوي عبد الله بن زايد العمليات الانتحارية تويتر بن باز

«القرضاوي» لـ«عبدالله بن زايد»: نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها

«عبدالله بن زايد»: «القرضاوي» حرض على العمليات الانتحارية وقت أن حرمها «بن باز»