على النقيض تماماً مما هو دارج ومتعارف عليه من طلب الولايات المتحدة الامريكية من مواطنيها توخي الحذر عند زيارة دول تشهد أعمال عنف أو عدم استقرار، طلبت ثلاثة دول هم: الإمارات والبحرين والبهاما من مواطنيها الموجودين بالولايات المتحدة، أمس الأول السبت، توخي الحذر والحيطة بخاصة عند زيارتهم للمدن التي شهدت احتجاجات مؤخراً.

وكانت سلسلة عنيفة من المواجهات وإطلاق النار من جانب «الشرطة الأمريكية» ضد أمريكيين من أصل أفريقي قد شهدتها الولايات المتحدة، بخاصة بعد خروج مظاهرات حاشدة بعدد من المدن مطلع هذا الأسبوع، ما أسفر عن حملة اعتقالات والمزيد من الاشتباكات والإصابات. مما دفع الدول الثلاث لأن ترى الولايات المتحدة مصدر قلق لمواطنيها.

من ناحيتها استخدمت الإمارات نفس اللغة التي تستخدمها الولايات المتحدة سابقاً في تحذير رعاياها من الدول التي تشهد عنفاً أو هجمات متطرفة، وكتبت سفارة الإمارات بالولايات المتحدة على صفحتها بـ«تويتر»، السبت الماضي، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء:«تنبيه لرعايا دولة الإمارات في أميركا: الرجاء الابتعاد عن الاحتجاجات والاتصال بالسفارة إذا احتجت إلى المساعدة».

ونفس الامر اتخذته سفارة البحرين بالولايات المتحدة فكتبت على صفحتها بـ«تويتر» في نفس اليوم: «يرجى الابتعاد عن مناطق المظاهرات في الولايات المتحدة. للطوارىء يرجى الاتصال».

ولم يقتصر الأمر على الدولتين العربيتين بل تعداهما إلى منطقة الكاريبي إذ ذكرت وزارة خارجية البهاما في الإرشادات الخاصة بالسفر: «الشبان خصوصاً مطالبون بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر في المدن التي شهدت أعمال عنف أثناء تعاملهم مع الشرطة. لا تكونوا عدائيين واحرصوا على التعاون».

وكان خمسة من ضباط الشرطة الأمريكية قتلوا وأُصيب ستة آخرون برصاص قناصة استهدفوهم أثناء مظاهرات في مدينة دالاس الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي؛ احتجاجا على مقتل رجلين من السود برصاص الشرطة في ولايتي مينسوتا ولويزيانا مؤخراً.

وهذا هو أحد أسوأ حوادث إطلاق النار على الشرطة في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.

وأبلغ «ديفيد براون»، رئيس شرطة دالاس، مؤتمرا صحفيا، بأن قناصين إثنين في موقعين مرتفعين أطلقا النار على 11 من ضباط الشرطة فيما يبدو أنه هجوم منسق؛ ما أسفر عن مقتل 4 من الشرطة، وإصابة 7.

وفي وقت لاحق، قالت شرطة دالاس، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن ضابطا خامسا توفي متأثرا باصابته.

وتجرى جراحة لواحد على الأقل من الضباط المصابين. وبعض الضحايا أصيبوا بالرصاص في الظهر.

وقال «مايك رولينجز»، رئيس بلدية دالاس، المدينة الواقعة في ولاية تكساس، في مؤتمر صحفي: «حدث أسوأ كابوس لنا (...) إنها لحظة مفجة لمدينة دالاس».