بنوك وشركات تمويل إماراتية تنهي خدمات مئات المواطنين بحجة إعادة الهيكلة

الأربعاء 20 يوليو 2016 09:07 ص

أكد المدير التنفيذي لبرنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية (كوادر)، «عيسى الملا» أن بنوكاً ومصارف وشركات تمويل أنهت خدمات مئات من المواطنين، بحجة إعادة هيكلة المناصب الإدارية وما دونها، متوقعاً زيادة أعداد الباحثين عن عمل من المواطنين، خلال الفترة المقبلة.

وقال «الملا» لصحيفة «الإمارات اليوم» إن الحكومة توفر لشركات القطاع الخاص ميزات وحوافز من أجل زيادة نسب توظيف المواطنين فيها، في الوقت الذي يشكل إنهاء خدمات المواطنين إحباطاً كبيراً لها.

وتابع أن البرنامج يبذل قصارى جهده لتوظيف المواطنين من خلال تدريبهم، وإكسابهم المهارات اللازمة لأداء مهام عملهم، مطالباً بوضع ضوابط صارمة تضمن استقرار المواطنين العاملين في القطاع الخاص في وظائفهم، وتمنع إنهاء خدماتهم.

وأكد ضرورة تبني الحكومة خطة عاجلة للحالات الطارئة، عند الاستغناء عن عدد كبير من المواطنين العاملين في القطاع الخاص لسبب مفاجئ، تهدف إلى ضمان استقرارهم المالي والنفسي والاجتماعي، مشيراً إلى أن وجود خطة بالاشتراك بين الحكومة والقطاع الخاص سيسهم في احتواء مثل هذه الأحداث، ويتيح معالجة ما يترتب عليها من مشكلات.

من جانبه، قال مدير عام معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، «جمال الجسمي»، إن إجمالي عدد المواطنين العاملين في القطاع المصرفي، على مستوى الدولة، نحو 11 ألفاً و700 مواطن ومواطنة، فيما تبلغ نسبة التوطين في القطاع نحو 34% من إجمالي العاملين فيه، ما يعني أن الفرص الوظيفية المتاحة كبيرة، وتحتاج إلى مزيد من المواطنين، خصوصاً من ذوي الخبرة.

وأكد «الجسمي» أن «إنهاء خدمات البعض لأسباب خاصة بالمؤسسات المالية التي يعملون فيها، لن يؤثر فيهم سلباً، إذ سرعان ما سيعاد تدويرهم داخل القطاع نفسه».

وأوضح أن بنوكاً وشركات تمويل عدة لجأت إلى خفض أعداد المواطنين العاملين لديها، بحجة إعادة هيكلة مناصبها الإدارية، والوظائف الأخرى، داعيا المنهاة خدماتهم للبحث عن وظائف في قطاعات عمل أخرى، مثل السياحة والضيافة، والوظائف الحكومية، والشحن والإمداد، وقطاع التجارة وتجارة التجزئة، لافتاً إلى أن هذه المجالات أصبحت من القطاعات الاستراتيجية في الدولة.

وأكد «النقبي» أن المجلس سيحقق في موضوع تقليص عدد المواطنين في قطاع البنوك والمصارف، لافتا إلى عدم وجود مسوغات حقيقية لإنهاء خدمات المواطن، مادام قادراً على تحمل المسؤولية في العمل، والتطور مهنياً، وأداء ما هو مطلوب منه من مهام.

وتابع أن المجلس سيسائل الجهات المعنية بالتوطين في البنوك، نظراً لعدم اضطلاعها بدورها، الذي يتمثل في مراقبة الموارد البشرية المواطنة في البنوك والقطاع الخاص عموماً، لافتاً إلى أن منظومة التوطين في الدولة تعاني خللاً كبيراً، بسبب عدم احتوائها ضوابط صارمة تمنع إنهاء خدمات المواطنين.

بدوره، ذكر «الجسمي» أن عدداً من البنوك العالمية العاملة في الدولة قلص حجم أعماله، وبعضه ألغى عملياته بالكامل في السوق المحلية، ما استدعى إنهاء خدمات موظفيه، ونسبة كبيرة منهم من مواطني الدولة.

وأكد أن التقليص والإغلاق يؤثران سلباً في موظفي البنوك وعائلاتهم، مقيمين ومواطنين، إذ إنهم سيجدون أنفسهم فجأة بلا مورد مالي، الأمر الذي سيجعل كثيرين منهم عاجزين عن الوفاء بالتزاماتهم المالية.

ودعا «الجسمي» مواطني الدولة المنهاة خدماتهم إلى البحث عن فرص عمل أخرى، خصوصاً أنهم اكتسبوا خبرات عدة خلال عملهم المصرفي، ما يؤهلهم للعمل في القطاع المالي وغيره من القطاعات، لافتاً إلى أن أساسيات عمل موظفي البنوك والقطاع المصرفي تجعلهم على اطلاع دائم بالتحركات الاقتصادية، والمعاملات المالية، وخدمة المتعاملين، والتسويق، والتخطيط، ما يجعل الطلب عليهم كبيراً جداً في سوق العمل، سواء في القطاع نفسه أو في القطاعات الأخرى.

ونوه بأن المؤسسات التي تعتزم إغلاق عملياتها في الدولة تعاملت مع موظفيها المواطنين بشكل احترافي، إذ منحتهم مهلة لإيجاد وظائف جديدة، كما خاطبت إدارات شؤون الموظفين في بنوك أخرى لتعلمهم بقرارها، ووجود مواطنين من ذوي الخبرة يمكن الاعتماد عليهم وتوظيفهم.

وأوضح «الجسمي» أن حجم القطاع المصرفي المحلي كبير، إذ يوجد ما يزيد على 53 مصرفاً في الدولة، يتبعها 360 فرعاً، ما يؤكد نشاط هذا القطاع وحاجته الدائمة لسد الشواغر التي تستجد فيه بين وقت وآخر.

ولفت إلى أن القطاع المصرفي يوظف 65% من إجمالي عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص عموماً.

وأكد الرئيس التنفيذي لبنك «إتش إس بي سي»، «عبد الفتاح شرف»، أن إدارة استراتيجيات وخطط العمل في المؤسسات المالية تقتضي تدوير المناصب والمهام الوظيفية، بما يكسب الموظف خبرات متعددة تؤهله للترقي والتطور الوظيفي، سواء في المؤسسة التي يعمل فيها، أو في المؤسسات الأخرى العاملة في القطاع، أو حتى في قطاعات أخرى، موضحاً أن أنهاء خدمات الموظفين دون سبب واضح تصرف غير مبرر.

وأشار إلى أن «تدوير المهام الوظيفية أمر ممكن في حالات عدة، تشمل إكساب الموظف خبرات إضافية، والبحث عن طبيعة عمل تتناسب مع قدراته، فبعض المواطنين ممن يعينون في المؤسسات المصرفية لا يجيدون إجراء عمليات حسابية معقدة، لذا ينقل إلى أقسام أخرى للاستفادة منه».

وقال «شرف» إن «الرقابة على البنوك من الجمعيات العمومية والبنك المركزي، تفرض عليها تطوير مستوى الموظف، خصوصاً المواطن، حتى يستمر في عمله، وألا تنهى خدماته إلا في حال تقصيره في أداء المهام الموكلة إليه».

  كلمات مفتاحية

الإمارات تسريح شركات مصارف

تقرير يوضح أسس تسريح العمالة الزائدة في دول الخليج

البنوك الإماراتية تبدأ تسريح 10% من موظفيها

شركات إماراتية تسرح العمالة السورية لديها لدواع أمنية