كشف جهاز حكومي مصري، تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 49.6%، خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري.

وبحسب مسح أجرته وكالة «الأناضول»، استناداً إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فقد تراجع عدد السياح المصريين إلى مليوني سائح خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري (يناير/كانون ثاني – مايو/أيار)، مقارنة مع 3.969 ملايين سائح خلال الفترة المناظرة من العام 2015.

وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، إلى 831 مليون دولار، بانخفاض 62% عن ذات الفترة من العام الماضي، وفق البيانات الرسمية.

وأرجع الجهاز تراجع عدد السياح إلى مصر، إلى انخفاض أعداد السياح الوافدين من روسيا الاتحادية بشكل أساس، إضافة إلى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا.

وأضاف الجهاز، أن عدد السياح الوافدين من جميع دول العالم إلى مصر بلغ 431.8 ألف سائح في شهر مايو/أيار، مقابل 894.6 ألف سائح في نفس الشهر من العام الماضي. وأوضح أن تراجع السياح الوافدين من روسيا بنسبة 61.3%، والمملكة المتحدة 12.9%، وألمانيا 10%، وإيطاليا 4.2% كان وراء انخفاض السياحة في مايو/أيار.

وكان عدد السياح الوافدين إلى مصر تراجع بنسبة 54% في أبريل/نيسان بعد انخفاض بلغ 47.2% في مارس/آذار.

وحسب أرقام رسمية، فإن قطاع السياحة تكبد خسائر بلغت نحو 2.2 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام المالي الماضي (2015 – 2016)، إذ وصلت الإيرادات السياحية خلال تلك الفترة إلى 3.3 مليارات دولار مقابل 5.5 مليارات دولار، قبل ذلك بعام، ما يعني تراجعا بنسبة 40.5% خلال تسعة أشهر فقط.

وبلغ عدد السياح الذين زاروا مصر في 2015، نحو 9.3 ملايين سائح بانخفاض نسبته 6% عن 2014، بينما بلغ إجمالي الإيرادات 6.1 مليارات دولار بانخفاض 15% عن الإيرادات المتحققة في 2014.

وتعاني مصر من تراجع حاد في أعداد السياح الأجانب خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما دفع وزارة السياحة إلى تدشين عدة برامج لتنشيط السياحة الداخلية خلال الأشهر الماضية، فيما أقدمت عشرات الفنادق على إغلاق أبوابها بعد تعرضها للخسائر.

كما تسعى مصر إلى تنشيط السياحة الداخلية لتعويض تراجع السياح الوافدين من الخارج، وأعلنت الشركة القابضة لمصر للطيران، أمس، عن حملة «إجازتك في مصر»، بهدف تشجيع المصريين على قضاء الإجازة في مصر، من خلال عروض للسياحة في شرم الشيخ والغردقة بأسعار مخفضة.

كما أطلقت شركة مصر للطيران (حكومية) رحلات سياحية مخفضة بأقل من ألف جنيه (112 دولاراً)، شاملة تذكرة الطيران والإقامة في فنادق في عدة مناطق سياحية فاخرة، منها شرم الشيخ (شمال شرق)، في خطوة لإسعاف السياحة المتردية، بسبب عزوف الأجانب، ولا سيما منذ نهاية العام الماضي.

واعتمد مجلس الوزراء المصري، في مطلع مايو/أيار الماضي، خطة عاجلة لإنعاش السياحة من خلال جذب 10 ملايين سائح بنهاية عام 2017.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إن عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح في فنادق مصر في مايو/أيار بلغت 2.5 مليون ليلة فقط مقابل 8.6 ملايين ليلة، بانخفاض سنوي يناهز 71.4%.

وأرجع الجهاز تراجع الليالي السياحية إلى «انخفاض ليالي سياح أوروبا الشرقية بنسبة 94.9%، وكان لروسيا الاتحادية النصيب الأكبر من هذا الانخفاض بنسبة 99.2%».

وبلغ متوسط إقامة السائح في مصر خلال مايو/أيار 6 ليال مقابل 9.7 ليال خلال الشهر نفسه من العام الماضي.

وكانت منطقة الشرق الأوسط، وفق الجهاز نفسه، الأكثر إيفادا للسياح في مايو/أيار بنسبة 32.4%، ولا سيما السعودية.

وجاءت أوروبا الغربية في المركز الثاني بنسبة 28%، خصوصا ألمانيا.

واستقبلت مصر خلال مايو/أيار الماضي نحو 183.8 ألف سائح عربي مقابل 153.7 ألف سائح خلال نفس الشهر من العام الماضي، بزيادة 19.6%، ليمثلوا نحو 42.6% من إجمالي السياح الوافدين.

يشار إلى أن موسكو، علقت رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ (شرق البلاد)، عقب مقتل 224 شخصاً معظمهم روس إثر تحطم طائرة روسية فوق سيناء نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وتعتمد مصر بشكل أساسي على إيرادات السياحة لتوفير النقد الأجنبي، إلا أن سلسلة انتكاسات آخرها سقوط طائرة ركاب تابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط منتصف مايو/أيار الماضي، دفعت باتجاه مصاعب أخرى لصناعة السياحة المصرية.

وقبل ثورة يناير/ كانون ثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك»، كان قطاع السياحة المصري يدر على البلاد نحو 12 مليار دولار سنوياً.